هل سيواجه لبنان قريبا أزمة نقص سلع رئيسية ؟

هل سيواجه لبنان قريبا أزمة نقص سلع رئيسية ؟

توقع خبير اقتصادي أن تتعرض السوق اللبنانية لأزمة نقص في عديد السلع الرئيسة داخل الأسواق المحلية، خلال الفترة القريبة المقبلة، مع تضرر كافة المخازن والصوامع في مرفأ بيروت، الأكبر في البلاد.

وبعد الحديث عن احتمالية حدوث أزمة نقص في القمح خلال الفترة المقبلة، طمأنت وزارة الاقتصاد اللبنانية، الأربعاء، بتوفر كميات تكفي لمدة شهر واحد، إلا أن مصير بقية السلع الأخرى، ما يزال مجهولا.

وقال المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر، في تصريح تلفزيوني، إن بلاده ليست أمام أزمة طحين، “لدينا 35 ألف طن من الطحين في المطاحن تكفي لمدة شهر، لدينا 28 ألف طن في 4 بواخر وسننقلها إلى مرفأ طرابلس (شمالي لبنان)”.

الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة (لبناني)، قدر حجم الدمار الحاصل في مرفأ بيروت، بنسبة 80%، “المرفأ يحوي مخازن سلع رئيسية.. يعني أننا سنواجه أزمة نقص بالمواد الأساسية، لا سيما الغذائية، في الأيام المقبلة”.

لكن عجاقة الذي كان يتحدث في مقابلة مع الأناضول، الأربعاء، يعوّل على المساعدات الدولية، ويرى أنه “عند وقوع حدث إنساني، يجنِّب المجتمع الدولي الأمور السياسية”.

** مرافئ بديلة

يرى عجاقة، أنه في المدى المنظور، لن تستطيع المرافئ اللبنانية الأخرى أن تحل مكان مرفأ بيروت “لسبب أنها غير مجهّزة”، من حيث المخازن والأحواض والصوامع، ومنصات الشحن والتخليص.

ويحتوي لبنان على مجموعة من المرافئ على طول الخط الساحلي، كمرفأ طرابلس (شمالي لبنان)، ومرفأ صيدا وصور (جنوب لبنان).

يقول عجاقة: “من الصعب أن نستبدل مرفأ بيروت بسهولة، لأن 70 بالمئة من تبادل لبنان مع الخارج كان يتم من خلاله”.

“معظم المخازن في مرفأ بيروت، كانت تحتوي على مواد غذائية بشكل أساسي مع بعض الكماليات، وهذا ما سيؤدي حتماً إلى أزمة غذاء في لبنان”.

وعن احتمالية الاستعانة بمرفأ طرابلس للاستيراد، يرى عجاقة أن حوض المرفأ قد يكون قادرا على استقبال السفن الكبرى، “لكن ما هي مدى جهوزرية هذا المرفأ لتفريغ السفن وتخزين محتوياتها”.

لكن تظهر بيانات رسمية، تراجع إيرادات مرفأ بيروت في 2019 إلى أقل من 200 مليون دولار، مقارنة مع 313 مليونا في 2018، مدفوعا بتراجع الطلب على الاستهلاك، نتيجة الأزمة الاقتصادية في البلاد.

وربما تبطيء الأزمة الاقتصادية والنقدية في البلاد، من حدوث أزمة في وفرة السلع الرئيسة، قبل تدارك الحكومة وقوعها بتجهيز بدائل أخرى من المرافيء وأبرزها مرفأ طرابلس الذي يأتي ثانيا من حيث الجهوزية.

والثلاثاء، وقع انفجار ضخم في مرفأ بيروت؛ تسبب بسقوط 100 قتيل وأكثر من 3 آلاف جريح (حصيلة غير نهائية)، وأضرار مادية هائلة في أحياء عديدة بالعاصمة وضواحيها، وفق وزير الصحة، حمد حسن، ومراسلي الأناضول.

وأعلن رئيس الحكومة اللبنانية، حسان دياب، يوم حداد وطني على ضحايا الانفجار، فيما اعتبر مجلس الدفاع اللبناني الأعلى، بيروت “مدينة منكوبة”، ضمن حزمة قرارات وتوصيات لمواجهة تداعيات الانفجار.

ويزيد الانفجار الذي وقع الثلاثاء، من أوجاع بلد يعاني أزمة اقتصادية قاسية واستقطاب سياسي حاد، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.

ويعاني لبنان أسوأ فترة اقتصادية منذ الحرب الأهلية (1975-1990) ،تترافق مع شح للدولار الأميركي في السوق، هبوط لسعر صرف الليرة وارتفاع فاحش بأسعار المنتجات.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: