“ورقة المنسق” تطيح بالمصالحة.. وأموال المقاصة قد تشتري الصمت

“ورقة المنسق” تطيح بالمصالحة.. وأموال المقاصة قد تشتري الصمت

يرى مختصون في الشأن السياسي أن إعلان السلطة الفلسطينية عودة العلاقات مع “إسرائيل” حلقة أخيرة في جولة المصالحة الفلسطينية التي كانت تسير بـ”إيجابية”، ومقدمة لحلقة جديدة من مسلسل المفاوضات المتعثرة مع “إسرائيل”.

وجاء إعلان السلطة المفاجئ بعد حراك مكثف بُذل خلال الأشهر الماضية لإنهاء انقسام ظل يفتك بالحالة الفلسطينية منذ 13 عاما، ولاسيما مؤتمر الأمناء العامين للفصائل في بيروت ورام الله مطلع سبتمبر الماضي، ثم حوار إسطنبول الذي عقد بين حركتي فتح وحماس منتصف الشهر نفسه، وآخرها حوار القاهرة.

“ورقة المصالحة”

ويعتقد المحلل السياسي “ذو الفقار سويرجو” أنه “لم تكن هناك نية حقيقية من السلطة بالذهاب إلى المصالحة، وإنما كانت مجرد مناورة من الرئيس محمود عباس والفريق المحيط به من أجل كسب الوقت، وانتظار الانتخابات الأمريكية ونتائجها”.

ويرى سويرجو في حديث مع وكالة “صفا” أن “السلطة بهذه الخطوة أدارت الظهر مرة أخرى لكل الجهود التي بُذلت من أجل تحقيق اختراق في ملف المصالحة، ما يمثل عودة إلى المربع الأول من الانقسام، والرجوع للجدل السياسي الداخلي، وتحميل كل طرف المسؤوليات للآخر”.

ويقول إن: “السلطة لم تعد مفاوضا فلسطينيا مع الاحتلال من أجل تحقيق تسوية سلمية، بل أصبحت للأسف الشديد جزءًا من مكونات الاحتلال خاصة أنها تلقت رسائل من جهات عسكرية غير مخولة بهذا الملف، وليس من جهات سياسية”، على حد وصفه.

ومن المتوقع أن تقدم السلطة بعض التسهيلات لقطاع غزة كإعادة الرواتب كاملة، وإنهاء بعض القضايا المالية العالقة للموظفين؛ من أجل إخفاء الوجه “القبيح” لما قامت به، وكسب صمت الكثيرين، وفق “سويرجو”.

“انسلاخ عن المسار الوطني”

أما المحلل السياسي حسام الدجني، فيشير إلى أن تزامن إعلان السلطة عودة العلاقات مع إسرائيل كما كانت، مع اجتماع حركتي حماس وفتح في القاهرة، “يثبت أن الرئيس عباس يستخدم حماس في معاركه الشخصية لمواجهة خصومه داخليًا وخارجيًا”.

ويقول في حديث مع وكالة “صفا”، إن الرئيس “يوظّف كل الأوراق لتحقيق أهدافه المتمثلة في العملية السياسية، من أجل البقاء في السلطة”.

وتُشكل الخطوة، وفق الدجني، “انتكاسة وطنية” جديدة، تمدد الانقسام أربع سنوات أخرى، “لكن ربما يكون ناعمًا، عكس الذي كان سائدًا خلال فترة ترامب (الرئيس الأمريكي منتهي الولاية دونالد”.

ويضيف أن “حوارات المصالحة في إسطنبول والقاهرة، ومؤتمر الأمناء العامين جاؤوا بعد إعلان جميع الفصائل- بما فيها التي تتبنى الحل السياسي وعلى رأسهم الرئيس عباس- أن خيار التسوية وحل الدولتين لم يعد قائما على الأرض، وبالتالي الذهاب إلى هذا المسار يعني انسلاخ عن المسار الوطني، وعودة لمربع الانقسام”.

“العودة لنفس النهج”

أما الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل فيرى أن “المصالحة وصلت إلى طريقها المسدود بسرعة، وبشكل مفاجئ، بعد قرار السلطة عودة العلاقة مع الاحتلال”.

ويقول عوكل لوكالة “صفا”: “موضوع المصالحة انتهى، لأنني لا أتوقع أن تُتابَع الحوارات الإيجابية، على خلفية عودة السلطة إلى منهج المفاوضات والتسوية”.

ويشير إلى أن حوارات المصالحة الإيجابية كانت على أرضية سياسية، وهي أن كل الفلسطينيين متفقون على رفض “صفقة القرن” ويستشعرون خطورة السياسة الأمريكية الإسرائيلية، “وبالتالي قرار السلطة يعني انتهاء هذه المرحلة”.

ويلفت عوكل إلى أن “السلطة عادت لنفس النهج، وهو البحث عن تسوية سياسية”، لكنه يعتقد أن “السلطة لم تغادر هذا المربع عمليًا حتى عندما توقف التنسيق الأمني، بل ظلت تراهن على مسار التسوية والمفاوضات”.

وكان وزير الشؤون المدنية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ، أعلن مساء الثلاثاء، عن عودة العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي كما كانت.

وأضاف أنه “على ضوء الاتصالات التي قام بها الرئيس بشأن التزام إسرائيل بالاتفاقيات الموقعة معنا، واستنادًا إلى ما وردنا من رسائل رسمية مكتوبه وشفوية بما يؤكد التزام إسرائيل بذلك، وعليه سيعود مسار العلاقة مع إسرائيل كما كان”.

وأعلن الرئيس محمود عباس يوم 19 مايو/ أيار الماضي عن أن منظمة التحرير ودولة فلسطين أصبحتا في حل من جميع الاتفاقيات مع الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية ومن جميع الالتزامات المترتبة عليها، ردًا على مخطط ضم أراضي الضفة لـ”إسرائيل”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: