عمر عياصرة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

وصفي يعود من جديد

عمر عياصرة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

في لحظات الفراغ تتعلق الشعوب برموزها القديمة، تستنطقها ساعية الى تذكير القائمين على الوضع الحالي بضرورة التدارك قبل فوات الاوان.

هذا ما يحصل اردنيا في نهاية تشرين الثاني حين تحل ذكرى وفاة وصفي التل، الشخصية الوطنية الاردنية التي حفرت في ذاكرة الاردنيين كما لم يفعل احد من قبل.

هذا الاستنطاق ليس عبثيا، ويزداد عاما بعد عام، والاهم انه اضحى عابرا للمكونات الاجتماعية الاردنية، فقد تحول وصفي التل في السنوات الاخيرة من مجرد شخصية جدلية الى قاسم مشترك يجري الاحتجاج به على ضعف السلطة التنفيذية.

وصفي يمثل حالة خاصة عند الاردنيين، فهو ليس مجرد شهيد بذل دمه في معركة بقاء الاردن، بل يشكل الرجل نموذجا يتوق له الناس في علاقتهم بدولتهم.

وصفي عنوان للعاصم الاخلاقي للمسؤول الذي يتولى الشأن العام، ويمثل ايضا نموذجا في معنى الولاية العامة لرئيس الوزراء، كما انه قدوة ساحرة في مقاومة جماعات الضغط القابعة في اروقة الحكم.

رجولة وصفي تسحر الناس، عدالته ونزاهته وبساطة حياته، كلها صفات يبحث عنها الاردنيون في زمن العثار الذي تشهده الادارة العامة للدولة الاردنية، ومن هنا يمكن فهم هذا الاستنطاق الكبير لوصفي التل.

اما الجانب الاخر لوصفي، فيتعلق بفكر التنموي الرفيع في التخطيط للبلد، فالرجل استراتيجي ويرفض ان يعلب نفسه بإدارة المياومة التي نعاينها اليوم.

رحم الله وصفي الذي كان تعبيرا عن جيل اردني شارك في الحكم، وساند الدولة، ولم ينظر لها انها بقرة حلوب، وامتنع عن التنفع من المال العام، وما احوجنا لهؤلاء، وذلك ليس بمعجز او بعيد.

(السبيل)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts