“وعد بلفور” أكبر كذبة في التاريخ أحكمت ببراعة

“وعد بلفور” أكبر كذبة في التاريخ أحكمت ببراعة

كاظم عايش: “إعلان بلفور” وعد من لا يملك لمن لا يستحق

كاظم عايش: “وعد بلفور” عار في عالم السياسة خالفت به بريطانيا كل مواثيقها

كاظم عايش: الأمرُّ من وعد بلفور الواقع العربي الممزق الذي لا يمتلك من أمره شيئًا

د. حسن المومني: “وعد بلفور” أثبت صراعية الوجود لا صراع اختلاف وجهات النظر

د. حسن المومني: مع دخول المئوية الثانية لوعد بلفور.. الحال العربية “وهنٌ على وهن”

د. حسن المومني: عند الوعد كانت إسرائيل مجرد “فكرة” واليوم هي “الدولة الأكثر تأثيرًا”

د. منذر الحوارات: وعد بلفور نتيجة حتمية لقرن من الزمان أعدت له “الدراسات التوراتية”

د. منذر الحوارات: الثلاثة عقود القادمة ستحمل الكثير لموضوع اليهود في الشرق الأوسط

د. منذر الحوارات: المستقبل للفلسطينيين وكذبة الوطن القومي لليهود لا يمكن أن تستمر

عمان – رائد الحساسنة

على الرغم من أن الواقع المرير الحالك الذي يعيشه العالم العربي اليوم في ظل حلول ذكرى “وعد بلفور المشؤوم”؛ إلا أن خبراء استراتيجيين ومحللين ونخبًا سياسية يرون أنه من الواجب التمسك بالأمل بعودة فلسطين والحق الفلسطيني لأصحابه إذ أن كذبة الوطن القومي لليهود لا يمكنها الصمود أكثر ولا يمكنها الاستمرار وتوفير الجهات الداعمة إلى ما لا نهاية، فضلاً عن أن “وعد بلفور” ما هو إلا أكبر كذبة في التاريخ تم إحكامها ببراعة لكنّها لا يمكن أن تستمر.

ويؤكدون أن هناك قلة قليلة ما زالت في أمتنا متمسكة بـ “صراعية الوجود” مع العدوّ الصهيوني وتقدم التضحيات وهم الجذوة والشعلة التي ستنتقل لباقي الأقطار العربية والإسلامية حتى الوصول إلى تحرير فلسطين من العدوّ المغتصب.

وعلى الرغم من دخول المئوية الثانية لذكرى وعد بلفور والحالة العربية تزداد وهنًا على وهن إلا أنهم يرون أن المستقبل ليس لليهود؛ بل للفلسطينيين، فهو الأقوى اليوم فيما المشروع الصهيوني في حالة ضعف وحالة تراجع؛ مطالبين في الوقت ذاته بضرورة أن تثابر الأمة وتتسلح بعناصر كثيرة أهما قوة الإرادة وقوة القناعة بأنها على الحق، وأن مبررات استمرار دولة الاحتلال تصبح واهية أكثر يومًا بعد يوم.

العجز العربي ما يزال هو سيد الموقف

يرى رئيس الجمعية الأردنية للعودة واللاجئين كاظم عايش في حديثه لـ “البوصلة” أن هناك خطأ وقع فيه السياسيون والعامّة فيما يتعلق بمصطلح “وعد بلفور”، مؤكًدا أنه لم يكن وعدًا؛ بل مجرد إعلان ورسالة عبرت عن تعاطف بريطانيا مع موضوع إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين بشرط أن لا يؤثر ذلك على حقوق الآخرين ولا على حقوق اليهود في أماكن تواجدهم.

“هو وعد من لا يملك لمن لا يستحق أو هو وعد شعبٍ لشعبٍ آخر بإعطائه أرض شعب ثالث وهي مفارقة عجيبة”، يقول كاظم عايش.

ويضيف، من ناحية أخرى وعد بلفور نسميه “عارًا” في عالم السياسة لأنه خالف كل تعهدات بريطانيا وصلاحياتها، هي أصلا لم تكن تملك صلاحية منح هذا الوعد، وهي في تلك الفترة لم تكن تملك الوصاية والانتداب على فلسطين، ومن ناحية أخرى كانت مراسلات “حسين ماكماهون” وأخلف الإنجليز في وعودهم وغدروا.

ويستدرك عايش: لا شك أن الموضوع كان عبارة عن تصريح شبه وعد ورسالة ولكن ما حدث أن موازين القوى هي التي تحكم مثل هذه الأمور.

ويؤكد أن: العرب عقدوا قمما عربية كثيرة من أجل تحرير فلسطين والتمسك بحقنا في فلسطين ورفعوا شعارات: “لا صلح لا مفاوضات”.. الخ اللاءات الكثيرة التي قالها العرب لكن للأسف الشديد لأن موازين القوى ليست لصالحنا لم يستطع العرب أن ينفذوا شيئًا من وعودهم ولا من قراراتهم.

“لكن اليهود في مؤتمر بازل 1897 قرروا أن يقيموا دولة وبعد 50 عامًا أن يقيموا هذه الدولة لأنه كان شعب ومخططات وعمل استطاع اليهود من خلاله أن يصلوا إلى ما أرادوا أن يصلوا إليه”، يستدرك عايش.

ويقول: هم يقررون وينفذون ونحن نقرر ولا ننفذ؛ للأسف الدول العربية هي في حالة من العجز منذ ذلك الحين ولم تستطع أن تصنع للشعب الفلسطيني شيئًا، مع أن جامعة الدول العربية أسست أصلا من أجل مساعدة الشعب الفلسطيني وتحرير فلسطين.

يتابع حديثه: هذه حقيقة لا تزال ماثلة أمامنا ولا يزال العجز العربي هو سيد الموقف مع الأسف الشديد، وعنوان كل هذه المرحلة على مدار ما يقارب المائة عام.

ويؤكد عايش أن فلسطين الآن تحت الاحتلال الصهيوني، ما يزيد عن 70 عاما والحالة العربية بدلاً من أن تتقدم وتقدم شيئًا للقضية الفلسطينية هي في حالة تراجع.

“وعد بلفور لا شك أنه ذكرى مريرة ولكن الأمر منها أن يأتي في ظل ظرف عربي ممزق ضعيف لا يمتلك من أمره شيئًا”، على حد وصفه.

يقول عايش: لا شك أن وعد بلفور ليس وعدًا شريفًا ولا قانونيًا ولا يمتلك أي ذرة من الحق ولكن للأسف استطاع أصحابه أن يحولوا هذا التصريح إلى واقع، ونحن لا نستطيع أن نفعل شيئًا.

صراع وجود لا صراع اختلاف وجهات نظر

بدوره يقول أستاذ الصراعات الدولية في الجامعة الأردنية الدكتور حسن المومني في تصريحاته لـ “البوصلة”: منذ عامين دخلنا في المئوية الثانية لوعد بلفور والنتيجة الحتمية هي أن الصراع صراع وجودي لا صراع اختلاف في وجهات النظر، صراع وجودي مع حركة صهيونية عالمية، تبنت فكرة غير شرعية واستطاعت إنجازها بعد مائة عام بوجود دولة أيضًا تعيث خرابًا وفسادًا في المنطقة، دولة تستعمر شعب بأكمله.

ويؤكد أستاذ الصراعات الدولية أنه مع الأسف فإن النتيجة التي وصلنا لها بعد مائة عام هي “وهنٌ على وهن”.. وهن أكثر مما كان عام 1917م وهذه الحقيقة مُرّة، لكن على العكس في بدايات الوعد مع بدايات القرن العشرين كانت الجذوة موجودة لدى الناس، بأن فلسطين عربية وإسلامية ومسألة تحريرها حتمية، وكان هذا الشعور القومي الديني يعصف في المنطقة.

ويستدرك المومني بالقول: لكن اليوم بعد مرور أكثر من مائة عام نجد أن المنطقة أصبحت في حالة عدم استقرار تفوق ما كان موجودًا في فترة الوعد.

وينوه إلى أن الناس الذين كان في بداية القرن العشرين لديهم إيمان قوي بمسألة عروبة فلسطين وتحريرها نجد الآن اختلفت أولوياتهم مع الأسف، ونجد كثير من الدول والناس بوصلتها حادت عن مسألة القضية الفلسطينية.

ويتابع حديثه: في بدايات القرن العشرين كان هنالك وحدة فلسطينية موجودة تؤمن إيمانا كليا بقضيتها، الأن بعد مائة عام نتحدث عن فرقاء فلسطينيين حالتهم الخلافية أضرت كثيرًا بقضية فلسطين.

“في عام 1917م إسرائيل كانت مجرد فكرة، الآن نتحدث عن إسرائيل الدولة الأكثر تأثيراً في المنطقة والأكثر تأثيرًا في السياسات العالمية المتعلقة بالقضية الفلسطينية”، على حد وصف المومني.

وعد بلفور نتيجة حتمية لقرن من الزمان أعدت له “الدراسات التوراتية”

من جانبه، ينظر المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي الدكتور منذر الحوارات في حديثه لـ “البوصلة” إلى “وعد بلفور” على أنه لم  يأت بمجرد ورقة بيانات بريطانية من السير بلفور؛ بل كان بنتيجة قرن من الزمان قبله أعدت له الدراسات التوراتية والتي قزمت التاريخ الفلسطيني ربما إلى حدود أنه مجرد محتل لأراضٍ يهودية.

يقول الدكتور منذر الحوارات: في كل جامعات أوروبا كان هناك “كرسي للدراسات التوراتية” خلال المائة عام قبل إصدار الوعد، وكان هناك رأي عام في أوروبا استطاعت الصهيونية أن تجعل الأوروبيين يتبنوه وأن هؤلاء طردوا من ديارهم وعليهم العودة، فالقضية ليست لحظة إصدار البيان.

ويتابع حديثه، هذا يؤكد على أن المثابرة الصهيونية والحاجة الأوروبية وربما الظرف التاريخي هو الذي أصدر وعد بلفور، وفي المقابل كان قد مضى على فلسطين 400 عام تحت الدولة العثمانية وخلال هذه الفترة غيّب التاريخ الفلسطيني تماماً، وحلّ محله تاريخ آخر لم يبرز هوية الشعب الذي هو جزء من السلطنة العثمانية.

“كل ذلك ساهم في إنتاج وعد عبارة عن كذبة تاريخية كبرى، كذبة أحكمت ببراعة شديدة”، كما يصفه الحوارات.

ويستدرك: لكن ما علينا، استطاع اليهود بتحالفاتهم الدولية أن ينجزوا هذا الوعد ويطلقوه على أرض الواقع.

ويتابع، كما يقال من لا يملك أعطى من لا يستحق، ولكن السياسية الدولية تحكمها الموازين، فخلال صراعنا مع العدو الصهيوني لم نقدم “الأحاجيج” الحقيقية لنثبت ولنقاوم حقيقة هذا المشروع.

ويستدرك: لأسباب عديدة، ليس فقط رغبتنا في أن لا نقاوم، لأن الواقع في منطقتنا كان واقعًا مهملاً ومزريًا، وكان التخلف هو العنوان الرئيسي، وغياب الحقائق عن طاولة من يصنعون السياسة هو عنصرٌ أساسيٌ.

ويضيف الحوارات: لكننا بدأنا بعد ذلك ننهض، ونحاول أن نقرأ صيغة هذا الوعد الصهيوني؛ هل تعاملنا معه حقيقة كما ينبغي؟

باعتقادي: لا، لم نتبنّ المفهوم الحقيقي لمقاومة المشروع، يجيب الخبير الإستراتيجي على سؤاله السابق.

ويتابع تساؤله: أعطني كرسيًا للدراسات الفلسطينية في جامعة أوروبية، لا يوجد.

ويشدد على أنه ما تزال الكراسي التاريخية التي تتعلق بالدراسات حول فلسطين للدراسات التوراتية، وبالتالي ما زلنا في بداية القناعة أن الأوروبيين ما زالوا والعالم ما زال مقتنعًا  بحكم الضخ المستمر اليومي بأن اليهود هم أساس هذه المنطقة.

ويؤكد الحوارات قائلا: هذا أعطى القوة لمشروعهم وضعفًا لمقاومتنا، فما زلنا نعتقد أن مقاومة هذا المشروع بإطلاق شعارات قوية وكبيرة وذات بعد لغوي هائل، ولكن الحقيقة ليست كذلك.

وينوه إلى أن اليهود عملوا بشكلٍ جدي، واستثمروا التاريخ بشكلٍ كامل، ونحن لدينا التاريخ الحقيقي ولا نستطيع أن نستثمره.

ويوضح أن اليهود استثمروا الآخرين لإيجاد مصلحة لهم، ونحن أصحاب المصلحة الحقيقية لم نستطع أن نستثمرها.

ويضيف الحوارات، استثمروا عديدًا قليلًا من السكان ودربوه عسكريًا وقتاليًا وعلميًا، ونحن لدينا الكم الكبير من السكان ولم نستطع أن نستثمر فيه لا علميا ولا تقنيا ولا إمكانية أن يقفوا في وجه مشروع شديد التحديث.

“إذن، مناقشة القضية الفلسطينية ووعد بلفور يجب أن تتوقف عن الصياغة التي تمّت بها سابقًا، هنالك مشروع استند إلى بعد ثقافي معرفي، قاموا به منذ مائتي عام تقريبًا، واستطاعوا أن يقنعوا العالم بجدواه وبـ (عدالة قضيتهم)، ونحن نمتلك كل هذه الأدوات ومع ذلك لا نستطيع استثمارها”، بحسب الخبير الإستراتيجي.

ويقول: الفلسطينيون قاوموا المشروع حقيقة، ولكن حتى اليهود عندما أوجدوا مشروعهم، أوجدوه بدعمٍ من دولٍ كبرى، الفلسطينيون بحاجة لمساندة من دول كبرى وهذا لا يتم بهم وحدهم، هذا يتم بنا نحن العرب المعنيون بالقضية الفلسطينية.

ويوصف الحالة العربية بالقول: نحن على مدى نصف قرن، استثمرنا القضية الفلسطينية ليس لإيجاد البدائل الحقيقية للمشروع الصهيوني، استثمرناها لأجل إيجاد صيغ شعبوية لأنظمة حكم استطاعت أن تستثمر هذه القضية لتثبت مشروعيتها وهذا لم يفد القضية الفلسطينية بل أضرها، ولم يلغ وعد بلفور بل عزز إمكانية استمراريته.

المستقبل للفلسطينيين وليس لليهود

ويؤكد الحوارات أن: المستقبل ليس للهود، المستقبل للفلسطينيين لأنه لكل حالة تطور للعلم والمعرفة سوف يثبت يوميًا أن كل ما قيل من قبل هذه الدراسات الصهيونية التوراتية هو عبارة عن محض افتراء وكذب.

ويشدد على أنه سوف تنقلب الآية بلحظة بدون ربما مساهمة من العرب والفلسطينيين؛ لأن العلم يتقدم والحقائق تأخذ مكانها، وإمكانية البحث في التاريخ تزداد عمقًا؛ وبالتالي حتى عناصر القوة التي تمتلكها إسرائيل بدأت تتداعى لأنها أصبحت عبئًا على الدول التي ساهمت في إيجادها وإنتاجها.

يقول الحوارات إن الجدوى من وجود دولة يهودية لم تؤت أكلها بالنسبة لكثيرين، وبالتالي في لحظة ما ربما تنهار هذه المقولة. منوها إلى أنه حتى المجتمع اليهودي في داخله لم يعد صلبا كما كان في البداية؛ بل أصبح مشتتًا مهلهلاً لتواجد كثير من القوميات داخل هذا المجتمع الصهيوني داخل فلسطين.

يتابع الحوارات قائلا: بالتالي أصبح الإيمان الذي كان يتبنّاه هؤلاء أكثر ضعفًا لأجل ذلك بدأت تعود فكرة الصهيونية إلى التدين، والتدين عكس النظرية الصهيونية التي كانت تطمح في إيجاد دولة ذات هوية يهودية ولكنها بذات صبغة علمانية.

الثلاثة عقود القادمة ستحمل الكثير

يقول الخبير الإستراتيجي الحوارات في حديثه لـ “البوصلة”: باعتقادي الثلاثة عقود القادمة سوف تحمل الكثير فيما يخص مسألة اليهود في الشرق الأوسط، لأنهم لن يستطيعوا الاستمرار في الكذبة ولن يستطيعوا الاستمرار في إيجاد داعمين دائمين؛ لأن جدواهم حقيقة بالنسبة للعالم لم تعد مبررة.

وينوه إلى أن ما بقي على الفلسطينيين والعرب هو البدء الجدي بالنقاش العلمي لمفهوم القضية ولمفهوم الدراسات التوراتية، وإيجاد نخبة سياسية في العالم الذي أنتج إسرائيل قادرة على الوقوف في وجه هذا المشروع، وهذا لن يتم إلا بالمعرفة الحقيقية للتاريخ، وإيجاد كراسي للدراسات الفلسطينية في الجامعات الأوروبية الكبرى.

ويشدد الحوارات على أن رسالة الأمل دائماً حاضرة، فبدون شك لو لم يكن هناك اختناق في المشروع الإسرائيلي الآن لما أطلق رؤساء الدول الكثر مشاريع كثيرة لما يسمّى بالسلام لتحقيق الاستقرار لهذه الدولة الهجينة.

ويستدرك بالقول: حتى ما يطلق عليه صفقة القرن هو محاولة إيجاد شكل من الهيمنة لتكريس هذا المشروع، ولو لم تكن إسرائيل في مأزق لما اهتمّ الآن رؤساء كثر من أمريكا وأوروبا بإيجاد مخرج.

ويؤكد على ان إسرائيل تمر بمأزق والفلسطينيون اليوم أقوى، وإمكانياتهم العلمية والمعرفية زادت، حتى إمكانيات فهمهم لطبيعة الصراع ازدادت، وبدأوا يتخلوا عن الشعارات لصالح التأثير المباشر على الأرض.

ويتابع حديثه: هذا يبشر بأن القضية الفلسطينية لن تطول أكثر للعقود القادمة، ربما تقول هذه الفترة طويلة، ولكن المشاريع الكبرى حينما تنهار فإنها لا تنهار في يوم وليلة. مستدركًا: هي بحاجة لحصر في عناصر كثيرة كي يستطيع إيجاد مشروع بديل، والمشروع البديل الآن هو المشروع الفلسطيني وهو سينجح، والمستقبل ليس للإسرائيليين بل هو للفلسطينيين لأنهم حقيقة هم أصحاب الأرض.

ويشدد الحوارات على أنه لا يجب أن نفقد الأمل، يجب أن نثابر ونتسلح بعناصر كثيرة أهما قوة الإرادة وقوة القناعة لأننا على الحق.

“لا أريد أن أغصب على الفلسطينيين ولكن أنا أبدًا حتى في ذروة تشاؤم الجميع، كنت متفائلا على قناعة أن الاختناق ليس للفلسطينيين بل هو للإسرائيليين لأن مبرراتهم تبدوا واهية يومًا بعد يوم”، يختم الحوارات حديثه لـ “البوصلة”.

الخروج من هذا المأزق ورسالة الأمل

بدوره يرى أستاذ الصراعات الدولية حسن المومني في حديثه لـ “البوصلة” أنه لا سبيل للخروج من هذا مأزق ما أوصلنا إليه وعد بلفور، إلا عبر إعادة القضية الفلسطينية إلى مركزيتها، فلا بد أن تعيد الشعوب والدول بوصلتها نحو القضية الفلسطينية.

 ويؤكد المومني على ضرورة أنه لا بد أن يكون هناك وحدة فلسطينية بغض النظر عن موضوع الخلافات وأن تكون هذه الوحدة الفلسطينية بوصلتها فلسطين كذلك.

ويشدد أنه يجب على العرب أن يعيدوا بوصلتهم باتجاه فلسطين أيضًا، ولا بد من إعادة الإيمان بأن الصراع مع دولة الاحتلال هو صراع وجودي وأن هذا الصراع الوجودي يتطلب أدوات متقدمة بما يتلاءم مع تعقيدات القضية الفلسطينية، وبما يتلاءم مع الفكر اليميني الاستعماري الصهيوني.

وعلى الرغم من قتامة الواقع العربي إلا أن المومني يرى أنه لا بد من الاحتفاظ بالأمل ورسالة الأمل، تتمثل في “قلة ما زالت تؤمن بوجودية الصراع مع إسرائيل، وهناك قلة في الشارع ما زالت تقاوم إسرائيل، ولنا في ذلك الكثير من الشهداء الذين سقطوا في غزة والضفة الغربية”.

ويشدد على أنه ما زال قطاع غزة يمثل المقاومة التي لا تلين والتي تؤمن بوجودية الصراع مع إسرائيل، وعسى أن تمتد هذه الجذوة وتشتعل إلى باقي الضفة الغربية والمدن الفلسطينية.

ويؤكد المومني على أن هنالك أملًا في الشعوب العربية التي تنتفض في الشارع في نهاية المطاف لتأسيس دول قائمة على الحرية والمساواة وإعطاء الشعوب حريتها.

يقول المومني: أعتقد أن هذه الشعوب ستعيد بوصلتها للقضية الفلسطينية؛ لأنها بالنسبة تشكل بالنسبة للشعوب العربية مسألة وجدان مهما اختلفت الظروف الإقليمية والدولية.

ويختم حديثه لـ “البوصلة” بأن الأساس في الأمل هي الشعوب العربية والإسلامية التي يتوجب إعادة بوصلتها باتجاه قضية فلسطين.

وحدة الفلسطينيين ضرورة والشعوب العربية مطالبة بالتحرك

يرى كاظم عايش في حديثه لـ “البوصلة” أن الشعوب العربية دائمًا تقف مع حقها وعواطفها سليمة وموقفها سليم ولكن الشعوب العربية عاجزة عن فعل أي شيء؛ لأن الأنظمة العربية هي سبب أزمة الأمة العربية، والأنظمة السياسية غير الشرعية وغير المنتخبة ولا تسمح لشعوبها أن تعبر عن مشاعرها ومواقفها بشكل صحيح وبالتالي إذا لم تقم الشعوب العربية باختيار أنظمتها السياسية بشكل حر وديمقراطي فلن تستطيع أن تقدم لفلسطين شيئا، ففاقد الشيء لا يعطيه.

ويستدرك بالقول: إذا أردت أن تعطي حرية للشعب الفلسطيني، تحرير لأرض فلسطين، فيجب أن تكون أنت حرًا وديمقراطيًا وقادرًا على أن تنجز في بلدك شيئًا، أما قبل هذا فأعتقد أن الشعوب تقف لجانب القضية الفلسطينية ولكنها لا تستطيع أن تقدم شيئًا لأنها بحاجة لأن تتحرر من الأنظمة السياسية التي تكبت الحريات وتقمعها وللأسف تطيل في عمر الاحتلال.

ويضيف، كما يقال مشوار الشعوب العربية طويل في دولها ابتداء قبل أن تقدم لفلسطين شيئًا.

أما فيما يتعلق بحال الشعب الفلسطيني فيؤكد كاظم عايش أنه لا يختلف عن حال الشعوب العربية، فما زال الفلسطيني يعاني من غياب قيادة حقيقية تعطيه الحق فعلاً أن يكون شعبأ  حرًا ديمقراطيًا وينتخب ممثليه ومؤسساته بشكل ديمقراطي.

ويستدرك القول: للأسف مؤسسات الشعب الفلسطيني مؤسسات مختطفة ومؤسسات ليست ديمقراطية ويتحكم فيها قلة قليلة للأسف الشديد جثموا على صدر الشعب الفلسطيني.

ويضيف، لهذا الشعب الفلسطيني يحتاج إلى ما يحتاج إليه كل شعب عربي من تحرر من هذا الوضع الذي يعيش فيه.

يقول عايش: نحن نناشد أن يكون هناك حالة من التوحد في داخل الشعب الفلسطيني، ولكن كما نرى يعلن عن انتخابات ثم يتراجعوا عنها مع الأسف الشديد.

ويؤكد أنه حتى السلطة الفلسطينية في الداخل الفلسطيني لا تمثل أكثر من نصف الشعب الفلسطيني، خاصة أولئك الذين يعيشون في الخارج وهم من أسس منظمة التحرير ورفع راية التحرير.

ويستدرك أن الشعب الفلسطيني في الداخل هم أساس القضية وهم الذين يدافعون عن فلسطين ويرفعون رايتها وهم الأقدر على الدفاع عن المقدسات والأقصى لأنهم عليها، وفلسطينيو الخارج دورهم دور الداعم والمساند أكثر من الذي يخوض المعركة بشكل حقيقي.

ويختم عايش: “نحن بحاجة لوحدة الداخل والخارج ونحن بحاجة لتوحيد الشعب الفلسطيني وتجديد الدماء في مؤسسات الشعب الفلسطيني بشكل ديمقراطي حتى يستطيع الشعب الفلسطيني للقيام بواجبه، ولو توفر للشعب الفلسطيني هذه الفرصة أعتقد أنه سينجز الكثير وسيجعل الاحتلال في حالة صعبة جدًا لا يستطيع أن يستمر فيها على أرض فلسطين، وهذه هي خلاصة المشهد الفلسطيني مع الأسف”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: