منير رشيد
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

وعد بلفور قصاصة ورق غيرت تاريخ المنطقة

منير رشيد
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

منذ أن أصدر جيمس بلفور تصريحه في ذروة الحرب العالمية الأولى وفي أعقاب الاتفاقيات السرية لسايكس بيكو لتقاسم خريطة العالم العربي بين فرنسا وبريطانيا ظل هذا الوعد موضع جدل قانوني وسياسي.

ان هذا الوعد قاد منذ إعلانه الى الحروب والصراعات على أرض فلسطين بل في منطقة الشرق الأوسط، وما زالت تداعياته الكارثية تتوالى ولا أدل على ذلك وجود عشرة ملايين لاجيء فلسطيني يعيشون في الشتات كلاجئين في دول عربية مجاورة أو مهجرين في شتى أرجاء المعمورة ويعانون من الغربة ويتطلعون للعودة الى وطنهم المحتل، فضلاً عن معاناة الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.

من بوسعه أن يتخيل غريباً يدخل بيته ويقوم بطرده منه ليسكن فيه، ليصبح صاحب الدار غريباً طريداً يبحث عن مأوى لمجرد أن شخصاً ما وفي منطقة ما في هذا العالم يعطيه قصاصة ورق يعده بهذا البيت، فكيف بشعب كامل قدم غرباء من شتى بقاع الأرض الى وطنه ليطردهم منه ليصبحوا لاجئين يسكنون الخيام ليتمتع الغريب بالأرض وخيراتها بوعد من ما لا يملك لمن لا يستحق.

  • ان هذا الوعد أدى الى أكبر كارثة إنسانية عرفها التاريخ البشري التي لا تزال آثارها الى أيامنا، بل هي بمثابة إعدام شعب كامل ودفن أحلامه ومستقبل أجياله عدا أنه انتكاسة سياسية وخطيئة القرن بل قرن من الظلم ينتظر العدالة .
  • ان هذا الوعد لم يصدر عن الحكومة البريطانية آنذاك لمعرفتها أنها سوف تتحمل المسؤولية التاريخية والقانونية والمساءلة فيما بعد بل جاء بصيغة رسالة شخصية موجهة من وزير خارجية الى إنسان عادي، وعلى أبعد حد ليست أكثر من تصريح سياسي لا ينطوي على قيمة قانونية ولا يدخل في نطاق العلاقات الدولية والتي يحكمها القانون الدولي، إلا أن هذا الإجراء لا يعفي بريطانيا من مسؤولياتها القانونية والتاريخية بحق الشعب الفلسطيني بحيث لا تملك الحق في منح ما لا يملك لمن لا يستحق  .
  • ان إعلان الرئيس الأمريكي بأن القدس عاصمة للكيان الصهيوني أشبه بوعد بلفور حيث يعطي ما لا يملك لمن لا يستحق، وان الاعتراف بسيادة الكيان الصهيوني على هضبة الجولان السورية المحتلة هي سابقة للخروج على القانون الدولي والقرارات الدولية.
  • تأتي هذه الذكرى في ظل حالة التردي في البيئة العربية من غياب الإجماع وحالة التشرذم والانقسام بل الصراعات الداخلية في الدولة الواحدة، وفي ظل الخطوات المتسارعة للإدارة الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية بإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني ومحاولة تصفية منظمة الأونروا الشاهد الوحيد على قضية اللاجئين وإسقاط حق العودة وفي ظل هرولة عربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني والرغبة الجامحة لدى بعض الأنظمة العربية لإقامة علاقات معه.
  • وفي ظل هذا الواقع تبرز أسئلة تفرض نفسها على المواطن العربي عموماً: لماذا يكرر العرب نفس الأخطاء السابقة ويراهنون على الإدارة الأمريكية أو كما يسمونه الراعي الأمريكي لعملية السلام كما راهنوا على أوروبا ووثقوا بوعود دولها لهم؟.

 وهل سبق تاريخياً أن خرج محتل من أرض بدون مقاومة أصحاب الأرض وثباتهم وصمودهم وإصرارهم رغم حجم التضحيات؟

وما الذي سيعطيه الاحتلال للفلسطينيين بعد تجربة أوسلو الكارثية التي لم يحصلوا على الحد الأدنى من المتفق عليه؟.

والسؤال الأكثر أهمية ماذا على العرب فعله في مواجهة هذا الصلف الصهيوني والغطرسة الأمريكية ؟

أعتقد أن من يملك الإجابة هو الجماهير العربية ويساندها الشعوب المسلمة حيث تمتلك إرادتها وتعبر عن رأيها بحرية لتسقط خيارات التسوية والتفاوض وتعلي قيم وثقافة المقاومة ومساندة لمقاومة ونضال الشعب الفلسطيني.

  • وبالرغم أن المعطيات الدولية والإقليمية تميل لمصلحة الاحتلال الصهيوني فان الإرادة الفلسطينية ومن خلفها الشعوب العربية والمسلمة قادرة على النهوض والمواجهة .

هذا الشعب عبر نضاله الطويل من ثورة 1920 وما تلاها من ثورات وانتفاضات ومسيرات حق العودة قد أفشل عشرات المشاريع خلال السبعين عاماً الماضية قادر على إفشال الوعد وإعلانات ترامب، ويدرك أن الشر زائل كما يزول الخبث من أرض طاهرة المنبت والمقام.

{ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا ً}

*منير رشيد: عضو المكتب التنفيذي بحزب جبهة العمل الإسلامي

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts

Comments 1

  1. رضى الفران says:

    سيسقط وعدهم وينتصر وعد السماء وعد الحق وسندوس باحذيتنا عليهم كما دسنا على وعدهم المشؤوم