تحتفل دول العالم اليوم 5/10 بيوم المعلم العالمي الذي أقرته منظمة اليونسكو منذ العام 1994 ، وبهذه المناسبة تذكرت هذه القصة كما رواها لي أحد المعلمين فقال:
كان عندي في إحدى كليات المجتمع طالباً مشاكساً يتجنبه الطلبة والمعلمين لكثرة مشاكله ، فقررت أن أستغل علاقتي الحسنة به وأستخدم معه اسلوباً جديداً للعلاج:
استدعيته إلى مكتبي ،ووضعت طاولة صغيرة إلى جانب مكتبي وعليها قطعة حلوى وعلبة عصير ، وزينت الطاولة بورد صناعي ، ولما حضر ، قلت له قبل ان نتكلم هذه الضيافة لك ، فلم يصدق ما يرى ، وقال : لي أنا ، قلت نعم , وبعد كيل المديح الزائد له حدثته عن الانضباط والأخلاق وعلاقته بمعلميه وزملائه ، وعرضت عليه أن يعتبرني صديقاً ويزورني كل فترة ، فوعد بذلك وأوفى .
بعد مدة ليست طويله زارني والد الطالب في مكتبي – مستغلاً فرصة يوم المعلم العالمي – وقال لي : ماذا فعلت لـ… لقد أصبح شخصاً آخر ، قمة في الأدب والأخلاق والاجتهاد وأخذ يثني علي ، وقدم لي هدية بمناسبة عيد المعلم لكني رفضت وقلت له : : إن يوم عيدي أن أرى ولدك وسائر زملائه وقد تخرجوا من الجامعات وأصبحوا مهندسين وأطباء ومعلمين وعلماء يشار إليهم بالبنان .
وفرحتي الكبرى يوم أذهب إلى طبيب يعالجني فأجده من طلابي أو أذهب إلى مهندس لأمر ما فإذا به من طلابي ، وإلى دائرة حكومية أنجز معاملتي فإذا مديرها من طلابي ، لقد كدت أطير من الفرح أمس عندما رأيت أحد طلابي سياسياً مشهورا يتحدث على شاشة إحدى الفضائيات .
سأتأقلم مع قلة الراتب ، والوضع المادي المتدهور بسبب غلاء الأسعار وكثرة الضرائب ، وسأتحمل مشاغبات الأولاد في المدرسة ، وجهل بعض أولياء الأمور أو الإدارات علي ، وسأصبر على تجريدي من صلاحياتي وسأبتكر وسائل جديدة لتعليم وتأديب طلبتي بل اولادي الأعزاء .
لكنني سأطالب بحقي بالوسائل المشروعة وسأصر على ذلك حتى لو اضطررت للإضراب عن العمل ، وأنا واثق أن طلبتي وكل مجتمعنا سيقف معي حتى أنال حقي ، لأننا سنعطي معاً درساً في الكرامة والعدل لمن أراد أن يسلبها منا .
تحية لك أيها المعلم في يوم عيدك ، ولتستمر مسيرتك الخيرة في تربية أبنائنا لتكوين المجتمع الصالح ، وبارك الله فيك يا معلمي الفاضل ولا تلتفت للمثبطين العاجزين ،الذين يسعون لإفساد كل جميل ، ولتكن المصباح الذي يضيء لنا الطريق