10 سنوات على الإعلان عن “وفاء الأحرار”.. والعيون ترقب مفاوضات الصفقة الجديدة

10 سنوات على الإعلان عن “وفاء الأحرار”.. والعيون ترقب مفاوضات الصفقة الجديدة

يوافق اليوم الإثنين الذكرى العاشرة للإعلان عن التوصل لصفقة “وفاء الأحرار” بين المقاومة والكيان الإسرائيلي، والتي كانت من أبرز صفقات التبادل على المستوى الفلسطيني والعربي مع الاحتلال، في وقت يأمل شعبنا أن تتكلل مباحثات الصفقة الجديدة بالنجاح في أقرب وقت.

وفي هذا اليوم من عام 2011 أُعلن عن التوصل إلى الصفقة، برعاية مصرية في عهد المجلس العسكري، وهي الأولى التي تمت فيها عملية الأسر ومكان الاحتجاز والتفاوض داخل أرض فلسطين.

ونُفذت الصفقة في 18 من الشهر نفسه، إذ أطلقت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) سراح جندي المدفعية جلعاد شاليط مقابل الإفراج عن 1027 أسيرًا وأسيرة على دفعتين.

وأُبرمت صفقة “وفاء الأحرار” بعد مفاوضات مُضنية قادت وساطتها مصـر بين قيادة حركة حماس والكيان الإسرائيلي لتتم عملية التبادل على مرحلتين.

وكانت “إسرائيل” تصرّ على عدم الالتزام بمبدأ التزامن في إطلاق الأسرى، وفي اختيار من تشاء من الأسرى للإفراج عنهم، وهو ما كانت ترفضه حماس التي تمسكت بالإفراج عن عدد كبير من أصحاب المحكوميات الطويلة.

وتمكنت المقاومة خلال الصفقة من كسر لاءات الاحتلال التي كان يضعها بشأن عدم الإفراج عن الأسرى القدامى وأصحاب المؤبدات، وبعض الأسيرات، وحققت شروطها التي تمسكت بها.

وأنجزت المرحلة الأولى من الصفقة بالإفراج عن 450 أسيراً و27 أسيرة من سجون الاحتلال مقابل إطلاق المقاومة سراح شاليط، في حين تمت المرحلة الثانية بعد شهرين بالإفراج عن 550 أسيرًا، وسبق الصفقة الإفراج عن 20 أسيرة وأسيرين سوريين بشريط فيديو يُظهر شاليط وهو حي.

وتوّجت الصفقة نجاح المقاومة في إخفاء الجندي شاليط حيًا لأكثر من خمسة أعوام ليرغم الاحتلال على عقد صفقة تبادل الأسرى مقابل استعادته، بعد فشله في الوصول إليه بهدف قتله أو تحريره.

وأُسر شاليط في عملية نوعية بتاريخ 25 يونيو 2006 نفذتها كتائب القسام وألوية الناصر صلاح الدين وجيش الإسلام.

وأخرج المقاومون شاليط من داخل دبابته شرق محافظة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، واستشهد خلال تأديتها اثنان من منفذيها هما حامد الرنتيسي ومحمد فروانة، وعدد من المخططين لها لاحقًا.

ونفَّذت العملية بمهارة وتقنيّة عسكريّة عالية المستوى تخطيطًا وأداءً خلال 8 دقائق، وانسحب المنفذون ومعهم شاليط دون أن يتمكن الاحتلال من تعقبهم.

وعُرف عن كتائب القسام إيلائها قضية تحرير الأسرى في سجون الاحتلال أهمية كبيرة، إذ سبق أن نفذت عشرات العمليات في محاولة لأسر جنود لمبادلتهم ضمن صفقات، تضمن الحرية للأسرى في سجون الاحتلال.

ولاحقًا كشف أحد مؤسسي كتائب القسام عبد الحكيم حنني أن نائب القائد العام للقسام الشهيد أحمد الجعبري أخبرهم أنه أرسل فرقة كاملة من الاستشهاديين مع الجندي “شاليط” خلال تنفيذ صفقة “وفاء الأحرار”.

وقال حنني في مقابلة تلفزيونية “كل واحد منهم كان على وسطه حزام ناسف، وكان قرار القسام إذا كان هناك أي خيانة، يجب ألا يسلم شاليط حيا”.

وتُعد صفقة “وفاء الأحرار” إنجازًا تاريخيًا للمقاومة الفلسطينية، ورسمت لوحة وطنية مشرقة، إذ شملت قيادات فلسطينية تقضي محكوميات عالية في السجون الإسرائيلية تصل إلى 745 عامًا، كما أنها تضمنت الإفراج عن أقدم أسير، وأسرى من مختلف ألوان الطيف الفلسطيني.

كما شملت أسرى من كافة الأراضي الفلسطينية، من قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة والأراضي المحتلة عام 1948 والقدس المحتلة، وآخرين من الجولان السوري المحتل، وهو ما عكس حرص المقاومة على شمولية الصفقة.

وفي المقابل على مدار سنوات فترة احتجاز شاليط لدى المقاومة فشل الكيان الإسرائيلي بكافة أدواته وأجهزته الاستخبارية في الوصول إلى أي معلومة أو طرف خيط حول مكانه.

وطوال فترة احتجازه حاول الكيان الإسرائيلي الاستفادة من عنصر الزمن في البحث عن الأسير، وفي الضغط على حماس، وفي القيام بحملات القتل والتدمير، وفرض الحصار، لكنه فشل في كل ذلك.

كما مورست ضغوط سياسية على حركة حماس في محاولة لتسليم شاليط دون مقابل، أبرزها من أعلن عنه الرئيس محمود عباس، لكنها رفضت ذلك.

ترقب لصفقة جديدة

وتُمثل ذكرى صفقة “وفاء الأحرار” والمباحثات الجارية، برعاية مصرية، لإبرام صفقة جديدة مقابل أربعة ضباط وجنود إسرائيليين بيد حماس، أملًا كبيرًا بالنسبة لأهالي الأسرى، ولاسيما من أصحاب الأحكام العالية.

وأسرت كتائب القسام 4 ضباط وجنود إسرائيليين عام 2014، بينهم ضابط وجندي نخبة خلال التصدي للعدوان في العام المذكور.

وخلال الحرب، أسرت كتائب القسام الضباط في لواء “جفعاتي” هدار غولدين، والجندي في لواء “غولاني” أورون شاؤول، إضافة إلى الجنديين إبراهام منغستو، وهشام السيد، في وقت لاحق من العام.

وفي ذكرى “وفاء الأحرار” العاشرة، قال المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم إنه: “إذا كان الـ11 من أكتوبر 2011 ذكرى الإعلان عن صفقة وفاء الأحرار الأولى مثّل بوابة العبور نحو الحرية لأكثر من 1025أسير وأسيرة من سجون الاحتلال الإسرائيلي، فإن الإعلان عن وفاء الأحرار الثانية سيشكل علامة فارقةً في مسيرة المقاومة الباسلة”.

وأضاف “وسيكون محل فخر واعتزاز شعبنا والأمة كافة بمقاومة فلسطينية حكيمة ومبدعة وقادرة على فرض شروطها”.

صفا

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: