ويسألُونَكَ عن المحيضِ؟!

ويسألُونَكَ عن المحيضِ؟!

نشرة ” فَاعتبِرُوا ” 95

بقلم الدكتور عبدالحميد القضاة

يقول تعالى:” ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ” والمقصود هنا بالنطفة هي البُويضة الملقحة التي تتدحرج من عليائها في بداية تكوّن الجنين، أمّا القرار المكين فهو الرحم؛ تلك الغرفة المعقمة الخالية من الجراثيم، ولحماية الجنين احاطها الله من جميع الجهات بحماية خلقية .
عُنق الرحمِ عند المرأة هوَ الجسرُ الواصلُ بينَ الملوثِ جرثوميا وهوالمهبل وبين المعقّم وهوالرحم، ورغم قِصرهِ، إلاّ أنّه من أهم جسور الدنيا، لعلاقته بحفظ الجنس البشري وتكاثره، وضع الله فيه وعليه من الحراسة الربانية ما يخلب الألباب حتى لا تتسلل من خلاله الجراثيم .
وجد علماء الجراثيم أن المهبل يعيش فيه طبيعيا على الأقل 15 نوعا من البكتيريا، وربّما مثلها من أنواع الميكروبات الأخرى، معظم هذه الجراثيم صديقة للمرأة، بل بعضها يحرسُ جدار المهبل الداخلي من الجراثيم الضارة، إذن فالمهبل يُعتبر من الناحية الجرثومية ملوثا.
وليستمر نمو الجنين بيسر وسلام، خلق الله في عنق الرحم مادةٌ مخاطيّةٌ لزجــةٌ وكثيفـــةٌ، وزوده بعددٍ كبيرٍ منَ بالعات الجراثيم، فاللزوجةُ تعتقلُ الجراثيمُ والخلايا تبتلعها وتمنعها من دخول الرحم،والنتيجةُ رحمٌ معقم وخالٍ منَ الجراثيمِ، يمكن أن يعيش فيه الجنين بأمن وأمان.
عندَ المحيضِ أوالنفاسِ يَــرِقُّ هذا السـائـلُ في عنق الرحم ويشــف ويُصبـــحُ أقــلَّ لــزوجـــةً؛ ليسمحُ للدمِ والجلدِ المسلوخِ بـالخـروجِ مـنَ الرّحـم، في هذه الفترة تكونُ الحراسات فـي عنق الرحم بحــــدِّهِا الأدنى، والجماعُ في هذه اللحظة يدفعُ بالجراثيم الموجودة بالمهبل الى الرحم، فتحدثُ الإحتقانات والالتهاباتُ المؤذية للطرفين، ولذلك قال رسول الله: ” افْعلوا كُلَّ شَيْءٍ إلاّ الجِماع ” لأن الجمـاعُ في هذه الحالة ما هوَ إلاّ مساعدةٌ لتسلل الجراثيم للرحم وإحداث الأذى.
وللعلم يعود السائل كثيفا والحرس مركزا بعد إنتهاء الحيض أو النفاس، والله تبارك وتعالى يقول:” ويسألُونَكَ عن المحيضِ قُل هوَ أذىً فاعتزلوا النِّسآءَ في المحيضِ” .


موقف رجولي


فضيلة الشيخ محمد الخضر حسين كان شيخا للأزهر في الخمسينات، أرسل جمال عبدالناصر يستفتيه في وصف جماعة الإخوان المسلمين “على أنها جماعة إرهابية ومن الخوارج”، فصعد الإمام الجليل على منبر الأزهر وخطب في النّاس قائلاً:” لقد عشتُ خادماً لديني لا مُستخدما له…ويكفي العبد الفقير كسرةَ خبزٍ وشَربةَ ماءٍ، وما أكثر الفضاء في ملكوت الله … وإنّي أُشهدُ اللهَ أنّ الإخوان المسلمين دعوةٌ ربّانيةٌ، عرَفتهم ميادينُ البذل والعطاء والجهاد والتضحية… لم يخونوا ولم يغدروا بما علمتُ عنهم … وها أنا إذ أُعلن استقالتي من كل منصبٍ يحولُ بيني وبينَ إرضاءِ ربي ..” ، “نعم فنُصرةُ الحقِ شرفٌ ونُصرةُ الباطلِ سرفٌ” .

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: