حسين الرواشدة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

2021: عام «الانفجارات»

حسين الرواشدة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

اذا كانت سنة 2020 التي انصرفت هي سنة «الخسارات» فإن العام الجديد الذي استقبلناه قبل يومين سيكون عام «الانفجارات» بامتياز، ليس فقط لان ما خسرناه على مدى العام الماضي بفعل كورونا وملحقاتها سنحصد نتائجه على «بيدر» عامنا القادم? وانما ايضاً لان ما تراكم على مدى السنوات الماضية من «تركة» ثقيلة –  توجتها «كورونا» بما حملته من «كوارث» –  ستضع أحمالها بعد ان «يذوب» ثلج الوباء… ويجلس الجميع لجرد خساراتهم وتصفية حساباتهم ايضاً.

قبل ان أستطرد في الحديث عن «عام» الانفجارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لدي ملاحظتان استأذن بتسجليها، الأولى هي ان مرحلة «كورونا» اختزلت بالنسبة للإنسان العربي -تحديداً- تاريخاً من «محاولات الترويض التي تعرض لها على امتداد قرون طويلة، فقد تم توظيف «سطوة» الوباء وما أثاره من خوف ورعب لإعادة هذا الانسان الى «بيت» الطاعة، وبالتالي فإن حجم «الانسدادات» النفسية التي تراكمت في عام واحد تعادل حجم الانسدادات التي عانى منها من خمسين عاماً على الأقل.

أما الملاحظة الثانية فهي انه كان بوسعنا ان نستثمر في عام «الوباء» لتحقيق مصالحة حقيقية بين الدولة والمجتمع، وذلك من خلال «التوافق» على عنوان «للمواجهة» كهدف يضع الجميع أمام «عتبة» الإحساس بالانتصار على «عدو» مجهول، وهذا ما حدث في بداية الامر، لكن سرعان ما اكتشفنا ان البعض يريد ان يأخذنا الى مكان آخر… عندئذ وجدنا انفسنا في مواجهة خطرين: خطر الوباء الذي كبدنا ما لا يحصى من خسارات، وخطر «الاستفراد» الذي أعادنا الى مربع الإحساس بالخيبة والإحباط.

ندخل في العام الجديد، اذاً، الى عالم موحش، تكسرت فيه كثير من الاعتبارات الإنسانية وفقد الناس ما ألفوه من قيم وكذلك فقدت الدول والمجتمعات بعض ما ألفته من تقاليد وتوازنات، وعلى هذه الأرضية «القاحلة» لن يكون ثمة خيار أمام الذين «خسروا» بسبب الوباء?  او الآخرين الذين «استثمروا» فيه وربحوا الاّ الدخول في الصراع، والصراع هنا هو «الفتيل» الذي يولد الانفجار.

عام 2012 سيكون مزدحماً بالأحداث، او ان شئت سيكون «موعداً» جديداً لانفجار «التاريخ» في هذه المنطقة للمرّة الثانية بعدما انفجر قبل نحو عشر سنوات، لا أقصد هنا فقط ما يلوح في الأفق من حروب إقليمية او صراعات على تخوم الدين والهوية والسياسية، ولا ايضاً ما يتعلق بملف القضية الفلسطينية، ولا بعلاقة الشرق مع الغرب ولا حتى الصين والهند، ما أقصده تحديداً هنا هو داخل المجتمعات والدول، وربما «الوحدات» الصغيرة والمكونات داخل المجتمع نفسه، هنا يجب ان ننتبه الى ان «الانفجارات» القادمة?  سواء أكانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية?  لن تكون قابلة للسيطرة، ولن تكون «عابرة»، فهي ستأخذنا الى اتجاهين: اما الى الفوضى والدمار? واما الى تعديل المسارات، وهذه الأخيرة تتوقف على مدى قدرتنا في استباقها بمنطق «الإطفاء» والحلول العاجلة?  والتعامل معها -اذا حدثت- بروح التوافق والتفاهم وبعقلية التصافي والوئام…لا الثأر والانتقام.

(الدستور)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts