5 وزراء جيش صهاينة.. وعود فارغة وتهديد لم يردع غزة

5 وزراء جيش صهاينة.. وعود فارغة وتهديد لم يردع غزة

نشرت قناة عبرية تقريرًا يرصد وعودًا سابقة لخمسة وزراء جيش في “إسرائيل” تعاقبوا على المنصب على مدار سنوات طويلة دون تمكنهم من ردع قطاع غزة أو خلق معادلة جديدة تقضي بتوفير الأمن لمستوطني الغلاف.

وافتتحت القناة “12” العبرية تقريرها المُطوّل، الذي ترجمته وكالة “صفا”، تحت عنوان ” كلمات فارغة”، وتحدثت عن “معاناة” مستوطني غلاف غزة من جديد خلال الأسابيع الماضية جراء الصواريخ وإطلاق البالونات الحارقة والمتفجرة.

وأشارت إلى أن إعلان وزير الجيش الحالي بيني غانتس قبل أيام عن “تغيير المعادلة” لم يفاجئ أحدًا في الغلاف، إذ لم يصدقوا ما يقول، ولديهم أكثر من سبب في انعدام ثقتهم بوزراء الجيش المتعاقبين.

ورصدت القناة وعودًا أطلقها خمسة وزراء سابقين للجيش لسكان الغلاف أبرزها، توفير الأمن وردع القطاع وخلق معادلات جديدة، والتهديد باغتيال قادة حماس، في وقت حاول كل وزير جيش منهم خلق هالة حول نفسه، والظهور بمظهر “المُخلِّص”.

واقتبست القناة تصريحات أدلى بها وزير الجيش الحالي بيني غانتس قبل أيام من قيادة المنطقة الجنوبية، والتي قال فيها: “لدينا عنوان واحد حال إطلاق أي صاروخ أو بالون، وهي حركة حماس، والجيش سيرد بقوة”.

ولفتت القناة في تقريرها إلى أن غانتس اعتقد بأنه كان الأول في محاولة ردع حماس وقطاع غزة عبر اختراعه لصيغة تهديد “حماس المسؤولة وحماس ستدفع الثمن”، إلا أنه تناسى تعهدات وزراء الجيش السابقين بهذا السياق.

فيما اقتبست القناة تصريحات لوزير الجيش السابق “أفيغدور ليبرمان” أثناء شغله منصبه في الرابع من يونيو/ حزيران عام 2018، في ذروة مسيرات العودة وإطلاق البالونات الحارقة على الغلاف، قوله في تغريدة عبر تويتر: “سياستنا واضحة: أي انتهاك للسيادة سنرد عليها بشكل مباشر ومؤلم، حماس مسؤولة وحماس ستدفع الثمن، وردنا على إرهاب الطائرات الورقية سيصل قريبًا، ولكن ليس في التوقيت المريح لحماس، بل في التوقيت المناسب لنا”.

وقالت القناة إن تهديدات ليبرمان تبددت مع استمرار إطلاق الطائرات الورقية الحارقة والبالونات منذ ذلك الحين وحتى اليوم.

أما وزير الجيش الذي سبقه “موشي يعلون”، صاحب السجل العسكري الأقوى بين وزراء الجيش؛ فاعتاد أيضًا على استخدام مصطلحات تهديد مماثلة، وتحميل حماس المسؤولية.

وذكرت القناة أن “يعلون” كتب في السابع والعشرين من مايو/ أيار 2015 في تغريدة عبر تويتر: “نعتبر حركة حماس مسؤولة عن كل ما يحدث ويخرج من القطاع”.

وأضاف، بعد سقوط صاروخ قرب مدينة “غان يفنيه” شرق أسدود بعد أقل من عام على حرب العام 2014، “لا ننوي المرور مرور الكرام على إطلاق الصواريخ باتجاه المواطنين، كما حصل بالأمس على يد عناصر من الجهاد الإسلامي، فقد هاجم الجيش الليلة أهدافًا لحماس والجهاد، ونعتبر حماس مسؤولة عن كل ما يجري في القطاع ولن نحتمل أي تهديد لسكان الجنوب”.

فيما أعاد يعلون تكرار عبارات غانتس التي أطلقها قبل أيام وقال في ذات التغريدة “إذا لم يسد الهدوء في إسرائيل فسيدفع قطاع غزة الثمن باهظًا جدًا، وسيندم كل من يحاول تحدينا، ويفضل أن تعمل حماس على لجم أي محاولة لإطلاق النار باتجاهنا، وإلا فسنضطر للعمل بقوة أكبر ولا أنصح أحد باختبار قوتنا”.

التهديد باغتيال قادة حماس

كما رصد التقرير في عنوانه الثاني، وفق ترجمة وكالة “صفا”، استمرار وعيد قادة الجيش السابقين والحاليين باغتيال قادة حماس، إلا أن إسماعيل هنية ويحيى السنوار لا زالوا أحياءً منذ ذلك الحين، ومع ذلك فهذا لم يمنع وزراء الجيش من الاستمرار في العودة والتهديد بنفس الأسلوب والنبرة.

ونقلت القناة آخر تصريحات غانتس بهذا الخصوص في رسالة تهديد موجهة لقادة حماس خلال زيارته لمنظومة القبة الحديدية في الجنوب قبل أيام، إذ قال: “يجب أن يعلم قادة حماس أنه في الوقت الذي تنفجر فيه البالونات عندنا فالانفجارات لديهم ستكون أكبر وأكثر إيلامًا”.

وأشارت القناة إلى أن مستوطني الغلاف لم يستغربوا من تهديد غانتس لقادة حماس، لأن لديهم السبب المقنع لذلك، وهو تهديد مماثل لوزير الجيش السابق “نفتالي بينيت” بعد جولة تصعيد خلال شهر فبراير/ شباط من العام الجاري.

وهدد “بينيت” وقتها بالقول إن: التصرفات الطائشة التي يمارسها قادة حماس تقربنا لعملية مميتة تجاههم. لن نعلن متى وكيف، لكنها ستكون مغايرة عن سابقتها، ولن تكون فيها حصانة لأحد”.

وأضاف “أمام حماس الخيار؛ فإما أن تختار الحياة والازدهار الاقتصادي أو الإرهاب، وبالتالي دفع ثمن لا يمكنها تحمله”.

“غيّرنا المعادلة”

وحول العبارة التقليدية التي يطلقها وزراء الجيش عادة لطمأنة مستوطني الغلاف، وهي “غيرنا المعادلة في غزة”، رصدت القناة عدة تصريحات “ممجوجة” بهذا السياق، إذ صرح غانتس قبل أيام خلال لقائه قادة مستوطنات الجنوب قائلًا: “غيّرنا المعادلة في غزة”، إلا أن انتقاء هكذا كلمات لا ينسب لغانتس براءة اختراعها، حيث سبقه في ذلك أيضًا وزير الجيش الأسبق، رئيس وزراء الاحتلال الحالي بنيامين نتنياهو.

ونقلت القناة عن نتنياهو قوله خلال فترة تسلمه منصب وزير للجيش قوله بعد اغتيال القيادي في سرايا القدس، الجناح العسكري للجهاد الاسلامي الشهيد بهاء أبو العطا في نوفمبر/ تشرين ثاني عام 2019: “غيّرنا المعادلة، لأن الجميع قد يكون على قائمة التصفية”.

إلا أن هذه لم تكن هي المرة الأولى التي يدّعي فيها نتنياهو تغييره المعادلة وقواعد اللعبة– وفقًا لترجمة وكالة “صفا” عن القناة 12– إذ حاول تسجيل هذا الاختراع على اسمه في مايو/ أيار عام 2019 خلال موجة تصعيد كبيرة.

وشملت موجة التصعيد مواجهات على السياج وإطلاق للبالونات والمواد الحارقة والمتفجرة، ثم تدحرجت بعدها لقصف متبادل، واغتيال بعض عناصر المقاومة، وقال نتنياهو حينها: “غيّرنا قواعد اللعبة، وحماس تفهم ذلك جيدًا”.

وعقّبت القناة على ذلك بالقول: “لم يتغير شيء، ولا زالت النار تأكل حقول الغلاف حتى اليوم”.

في حين توعد وزير الجيش الأسبق أفيغدور ليبرمان في السابع عشر من يوليو/ تموز 2018 بأنه هو من سيحدد قواعد اللعبة مع غزة وليس أي شخص آخر، إلا أن إطلاق النار استمر، واستمر معه ادعاء وزراء الجيش الثلاثة الذين تبعوه بأنهم هم من فرضوا في النهاية قواعد اللعبة، إذ قال “بينيت” بعدها إنه من سيحدد قواعد اللعبة، وأن الفضل يعود إليه في ذلك.

“الهدوء في غزة وسديروت”

كما تحدث التقرير عن تصريحات غانتس الأخيرة حول معادلة “الهدوء بالهدوء”، وأنه في حال لم ينعم سكان مستوطنة “سديروت” بالهدوء؛ فلن ينعم به سكان غزة.

وأوضحت أن “هكذا تصريح سبق أن استخدمه وزير الجيش الأسبق موشي يعلون خلال شهر مايو/ أيار 2015 حين قال: “إذا لم يسد الهدوء في إسرائيل فسيدفع القطاع الثمن باهظًا”، أما ليبرمان فأطلق تهديدًا مماثلًا بقوله: “إذا دوت صفارات الإنذار هنا فستدوي بشكل أكبر في الجانب الآخر”.

“الثمن الباهظ والضربة المؤلمة”

أما بخصوص استخدام عبارات الوعيد من قبيل “الثمن الباهظ”، و”الضربة المؤلمة”؛ فلم تكن حكرًا على غانتس، إذ سبقه يعلون في ذلك، كما استخدمها بينيت مع إدخال تحديث عليها حين كتب عبر حسابه في فيسبوك في التاسع من فبراير/ شباط الماضي أن “الاختيار الخاطئ لحماس سيجعلها تدفع الثمن الذي لا تطيقه”.

أما عبارة “سيرد الجيش بقوة”؛ فسبق أن تحدث أيضًا ليبرمان بها في الرابع عشر من يونيو/ حزيران 2018، حين قال: “سنرد بشكل مباشر ومؤلم”، أما يعلون فوصف رد الجيش على إطلاق الصواريخ خلال شهر مارس/ آذار 2014 بأنه “الأقسى منذ عملية عامود السحاب”.

“سنعيد الهدوء للجنوب”

وحول استخدام جملة “سنعيد الهدوء للجنوب”، ذكّرت القناة، وفق ترجمة وكالة “صفا”، بتعهدات سابقة لوزراء الجيش الأربعة السابقين “يعلون، ليبرمان، بينيت، نتنياهو”، بالإضافة لوزير الجيش الحالي بيني غانتس، إذ تعهدوا جميعًا باستعادة الهدوء حتى قبل حرب عام 2014، وقال يعلون حينها: “نعمل على استعادة الهدوء”.

واختتمت القناة تقريرها بالإشارة إلى أن تصريحات وزراء الجيش تحوّلت إلى سلعة مستهلكة، ولم يعد يشتريها أحد من مستوطني الغلاف، إذ لا زال الشعور بالهدوء والبحث عن الراحة عملة نادرة لديهم.

صفا

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: