سامر مازن القبج
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

من وحي المرحلة (2)

سامر مازن القبج
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

بما أن الوباء رحمةٌ للمؤمنين؛كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشةَ أمِّ المؤمنين؛ قالت:سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فأخبرني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنه كان عذابا يبعثُه الله على من يشاء؛ فجعله رحمةً للمؤمنين؛ فليس من رَجُلٍ يقعُ الطاعونُ فيمكثُ في بيته صابراً مُحتسبا يعلم أنه لا يُصيبهُ إلا ما كَتبَ الله له إلا كان لهُ مثلُ أجرِ الشهيد.

فعلينا أن نحرص أن نكون من المؤمنين وهذه بعضُ الملامح التي تساعدنا على ذلك.

أولا:التفاؤل برحمة الله سبحانه والرضا بقضائه؛ {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} التوبة
وقوله تعالى:{سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} الطلاق
وهذا ما يُميِّزُ المسلمين عن غيرهم من البشر؛ بأننا أمةُ الرِّضا بالقدر؛ وأمَّةُ التفاؤل.

سيدنا زكريا طلب الولد وهو في سِنِّ الشيخوخة بعد أن وَهَنَ عظمُهُ وشابت رأسُه، {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء} آل عمران

فجاء الرد الإلهي بعد هذا التفاؤل؛ {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا} مريم

سيدنا موسى لحق به جيشُ فرعونَ فصار خلفه؛وكان البحرُ أمامه؛ فأصحابُه المتخاذلون قرَّروا النتيجة، ولكن تفاؤلَ موسى كان أكبر؛ فرزقهُمُ اللهُ النجاة؛ {فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ، قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ، فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ، وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ، وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ، ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ} الشعراء

ثانيا:التوبة من الذنوب
كلٌ منّا يُذنبُ؛ وليس كلٌ منا يتوب؛ فلنجعل من هذه المرحلة زمنَ التوبة وكما ورد في الحديث”كلُّ ابنِ آدم خطاء فخيرُ الخطائين التوابون”.

والتوبةُ واجبةٌ من كل ذنب؛ فإن كانت المعصيةُ بين العبد وربِّه ولا تتعلقُ بحَقِّ الآدمي فلها ثلاثة شروط.
أحدهما: أن يُقلعَ عن المعصية.
والثاني:أن يندمَ على فعلها .
والثالث:أن يعزمَ أن لا يعود إليها أبدا .
فإن فقد أحد الثلاثة لم تصحَّ توبَتُه.

وإن كانت المعصيةُ تتعلقُ بآدمي؛ فتزيدُ شرطاً وهو أن يبرأَ من حقِّ صاحبِها فإن كانت مالاً أو نحوَه ردَّه إليه؛ وإن كانت معنويةً استحلَّه منها.
{وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} هود

الكثير منّا بذمَّته مالٌ للغير؛ إما لقريبٍ أكلتَ حقَّهُ في إرثٍ ونحوِه؛ أو لشريكٍ أضعتَ حصَّتهُ؛ أو لجارٍ مُلاصقٍ وغيرِ مُلاصق؛ أو مالٍ عام أكلته من غيرِ حِلِّهِ – كالاعتداء على الماءٍ أو الكهرباء، أو تحايل على الدَّولة فأخذتَ مالاً لا تستحقُّه أو تقاضيتَ رِشوةً أو سُحتاً – فلتحرص على ردّ الحقوق الشَّخصية فوراً قبل أن تلقى الله وأنت في عِداد المعتدين.

ثم احرص على إعادةِ المال العام لأنه مالُ الشعب كلّهم؛ فعليك ردُّ المال للخزينة بأيِّ طريقٍ يؤدي الغرض؛ مثل أن تودعه باسم وزارة الصحة أو وزارة التنمية الاجتماعية لأن بابَ التبرع فيهما مفتوحٌ وبذلك تبرأ من المعصية إن شاء الله.

أما الاستغفارُ باللسان فإنه يأتي بعد التوبة وردّ الحقوق لأصحابها أملاً بقبول التوبة.

ثالثا:السكوتُ والسكونُ.

لمثل هذه الظروف أوضاعٌ خاصة ومنها قِلَّةُ الكلام وقِلةُ الحركة.

قِلَّةُ الكلام؛ قالوا:”كان السلفُ في الفِتن يُكثرون الصَّمتَ ويُقلِّون الكلام ولهذا كانت كلماتهم تُحفظُ فتُنقَل”.

وقِلَّةُ الحركة؛ روى أحمدُ في مُسنده بسندٍ صحيحٍ عن سعدِ بن أبي وقاص”ستكونُ فتنةٌ القاعدُ فيها خيرٌ من القائم، والقائمُ فيها خيرٌ من الماشي، ويكونُ الماشي فيها خيرٌ من الساعي؛ والمضطجعُ فيها خيرٌ من القاعد”.

فكلما قلّت الكلماتُ وهدأت الحركات كان أفضل لك وللخلق.

رابعاً: كتابةُ الوصيَّة.

إنّ كتابةَ الوصيَّةِ في مثلِ هذه الظروف لا تعني أبداً الفألَ السَّيء؛ وذلك من وجهين الأول: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم طلبَ من المسلمين أن يذكروا الموتَ طيلةَ يومهم؛ وكفى بالموت واعظاً.فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:”اذكر الموتَ في صلاتِك فإنَّ الرَّجُلَ إذا ذَكرَ الموتَ في صلاتِه لحرِيٌ أن تُحسَّنَ صلاتُهُ؛ وصَلِّ صلاةَ رجُلٍ لا يَظُنُّ أنه يُصلي صلاةً غيرَها”. فذكرُ الموتُ يُحسِّنُ الأخلاق .
الثاني:أن الحقوق يجب أن تؤدّى أو تُوثَّق في حياة المسلم؛ لأنه لا تدري نفسٌ بأيِّ أرضٍ تموت؛ {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} لقمان
والوصيةُ قد تكونُ مفروضةً على المسلم في حال كانت عليه ديونٌ للناس؛ روى البخاريُّ ومسلمٌ في صحيحيهما أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:”ما حَقُّ امرىءٍ مُسلمٍ له شيءٌ يوصي فيه يبيتُ ليلتين إلا ووصيَّتُهُ مكتوبةٌ عندَه”.
وقد تكونُ مسنونةً إذا كانت للفقراء والمحتاجين وذوي القربى؛ {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ} البقرة
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts