وزير أسبق يطالب بتحركٍ رسميٍ وشعبيٍ عاجل لحماية القدس ويحذر من مخطط الاحتلال الأخطر

وزير أسبق يطالب بتحركٍ رسميٍ وشعبيٍ عاجل لحماية القدس ويحذر من مخطط الاحتلال الأخطر

عمّان – البوصلة

حذر الوزير الأسبق الدكتور أمين مشاقبة في تصريحاتٍ لـ “البوصلة” من خطورة مخططات الاحتلال التي تسعى بشكلٍ حثيث للاستيلاء على مزيدٍ من أراضي القدس وتهويدها وآخرها تجريف المقبرة اليوسفية، مستهجنًا في الوقت ذاته اكتفاء العرب بالشجب والتنديد.

وطالب المشاقبة بتحركٍ شعبيٍ ورسميٍ عاجل لوقف الانتهاكات الصهيونية، محذرًا من مساعي الاحتلال ومخططاته لزيادة أعداد المستوطنين في فلسطين التاريخية خلال العقد القادم ليوازي عدد الفلسطينيين وتحريك قضايا دولية للحصول على الحق بتقسيم الأراضي كما فعل في سيناريو عام 1947.

وقال المشاقبة: “مع الأسف الشديد الإمعان الإسرائيلي في رفع وتيرة الاستيطان وتجريف المقابر سواء اليوسفية أو ما قبلها بناءً على ادعاءات باطلة بهدف بناء حدائق تلمودية حول المسجد الأقصى والمدينة القديمة”.

ونوه إلى أن “حركة الاستيطان على الرغم إن الفلسطينيين والعرب يرفضونها كلاميًا إلا أن دولة الاحتلال تمعن في غيّها ومزيدٍ من بسط نفوذها في قضم الأراضي وبناء المستوطنات والترحيل من المساكن وهدمها والادعاءات التاريخية الباطلة”.

وشدد على أن الادعاءات التي يقدمها الاحتلال باطلة قانوناً لكن المحاكم بدولة الاحتلال متحيزة لقطعان المستوطنين في مناطق الضفة الغربية والقدس تحديدًا، ويعطوا هؤلاء تصاريح لتجريف المقابر والأراضي الفلسطينية لإنفاذ مخططاتهم في بناء المستوطنات والحدائق التلمودية.

وأكد أنه وعلى الرغم من وجود الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس إلا أن الاحتلال ترفض الرضوخ لأي مبدأ من مبادئ القانون الدولي أو قرارات مجلس الأمن أو الجمعية العامّة للأمم المتحدة.

ووجه مشاقبة رسالة عاجلة يطالب فيها بأنه “لا بد من توجه عربي غير هذا التوجه، الذي يستند للتنديد والاستنكار، ولا بد من إجراءات عملية على الأرض لحماية المقدسات في القدس”.

سيناريو خبيث للاحتلال

وحذر من سيناريو خبيث يدور في عقل قادة الاحتلال، قائلا: “الآن عدد المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة وصل إلى 750 ألف مستوطن، والخوف من أنه سيصل خلال العشر سنوات القادمة إلى مليون ونصف”، محذرًا من أنه مثلما حصل في عام 1947م بفلسطين التاريخية، حيث وصلت أعداد اليهود إلى مليون وأعداد الفلسطينيين، واستغل العدو الصهيوني ذلك وأرسلت القضية إلى موضوع التقسيم.

وقال المشاقبة: “إذا لم نقرأ التاريخ بشكل صحيح، أعتقد أن اليهود والإسرائيليين والحركة الصهيونية عموما تفكر بهذا التفكير، لرفع أعداد المستوطنين في فلسطين التاريخية وما احتل عام 67 وما بعده إلى رقم يوازي عدد السكان الموجودين في الضفة الغربية، وعندها يصبح هناك حديث عن حقوق الإنسان وتطبيق القانون الدولي وتقسم الأراضي، الذي وقعنا فيه عام 1947”.

نهج مختلف

وأضاف مشاقبة: “أعتقد أنه يجب أن يكون نهج فلسطيني أولاً ونهج أردني عربي ثانيًا يختلف عن التعامل مع الحركة الصهيونية وحركة الاستيطان المتوحشة التي تدعمها العديد من الدول في العالم وبعضها دول عربية  اتجهت نحو التطبيع وما أكثر من التطبيع مناورات عسكرية مشتركة، وهذا أمرٌ مؤسفٌ للغاية أن تترك القضية لحالها للتاريخ”.

وأشاد بالتحركات الشعبية الفلسطينية على الأرض، قائلا: “شاهدنا معركة القدس كيف استطاع الشارع الفلسطيني أن يقف لجانب سكان حي الشيخ جراح ويمنع ترحيلهم من المساكن، ورأينا الانتفاضة الأولى والثانية وماذا استطاع الشعب الفلسطيني أن يفعل”.

وعبر عن أسفه لا سيما وأن الشعب الفلسطيني قادر ولكن الإشكالية أن القيادة الفلسطينية في الداخل وخصوصًا في الضفة الغربية اتجاهاتها غير مريحة، ولا تخدم القضية الفلسطينية إلا “كلاميًا”.

الاحتلال يواصل تجريف المقبرة اليوسفية

وواصلت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، أعمال الحفر والجرف والنبش في المقبرة اليوسفية الإسلامية الملاصقة لأسوار المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، لليوم الرابع على التوالي، بحماية مشددة من شرطة وقوات الاحتلال.

وبدأ مستوطنون يهود وعمال ما يسمى “سلطة الطبيعة” الاحتلالية اليوم أعمال الحفر والنبش والتجريف في المقبرة، بحماية قوات الاحتلال، وإغلاق محيط المقبرة بالسياج الحديدي. وتأتي أعمال التجريف بعد ثلاثة أيام من قيام ما تسمى “بسلطة الطبيعة” معززة بقوات من الاحتلال، بنبش قبور وطمسها بالكامل بشكل نهائي تمهيدا لتحويلها إلى “حديقة توراتية”.

يذكر أن محكمة الاحتلال رفضت في 17 تشرين الأول الحالي، طلب لجنة رعاية المقابر الإسلامية بالأوقاف الإسلامية في القدس، منع بلدية الاحتلال من مواصلة أعمال نبش وانتهاك حرمة قبور الموتى في أرض ضريح الشهداء.

الأردن يحذر الاحتلال

وكانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين حذرت الاحتلال من إقدام السلطات الإسرائيلية على بناء وحدات استيطانية جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأكَد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير هيثم أبو الفول أن المضي قُدماً بالمصادقة على تنفيذ خطة لبناء 3000 وحدة استيطانية جديدة خطوة مرفوضة ومدانة وتمثل خرقاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، مُشدداً على أن سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، سواء بناء المستوطنات أو توسعتها أو مصادرة الأراضي أو تهجير الفلسطينيين، هي سياسة لاشرعية ولاقانونية تقوّض جهود التهدئة وفرص حل الدولتين وتحقيق السلام الشامل والعادل.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: