خبراء يتحدثون لـ “البوصلة” حول تداعيات مقتل قاسم سليماني

خبراء يتحدثون لـ “البوصلة” حول تداعيات مقتل قاسم سليماني

د. بسام العموش: إن تهورت إيران وبدأت حربًا مفتوحة سيكون بداية سقوط نظامها

د. بسام العموش: رحلة الملالي العبثية لن تأتي لإيران بخير

د. بسام العموش: أمريكا وإيران لا تريدان حربًا شاملة والاشتباك سيكون محدودًا

د. قاصد محمود: تصفية أمريكا لسليماني مرحلة جديدة من المواجهة مع إيران

د. قاصد محمود: “إسرائيل” لها مصلحة بمواجهة أمريكية مفتوحة لقصم ظهر إيران

د. قاصد محمود: إيران ستعيد النظر بتمددها في المنطقة لأنه أصبح مكلفًا جدًا عليها

عمان – رائد الحساسنة

رجّح خبراء سياسيون وعسكريون تحدثت لهم “البوصلة” أن لا يتعدى ردّ النظام الإيراني على حادثة مقتل الجنرال قاسم سليماني بعض العمليات المحدودة لـ”حفظ ماء الوجه”، وأن لن يتطور بكل الأحوال إلى “حربٍ مفتوحة” بين إيران وأمريكا لانعدام مصلحة الطرفين بمثل هذا السيناريو، فضلاً عن أنه “لا مقارنة بين القوة الأمريكية والقوة الإيرانية”.

وأكدوا أنه لا مجال للمقارنة حال نشوب حربٍ مفتوحة بين القوة الأمريكية والقوة الإيرانية، الأمر الذي سيؤذن إن حصل ببداية السقوط للنظام الإيراني، فأمريكا لن تقف صامتة على تهديد مصالحها ورعاياها وسيكون ردها على أي خطوة إيرانية ردًا كبيرًا ومضاعفًا.

كيف سيكون المشهد بعد مقتل سليماني؟

الوزير الأسبق الدكتور بسام العموش، يستبعد في حديثه لـ “البوصلة” أن يتهور النظام الإيراني إلى حربٍ مفتوحة مع أمريكا ردًا على مقتل الجنرال قاسم سليماني، محذرًا من أن إقدامها على مثل هذه الخطوة “سيكون بداية السقوط للنظام الإيراني”.

وقال العموش الذي شغل منصب السفير الأردني في إيران سابقًا: إن الإيرانيين دخلوا في اشتباك مباشر مع أمريكا بعد مقتل سليماني لكنه “اشتباك محدود”، مشددًا على أن كلاً من أمريكا وإيران لا تريدان حربًا شاملة.

ووصف مقتل سليماني بأنه “إشارة أمريكية مهمة”، تحذر إيران من أن الاعتداء على سفارات أمريكا أو مواطنيها غير مسموح به، موضحًا أن رسالة أمريكا لإيران أن يدها تطال من يستهدفها وباستطاعتها أن تؤدبه، مؤكدًا أن “إيران ليست بعيدة عن مرمى القواعد الأمريكية المنتشرة في كل مكان في العالم”.

كيف سترد إيران على مقتل سليماني؟

وقال الوزير الأسبق الدكتور بسام العموش إن إيران محرجة أمام شعبها الآن أمام هذه الحدث الكبير المتمثل بمقتل سليماني وأحد قيادات الحشد الشعبي العراقية الذي كان برفقته، متسائلا في الوقت ذاته: هل يتساوى قتل سليماني مع الأعداد الهائلة التي قتلت على يده في سوريا والعراق؟

ونوه العموش إلى أن أمريكا تنتظر رد فعل إيراني، وإن تهورت إيران وبدأت حربًا مفتوحة سيكون بداية السقوط للنظام الإيراني، مستبعدًا في الوقت ذاته

واستبعد أن يكون الرد الإيراني قويًا؛ مشددًا في الوقت ذاته على انه سيكون رد فعل لحفظ ماء الوجه، وفي المقابل فإن أمريكا لن تسكت وسيكون ردها قويًا ومضاعفًا.

مرحلة جديدة في المواجهة

من جانبه، يعتبر الخبير العسكري الدكتور قاصد محمود في حديثه لـ “البوصلة” أن تصفية أمريكا لقائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني مرحلة جديدة من المواجهة مع إيران في الإقليم، فكل دولة لديها رؤيتها ومصالحها.

ويؤكد أن المرحلة دقيقة للإدارة الأمريكية لا سيما وأنها مصالحها ومواطنيها والملاحة الدولية كلها تعرضت خلال الأشهر الماضية لكثير من التدخلات الإيرانية، فيما كانت ردود الفعل الأمريكية لا تليق بأمريكا كدولة عظمى وراعية للأمن في العالم كما تسمّي نفسها، الأمر الذي أحرج الإدارة الأمريكية.

ومن وجهة النظر الإستراتيجية يرى محمود أن مصالح أمريكا في المنطقة واضحة، وتصب في صالح الاستقرار الإقليمي لمصلحة الكيان الصهيوني والحد من النفوذ الإيراني وإبقائه ضمن مربع الجغرافيا الإيرانية الطبيعية، دون أن يكون لها هذه المساحات الواسعة من القدرة على التصرف والنفوذ الواضح.

وعلى الجانب الآخر يرى الخبير العسكري أن القيادة الإيرانية في وضعٍ حرجٍ جدًا متمثلاً في الوضع الاقتصادي الداخلي والوضع الاجتماعي وظروف أخرى كثيرة وبالرغم من وجود إمكانيات لديها لإلحاق الضرر بالمصالح الأمريكية في المنطقة لكن هي تعلم أن المواجهة مع الولايات المتحدة لن تكون في صالحها على المدى القادم، وبالتالي ستكون الحسابات دقيقة جدًا.

ويعتقد محمود أن المرحلة القادمة ستكون محاولة إثبات الوجود لإيران وكما يقولون “حفظ ماء وجه القيادة الإيرانية” أمام شعبها، وقد يكون هناك بعض العمليات المحدودة هنا وهناك وللأسف ستكون على الأرجح في الجغرافيا العربية.

ويؤكد أن الأمور لن تتطور إلى ما هو أوسع، لأنه لا مجال للمقارنة بين أمريكا وإيران في الإمكانيات العامة في حالة المواجهة المفتوحة.

ويشدد على أن الإدارة الأمريكية ليس لديها مصلحة أن تدخل في مواجهة مفتوحة مع إيران خاصة في هذه المرحلة، فالرئيس الأمريكي لديه وضع داخلي معين والمحاكمة أمام الكونغرس، ولديه الأهم من ذلك الحملة الانتخابية التي بدأت عملياً ولا يريد أن يضع نفسه في مواجهة في الشرق الأوسط ليست مضمونة العواقب والنتائج.

ويوضح الخبير العسكري أن المعركة إن تمّت لن يكون فيها منتصر، فكل طرف قادر على إلحاق الضرر بالآخر وإحراجه.

هل يؤثر مقتل سليماني على الوضع الإستراتيجي للإقليم؟

ويقول الدكتور قاصد محمود في حديثه لـ”البوصلة” إن الوضع الإستراتيجي العام للإقليم لن يتأثر بحادثة مقتل سليماني، فأمريكا لا تزال رؤيتها بدون تعديلات كبيرة حتى اللحظة، صحيح أن الوضع العراقي أجبر أمريكا على إعادة الحسابات من جديد، على سياساتها السابقة سواء سياسات ترامب أو سياسات أوباما التي مكنت إيران من هذا المدى الكبير من النفوذ في العراق.

وينوه إلى أن إعادة النظر في هذه المسائل تعد مراجعات والتعديلات فيها لن تكون كبيرة جدًا، فقد تكون هناك رؤيا لزيادة الوجود العسكري في العراق في المرحلة القادمة غير المرحلة السابقة التي قامت على التراجع والانسحاب.

“باعتقادي سيكون هناك بعض التغيير من خلال السياسات الأمنية المباشرة للحفاظ على الأمريكيين والرعايا الموجودين في القواعد الأمريكية في العراق، أو الرؤية الاستراتيجية الكبرى متمثلة في المصالح الأمريكية في الإقليم التي باتت في منطقة معينة من بعض التهديد أو الأخطار عليها”، يؤكد الدكتور قاصد محمود.

ويشدد على ان إيران أيضًا ستعيد حساباتها بالنسبة لهذه المساحة وهذا الانتشار وهذا الامتداد الذي بدأ يكلفها حاليًا غاليًا، وإن كان يتناقض مع مشروعها الكبير للسيطرة على الإقليم.

ما علاقة “إسرائيل” بالمشهد؟

ويقول الدكتور قاصد محمود في حديثه لـ “البوصلة”: “يجب أن لا ننسى أن إسرائيل موجودة في المشهد بشكلٍ واضح ومباشر لأن الخطر الإيراني الحقيقي ليس على المصالح الأمريكية؛ فإيران مستعدة أن تقدم لأمريكا كل ما تريد، لكن الخطر الحقيقي على العدوّ الصهيوني الذي لا يرى أي شريكٍ له على النفوذ في الإقليم وبالتالي فإن المشروع الصهيوني الموجود بقوة هو القادر على قرارات الإدارة الأمريكية”.

ويشدد على أن القيادة الإسرائيلية الحالية بقيادة نتنياهو تعمل بشكل حقيقي ليكون هناك مواجهة أمريكية إيرانية ويحاول أن يقصم ظهر إيران الاستراتيجي من حيث القوة الدفاعية والقوة الصاروخية والقوة الباليستية وحتى القوة النووية التي يعتقد أنها بنتها.

ويستدرك الخبير العسكري بالقول: “مرة أخرى هذا قد لا يكون في مصلحة الولايات المتحدة ومصالحها الحيوية الأخرى في الإقليم، وأعتقد أننا سنبقى نراوح في المنطقة ذاتها، وإيران ستعيد حساباتها وستكتفي بردودٍ محدودة وقد تكون هذه الردود شبه مقبولة من أمريكا، التي لن تصعد بعد ذلك في المقابل حتى تبقى الأمور بهذا الإطار”.

ويخلص محمود إلى القول: “باعتقادي ترامب الآن بالقضاء على سليماني يعتبر نفسه أنجز شيئًا بمستوى القضاء على ابن لادن من قبل أوباما ويكفي أن يضعه في أجندته الانتخابية القادمة، ولن يكون لديه الرغبة لتطوير سيناريو المواجهة مع إيران في المرحلة القادمة، إلا إذا اضطر لذلك، واضطراره سيكون بأن تلحق إيران أذى كبير جدًا واضحًا في المصالح الأمريكية وتقتل أمريكيين، وهذا الأمر لن تفعله إيران”.

ماذا تريد إيران من المنطقة؟

من جانب آخر، يوجه الوزير الأسبق الدكتور بسام العموش  في حديثه لـ”البوصلة” نقدًا شديدًا لما أسماه “السياسة الهوجاء العابثة” التي تمارسها إيران في المنطقة، متسائلاً هل تهدف لإعادة إحياء إمبراطورية فارس، وهل تنسى تمامًا أن عهد الإمبراطوريات ولّى لغير رجعة.

ويقول العموش ماذا يريد الإيرانيون؟ هل يريدون تحرير فلسطين عبر “فيلق القدس”؟ فلماذا رأينا قاسم سليماني في أكثر من عاصمة عربية ولم نره في القدس، ويشدد على أن المشروع الإيراني يهدف لتقاسم “كعكعة الوطن العربي المدمّر” مع المشروع الغربي والمشروع الصهيوني.

وينوه إلى أن “المشروع الإيراني” يستخدم كـ “بعبع” لدفع دول الخليج للجلوس في الحضن الأمريكي الغربي وإنفاق المليارات على “التسلح”، متسائلاً في الوقت ذاته لماذا تعبث في المنطقة  بـ “أعمال استفزازية وتخريبية” وتنسى شعبها الثمانين مليون الذين يعيشون في بيوت الطين والفقر وهم بغالبية مكوناتهم ضد دولتهم.

ويؤكد أن كل ما يريده النظام الإيراني أن يقوض الأنظمة العربية ويوجد أنظمة تابعة له، وهذا لن يتم، ليس بسبب قوة العرب؛ بل بسبب الصراع الدولي على مناطق النفوذ.

ويقول العموش: منذ أربعين عامًا ونحن نقول إن إيران يجب أن يكون لأمتها، وإذا لم ترد أن تكون لأمتها فلتكن لشعبها فقط، ولتكن إيران الدولة القوية المحترمة التي تغني شعبها وتبني نفسها.

ويخلص العموش من خلال خبرته بالشأن الإيراني إلى القول: “أن رحلة إيران عبثية وأنا حتى لو لم أكن يومًا سفيرًا للأردن في إيران، فأنا أحب إيران وأحب الشعب الإيراني وأتمنى لهم الخير، لكن الرحلة التي يقوم بها نظام الملالي لن تأتي لإيران بالخير”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: