ماذا وراء زيارة بومبيو لدولة الاحتلال.. خبير إستراتيجي يجيب

ماذا وراء زيارة بومبيو لدولة الاحتلال.. خبير إستراتيجي يجيب

عمان – رائد الحساسنة

أكد الخبير الإستراتيجي وأستاذ الصراعات الدولية في الجامعة الأردنية الدكتور حسن المومني في تصريحاتٍ لـ “البوصلة” أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لدولة الاحتلال اليوم، تأتي كاستحقاقٍ دبلوماسي طبيعي في سياق الدعم اللامتناهي الذي تقدمه الإدارة الأمريكية لدولة الاحتلال في إطار ما يسمّى صفقة القرن ومتابعة تنفيذ بنودها.

وقال المومني إن الزيارة يمكن قراءتها في سياقات متعددة وأهمّها على الصعيد الداخلي الأمريكي وخاصة فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وحاجة ترامب لحشد مزيدٍ من الدعم عبر اللوبي الصهيوني لاستعادة ما خسره من شعبيته بسبب تأخره في إجراءات مواجهة جائحة كورونا التي تسببت بأضرارٍ بالغةٍ للاقتصاد الأمريكي.

ونوه إلى أن ما يسيطر على الإدارة الأمريكية اليوم هو ملف الانتخابات الرئاسية ولذلك يسعى ترامب جاهدًا لتسييس كل شيء لصالحه بما فيها قضية صفقة القرن، خاصة وأن جائحة كورونا عطلت كل شيء وأحدثت ضررا كبيرًا في الاقتصاد الأمريكي، وأحدثت إلى حدٍ ما ضررًا في شعبية دونالد ترامب، على اعتبار أنّه تأخر في التعاطي مع مواجهة هذه الجائحة.

وتابع المومني حديثه: بالتالي هو بحاجة لقضايا قد تساعده على استعادة شعبيته ومن ضمنها على سبيل المثال تسييس قضية كورونا مع الصين.

وقرأ المومني المشهد من جانبٍ آخر فيما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي، منوهًا إلى أهمية تأثيرات اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، وأن زيارة بومبيو جاءت على خلفية الانتخابات الصهيونية التي أجريت لتشكيل حكومة وحدة في دولة الاحتلال وهذه عبارة عن استحقاقات تقدمها أمريكا في هذا السياق، يتلقى في مقابلها ترامب دعمًا صهيونيا في الانتخابات القادمة.

ومن جانب آخر رأى أستاذ الصراعات الدولية أن زيارة بومبيو للمنطقة ليست فقط لدولة الاحتلال بل قد يكون هناك زيارات أخرى لدول المنطقة، وهذا يأتي في سياق الدبلوماسية الأمريكية التي تريد بث رسائل للعالم والإقليم، وبغض النظر عن انشغالاتها في جائحة كورونا والوضع الداخلي وأنها ما زالت تمارس دورها الدبلوماسي.

استبعاد إطلاق عملية سلام قريبًا

واستبعد المومني أن تكون الزيارة بهدف إطلاق عملية سلام جديدة في المنطقة، قائلا: باعتقادي في ظل انشغال العالم وانقسامه في مجلس الأمن حول ضرورة إيقاف النزاعات الموجودة في العالم والتوتر الجاري بين الصين وأمريكا، لا يجعل الظروف مناسبة للبدء بعملية سلام، خاصة أن الأطراف المعنية سواء كانت العربية أو غيرها، فالأولوية للتعاطي مع جائحة كورونا.

وأكد، “لا أتوقع أن تؤدي هذه الزيارة لإطلاق عملية سلام، لأن الدول المعنية بالأساس كثيرٌ منها رفضت مبادرة أمريكا، وأولوياتها الآنية لا تتعلق بالتعاطي مع صفقة القرن، وأولوياتها تتركز مع مواجهة جائحة كورونا، والتعاطي مع تأثيراتها الاقتصادية”.

وأعاد المومني التأكيد على أن الزيارة تأتي في سياق “الحراك الدبلوماسي الأمريكي”، لإعطاء مزيد من الدعم والتأييد لحكومة الوحدة الصهيونية التي تم تشكيلها بعد ثلاث انتخابات.

ونوه بالقول: “نحن رأينا الأمريكان في الأيام الأخيرة انغمسوا من خلال تصريحاتهم الدبلوماسية في مؤازرة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة”.

وختم حديثه بالتأكيد على أن “زيارة بومبيو هي مجرد حراك دبلوماسي طبيعي لا أعتقد أنه سيؤدي إلى نتائج جدية وبالتالي إطلاق عملية سلمية لأن جميع الأطراف أولوياتها المرحلية الآن مختلفة”.

يذكر أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وصل اليوم الأربعاء إلى دولة الاحتلال الصهيوني لإجراء محادثات مع قيادة حكومة الوحدة الصهيونية ممثلة في نتنياهو وغانتس ومخططها المثير للجدل لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة وتنفيذ بنود المبادرة الأمريكية “صفقة القرن”، وغيرها من قضايا الإقليم.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: