نوفل: “التطبيع المجاني” لن يوقف أطماع “الثعلب الصهيوني” في بلادنا

نوفل: “التطبيع المجاني” لن يوقف أطماع “الثعلب الصهيوني” في بلادنا


عمان – البوصلة
أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الدكتور أحمد نوفل في تصريحاتٍ إلى “البوصلة” أنّ الهرولة نحو “التطبيع المجاني” مع الكيان الصهيوني لن يخدم مصالح الدول العربية التي تقدم عليه؛ بل على العكس من ذلك فإنه يشكل إضراراً بمصالحها وخداعًا للشعوب العربية وتقديمًا للوهم بأن هذا الكيان العنصري و”الثعلب الصهيوني” سيوقف أطماعه في العالم العربي ويغير من نظرته الحاقدة والمعادية للعرب والمسلمين.


وقال نوفل: إن التطبيع اليوم مجاني، لا سيما وأنه في العلاقات الدولية الجميع يبحث عن مصلحته، فما هي مصلحة أي دولة عربية تطبع علاقاتها مع الكيان الصهيوني؟ فإن كانت مقنعة فليكن، مستدركًا في الوقت ذاته: لكن لا نرى أي مصلحة مباشرة لهذه الدولة أو تلك، بل هي تريد إقناع أو خداع نفسها أنها ستحقق مصالح.
وشدد على أن من يؤمن بأن الكيان الصهيوني يريد حقيقة مصلحة أي دولة عربية فهو مخدوع بهذا الكيان، ولا يعرف حقيقة الحركة الصهيونية وإسرائيل ولا طبيعة وجودها في فلسطين، منوهًا إلى أن هذا العدوّ ليس موجهًا ضد الفلسطينيين؛ بل موجه ضد الأمّة العربية والإسلامية ككل، ومن يرى بأنه خارج إطار الأطماع الصهيونية وبعيدٌ عن خطرها ما هو إلا واهم.


وأشار نوفل إلى أن أي دولة عربية تريد تطبيع علاقاتها مع “إسرائيل” والحركة الصهيونية عليها أن تعرف كيف تفكر إسرائيل وكيف تنظر للعرب، والإجابة ستكون أنها تنظر نظرة عنصرية بغيضة، موضحًا أن الأمم المتحدة اتخذت قراراً بأن الصهيونية تشبه إلى حدٍ كبير في نظرتها وتفكيرها العنصري ضد العرب والمسلمين بما كان يحصل في جنوب إفريقيا ضد السكان الأصليين.


ونوه إلى إن حاخامات الحركة الصهيونية يقولون بأن العرب عبارة عن صراصير لا يجب قتلهم بالأيدي بل دعسهم بالأحذية، وهذا التفكير ليس موجهًا ضد الفلسطينيين وليس موجهًا ضد شعب معين بل ضد الأمة العربية والإسلامية ككل، على حد وصفه.
وتساءل أستاذ العلوم السياسية هل غيرت إسرائيل من تفكيرها العدواني وأطماعها في مصر والأردن بعد توقيع اتفاقيات السلام (الاستسلام) معهما، وهل أزالت الأطماع الإسرائيلية فيهما، “بالتأكيد لا”.
وقال نوفل: علينا أن لا نثق بهذا الثعلب الصهيوني الذي له أطماع في جميع الدول العربية، لا سيما وأنه بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد ووادي عربة فإن الإعلام الصهيوني لم يغير من نظرته العنصرية ضد العرب وأطماعه ضد الأردن وضد مصر وفلسطين.


وحذر من أنه لا يجوز أن يعتقد البعض بأن توقيع اتفاقية مع إسرائيل يعني زوال خطرها ضد هذه الدولة أو تلك، فإسرائيل تمثل خطرًا على كل الوطن العربي وضد المسلمين جميعًا.


وعبر عن أسفه من أن هناك من يعتقد بأن إسرائيل ستكون سندًا له ضد دولة أخرى؛ مثلاً ضد إيران أو تركيا أو ضد أي دولة أخرى يكون واهما، مؤكدًا في الوقت ذاته أن نتنياهو أو الحركة الصهيونية لن تقوم بالدفاع أو الوقوف إلى جانب أي دولة عربية أو حماية سيادتها ضد أي دولة أخرى إلا إذا كان الأمر يتعلق بحماية مصالحها العليا كأساس للفكر الصهيوني القائم اليوم.
وأشار إلى أن المجتمع الإسرائيلي مجتمعٌ عنصري، ولنفرض أن مواطنًا أردنيًا أو إماراتيًا أو جزائريًا ذهب إلى تل أبيب، هل يظن أنه سيلاقي الترحاب هناك، مستدركًا بالقول: لننظر إلى التمييز العنصري داخل دولة الاحتلال ضد اليهود أنفسهم، فالأشكناز يمارسون عنصرية بغيضة ضد اليهود الشرقيين أيًا كانت أصولهم.
وتساءل: كيف عندما يأتي سائح عربي من دولة عربية ويذهب إلى تل أبيب ويعرفون أنه عربي، هل سيرحبون به كما يزعم نتنياهو بأنه “أهلا وسهلا بكم”، منوها إلى أنه من الأفضل أن ننظر إلى يهود الفلاشا والقادمين من روسيا وغيرها وكيف يمارس التمييز ضدهم من قبل اليهود الأمريكان الغربيين والأوروبيين.
وتابع نوفل حديثه: أتحدى الآن أن يأتي أي إسرائيلي إلى شوارع عمّان أو شوارع القاهرة بعد سنوات طويلة من توقيع اتفاقيات السلام، وأن يقول “أنا إسرائيلي”، وأتحدى كيف ستكون ردة الفعل للمواطن الأردني والمصري وغيرهم من العرب وكيف أنها ستكون مباشرة ضده، مشددًا على أنه يجب أن يفهم الاحتلال أن تطبيعه مع الحكومات العربية لا يعني قبول الشعوب بهذا الأمر.
ونوه إلى أن الثقافة الموجودة في العالم العربي الرافضة للتطبيع تعززت أكثر لأن ممارسات إسرائيل بعد كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة لم تتغير ضد العرب، مؤكدًا في الوقت ذاته على أن الاحتلال لم يغير ثقافته ضد العرب بعد اتفاقيات السلام بل زاد الاستيطان وزادت الأطماع، وهذا يكشف زيف عمليات السلام وأنها لا تعني تطبيع العلاقات بشكل حقيقي.
وأشار إلى أن البعض ينظر إلى الأمر بشكل غير واقعي، وعلى أساس فريقٍ ضد آخر، وأن بعض العرب يقولون: نحن اصطدمنا مع الاحتلال سنوات طويلة وآن الأوان لتغيير هذه النظرة ولا سيما أن دولة الاحتلال لا تشكل خطرًا علينا، وهنا نقول: ليس المهم أن تغير نظرتك للمحتل بل المهم أن يغير هو نظرته لك، خاصة وأن النظرة الصهيونية المعادية والحاقدة على العرب والمسلمين لم تتغير.
وتساءل نوفل كيف يمكن أن تقنع سائح إسرائيلي بأن يذهب لدولة عربية خليجية ويرى هناك الترحاب، “وهنا أتذكر قصة حدثت بعد اتفاق وادي عربة وما تبعها من إجراء مؤتمرات اقتصادية للتطبيع مع العدو الصهيوني، وأحد الصحفيين الإسرائيليين ذهب إلى سوق السمك في عُمان، وعندما سأله العُماني من أين أنت؟ قال له: “أنا إسرائيلي”، وعاد ليكتب في صحيفته لم أر أنسانًا غاضبًا كما رأيت هذا الإنسان العُماني البسيط الذي رفض بيعي السمك عندما علم أنني إسرائيلي”.
وشدد على أن هذه طبيعة الشعوب العربية التي لا تنظر للإسرائيلي بالترحاب وتنظر له على أنه عدوّ ليس فقط لأنه احتلّ الأقصى وفلسطين، ويمارس باستمرار إرهابه ضد الفلسطينيين فقط؛ بل لأن الثقافة الصهيونية المعادية والعنصرية ضد العرب والمسلمين لم تتغير، منوها بالقول: وللنظر للجزائر وكيف ضغطت إسرائيل على فرنسا لمنعها في العام 1961من السماح باستقلال الجزائر، ولننظر كيف يتصرف مشجعو المنتخب الجزائري خلال أي مباراة لمنتخبهم ويرفعون علم فلسطين مباشرة، للتعبير عن رفضهم لدولة الاحتلال.
وطالب نوفل جميع الدول العربية بأن تنظر إلى مصالحها، مشددًا في الوقت ذاته على أن من يراهن على تطبيع العلاقات مع المحتل لتغيير إسرائيل من نظرتها ضد العرب ككل فهو واهم.
ووجه رسالة للحكومات العربية بضرورة أن لا تخدع مواطنيها بأن هذه النظرة العنصرية الصهيونية ضد العرب والمسلمين ستتغير؛ بل على العكس من ذلك.
وختم حديثه بالقول: “من يعتقد أن المواطن العربي سيغير نظرته وموقفه تجاه أي إسرائيلي يحتل فلسطين فهو واهم، كما أن الشعب الفلسطيني وباقي الشعوب العربية يرفضون الوجود الإسرائيلي في فلسطين ويرفضون تطبيع العلاقات مع المحتل الغاصب”.
(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: