أحمدي نجاد: لو كان الأمر بيدي ما وقعت الاتفاق النووي

أحمدي نجاد: لو كان الأمر بيدي ما وقعت الاتفاق النووي

قال الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد إن الاتفاق النووي المبرم بين بلاده ودول مجموعة 5+1 عام 2015، عبارة عن سلسلة التزامات أحادية الجانب، مضيفا “لو كان الأمر بيدي ما كنت وقّعت مثل هذا الاتفاق مطلقا”.

وأوضح نجاد -في مقابلة مع وكالة الأناضول- أن المفاوضات الخاصة بالاتفاق النووي، والمباحثات مع الولايات المتحدة، يجب أن تقوما على أساس من العدالة، والاحترام المتبادل، والاعتراف بالقانون الرسمي لكل طرف.

وانتقد الاتفاق النووي الذي وقعته حكومة روحاني عام 2015، قائلا إنه “ليس إنجازا رائعا لأي طرف، ومبادئ التفاوض عليه لم تكن صحيحة، وإذا تناولنا الموضوع على أسس خاطئة فلا يمكننا أن نحصل على نتائج مناسبة، وبالتالي لو كان الأمر بيدي ما كنت وقعته”.

واعتبر نجاد المزاعم القائلة إن الاتفاق النووي حال دون تشكّل تحالف عالمي ضد إيران غير صائبة، مشيرا إلى أنه لا يرى عيبا في التفاوض مع أي طرف بما في ذلك الولايات المتحدة، غير أنه لا توجد هناك فائدة لمفاوضات غير واضحة المعالم.

وناشد نجاد، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وطهران، تقديم الدعم اللازم للمفاوضات التي ستجرى من أجل تأسيس صداقات، وتأكيد مبدأ رفض الحرب.

وشدد على أن “الحرب ليست في مصلحة أي طرف، كما أن إمكانات التعاون أكثر بكثير من العداوات”، مضيفا أنه “من الممكن أن تكون هناك علاقات ودية بين واشنطن وطهران، فإذا أجرينا استطلاعا للرأي أو استفتاء، سنجد بالتأكيد أن الناس يفضلون السلام والعدالة، فسبعة مليارات وخمسمئة مليون إنسان بالعالم يرغبون في هذا”.

ضغوط مرفوضة

الرئيس الإيراني السابق، ذكر كذلك أنه من غير الممكن التفاوض مع واشنطن تحت أي ضغوط، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هذا الأمر (التفاوض) ليس من المحرمات.

واستطرد “تفاوضنا مع الولايات المتحدة في اتفاقية الجزائر (عام 1981، لحل أزمة الرهائن الإيرانية)، كما تباحثنا في الشأنين الأفغاني والعراقي، ففي الماضي لم يكن هناك شيء من قبيل أن التفاوض مع الولايات المتحدة مرفوض”.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة تتبنى سياسة ممارسة الضغط على الشعب الإيراني، مع توجيه هذا الضغط للنظام الحاكم بطهران، لكن هذه السياسة لم تسفر عن أي نتائج، مضيفا “لنفترض أن واشنطن ضد النظام الإيراني، فلماذا تطبق عقوبات، وتمارس ضغوطا على الشعب؟ وهذا يوضح أن القائمين على الشأن السياسي بالولايات المتحدة في صراع مع الشعب الإيراني، وليس مع سلطات بلاده كما يزعمون”.

وطالب نجاد بضرورة اعتراف الولايات المتحدة رسميا -إذا كانت مع السلام العالمي ـ بقوانين الشعوب، مضيفا أن “فرض الهيمنة والسيطرة على الآخرين فكرة شيطانية شريرة، لذلك على الولايات المتحدة أن تترك الضغوط التي تمارسها، والسياسات، والعقوبات الأحادية الجانب، وتعود إلى التفاوض العادل، وأعتقد أن أرضية التعاون أوسع وأرحب من أرضية العداء، فواشنطن وقفت ضدنا في الثورة (الإيرانية)، وعند تأميم النفط، لكنها لم تحصل على أي مكاسب”.

في الشأن ذاته، شدد الرئيس الإيراني السابق على أنه مع ضرورة القضاء على الأسلحة تماما، وحل كافة الأزمات عبر طريق الحوار.

وأضاف “لو كانت الأزمات تحل بالأسلحة لما بقيت أي أزمة حتى الآن، فعلينا أن نقضي على مصانع الأسلحة التي يثرى من ورائها كثيرون، فلماذا يصرون على التربح من وراء قتل البشر؟”.

كما ذكر أن الولايات المتحدة تمتلك 5600 قنبلة ذرية متطورة من الجيل الخامس، وتزعم أن إيران تريد امتلاك أسلحة ذرية، مضيفا “كما تقول واشنطن: على إيران أن تثبت أنها لا تريد إنتاج قنابل ذرية. “كيف بإمكاننا إثبات شيء غير موجود؟”.

وبين أن الاقتصاد الأميركي لم يستفد من فرض العقوبات على إيران، كل ما في الأمر أن ترامب منح اقتصاد بلاده أنفاسا قصيرة الأمد، مشددا على أن الاقتصاد الأميركي سيتدهور على المدى الطويل.

أجواء حرب

وقال نجاد إن الأجواء بالخليج العربي مواتية لاندلاع حرب، فعلى واشنطن أن تكون حذرة حيال ذلك. فالشرارة التي سيتم إشعالها هنا لن تحرق الخليج العربي فحسب، بل العالم بأسره.

كما أكد نجاد أن دول الجوار تمثل أولوية قصوى بالنسبة إلى بلاده، مشددا على ضرورة تطورها جميعا معا، لأنهم يعيشون في المنطقة الجغرافية نفسها.

واستطرد “إيران، وتركيا، والعراق، وأذربيجان، وتركمانستان، وباكستان، وأفغانستان، ودول الخليج العربي، بحاجة إلى بعضها من أجل التنمية، وإذا خسرت إحداها فلن تربح الأخرى، وذلك لأننا مرتبطون ببعضنا بعضا، وبالتالي علينا التحرك من خلال التعاون مع تركيا والجيران الآخرين”.

تحسين الاقتصاد

داخليا، ذكر الرئيس الإيراني السابق أن بلاده تمتلك ثروة مادية وطبيعية قلما نجد لها مثيلا في العالم، مضيفا “وفي حال الاستفادة من هذه الثروة بالشكل الصحيح، فلن يتبقى للعقوبات أي معنى أو تأثير على الإطلاق”.

في السياق ذاته، اعترف نجاد أن المشاكل الاقتصادية في إيران تتعمق بسبب العقوبات، لذلك يقتضي الأمر تحسين الهياكل الاقتصادية.

وفي رد منه على سؤال حول ما إذا كان يعتزم العودة إلى الحياة السياسية خلال الانتخابات التشريعية المزمعة عام 2021، قال أحمدي نجاد “بالطبع لا”.

وتولى نجاد الرئاسة الإيرانية فترتين متتاليتين بين عامي 2005ـ 2013، قبل الرئيس الحالي حسن روحاني.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: