د. منذر الحوارات
د. منذر الحوارات
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

أميركا والصين.. هل بدأ الصراع البارد؟

د. منذر الحوارات
د. منذر الحوارات
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

على عجل وبشكل يبدو متسرع تسحب الولايات المتحدة قواتها من منطقة الشرق الأوسط مع الاحتفاظ بنقاط ارتكاز صغيرة، حتى أنها لم تلقي بالاً لهيبتها في بعض المواقف كما حصل في أفغانستان، وعلى عجل نجدها تحشد قواتها وتقيم تحالفات على مستوى عالي من الجاهزية حتى لو أدى ذلك لغضب بعض حلفائها، وهذا ما حصل حينما تحالفت مع استراليا وبريطانيا على حساب فرنسا، إذا لا بد من وجود حدث خطير أدى لهذا السلوك الأمريكي، إنها الصين، لكن ما الجديد الذي جعلها تبدو كخطر جامح يجعل الولايات المتحدة تبدو بهذا القدر من الأرتباك رغم أن المراكز البحثية الأمريكية تتنبأ بصعود الصين منذ عقود ؟ أهي المخاوف التي فجرها صموئيل هنتجتون بأن ثاني أهم خطر يهدد الحضارة الغربية بعد الاسلام هو الصين ؟ لكن هذه النبوءة ليست بجديدة فقد تعايش معها الفكر السياسي الأمريكي منذ زمن.

لماذا الخوف من الصين ومن شرق آسيا طالما أن تقاسم القوة كان موجودًا منذ سبعينات القرن الماضي فقد كان ىلثيًا، أضلاعه الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة والصين وعند انهيار الاتحاد السوفييتي آلت حصته للصين والولايات المتحدة، والصين كانت المستفيد الأكبر، لكن منذ ذلك الوقت نشأ ستاتيكو سيطرت فيه الصين على الجزء القاري بينما سيطرت الولايات المتحدة على الجزء البحري، ولم يكن وجود الولايات المتحدة مرفوضًا تمامًا من قبل الصين، إذ أنها كانت صمام التوازن لما ُعرف بالمعضلة الأمنية في جنوب شرق آسيا ودورها يشبه الفلينة التي تغلق فوهة النزاعات القومية هناك بالذات فيما يتعلق باليابان، وكذلك الأمر بالنسبة للولايات المتحدة إذ اعترفت بأن الصين قوة عظمى إقليمية، وبناء على ذلك استقر التوازن في تلك البؤرة من العالم.

لكن يبدو أن السيولة في النظام الدولي التي رافقت جائحة كورونا قد خلقت واقعًا دوليًا جديدًا سارع في وضع الصين في قائمة المنافسين الجادين للولايات المتحدة بل وتهديدها وربما تحديها في أكثر من موقع، فالصين بدأت بتقديم نموذجها الخاص كمنافس للحضارة الغربية إذ استطاعت أن تهزم كورونا وتنتج اللقاح وتنافس علميًا بل وتتفوق على أميركا في مجال البحث العلمي في عدد البحوث ونسبة الإنفاق.

وهي بذلك بدأت بتصدير نموذجها الذي سيصبح مغريًا للكثير من دول العالم بالذات من يستفزهم النموذج الغربي الديمقراطي، كما قامت بتحدي الولايات المتحدة في بحر الصين في محاولة لتفكيك الستاتيكو السابق والذي يضمن هيمنة الولايات المتحدة على البحر حيث أنشأت اسطولا بحريًا يزيد على ٢٥٠ سفينة بحرية عسكرية وهو ما سيهدد الهيمنة الأميركية هناك، بالإضافة لمنظومة صواريخ متطورة وبرنامج فضائي طموح.

الأمر الثاني أنها بدأت تقيم تحالفات مع الفاعلين الإقليميين في المنطقة، ترافق ذلك بالضعف الذي بدا على الواليات المتحدة في ساحات العالم المختلفة حيث اصابها الإجهاد والتراجع، كل ذلك يبدو أنه دفع بالاستراتيجية الأميركية لحسم الجدل بأن الصين لم تعد قوة عالمية صاعدة بل هي كذلك الآن وهي بذلك تهديد وجودي لها، صحيح أنها لم تعلنها كعدو حتى الآن لكن بدون شك أن الصراع قد بدأ، ويبدو أن مصيدة ثيثوديز تعيد نفسها من جديد وهي الصراع بين القوة القائمة والقوة الصاعدة، صحيح أنه لن يأخذ الشكل المباشر لكنه سيتوارى بصراعات في ساحات عالمية مختلفة ستدفع ثمنه شعوب العالم الضعيفة.

الرأي

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts