استقالات حزبية تعمق فجوة ثقة الشارع بالحياة السياسية

استقالات حزبية تعمق فجوة ثقة الشارع بالحياة السياسية

البوصلة – محمد سعد

قال الخبير الإقتصادي منير دية، ان الأحزاب الرئيسية في الأردن تمر بمنعطف صعب على اثر استقالات ابرز مؤسسيها، متوقعا أن يكون لهذه الاستقالات تداعيات سلبية على مسيرة تلك الأحزاب وربما الى مزيد من الاستقالات الجماعية والتي ستهز ثقة الشارع بمفهوم الأحزاب والانتماء لها.

وأضاف دية في تصريحات صحفية وصلت “البوصلة“، “بدأت تلك الأحزاب بالتفكك بالرغم من ضعف الاقبال وعدم قناعة غالبية الأردنيين بالعمل الحزبي والأرقام تدل على ذلك فلم يتجاوز حتى الان عدد المنتسبين للأحزاب اكثر من ١٪؜ من المواطنين” وذلك بسبب فقدان الثقة بالعمل العام في الأردن وعدم وجود أحزاب لها برامجها المقنعة والتي تمتلك حلولاً واقعية وعملية لما يعانيه المواطن في حياته المعيشية، كما يرى دية.

أسباب تلك الاستقالات يعتقد دية أن “الشخصنة في إدارة الحزب هي السبب الرئيس كما وان الخلافات في مراكز القوى داخل تلك الأحزاب حول المناصب والصلاحيات هي ايضاً من مسببات الاستقالات”.

وقال الخبير الإقتصادي، “التجربة الحزبية في الأردن ما زالت في بداياتها والانتخابات القادمة لمجلس النواب العشرين ستكون هي المحك الحقيقي لتلك الأحزاب وخاصة التي أنشئت بالتزامن مع اطلاق قانوني الأحزاب والانتخاب والذي تم بموجبهما إعطاء الأحزاب ثلث مقاعد مجلس النواب القادم للوصول الى حكومات برلمانية حزبية خلال العشر سنوات القادمة”.

واكد دية ان التحديات التي تواجه المواطن الأردني اغلبها اقتصادية، قائلا “الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن وما يعانيه الاقتصاد الأردني من مديونية مرتفعة ومعدلات نمو متواضعة وارتفاع نسب البطالة والفقر تحتاج من الأحزاب القائمة الاهتمام بإيجاد حلول لتلك التحديات ووضع خارطة طريق واضحة المعالم لتحويل تلك التحديات الى فرص حتى يشعر المواطن ان هذه الأحزاب جاءت لايجاد الحلول وتغيير الواقع الى الأفضل في جميع مجالات الحياة “.

وأشار إلى ان الأحزاب بتلك الاستقالات ستواجه تحديات في قدرتها على الاستمرار واستقطاب المزيد من المواطنين وستحمل الأيام القادمة المزيد من المفاجأت لتلك الأحزاب وهذا بدوره سيؤثر على التجربة الحزبية وقناعة المواطنين بها .

والاسبوع الماضي قدم زيد نفاع رئيس مجلس الحكماء في حزب إرادة استقالته من الحزب، متحفظا على بيان اسباب استقالته.
وبعد نفاع قدم محمد سلامات البرماوي رئيس فرع حزب إرادة في جرش السابق، ومدير في شؤون الأمانة العامة حاليا، باستقالته من الحزب.

كما تقدم العين السابق الدكتور طلال الشرفات باستقالته من عضوية حزب الميثاق الوطني إلى الأمانة العامة للحزب الاسبوع الماضي ايضا.

وفي شهر تموز الماضي شهد الحزب الديمقراطي الاجتماعي الأردني استقالة أكثر من 100 عضو.

من جهته وصف الكاتب فارس الحباشنة، موجة الاستقالات بـ”تسونامي وظاهرة تغزو الاحزاب الاردنية” كما جاء في مقال له بعنوان استقالات حزبية.
وقال في مقاله “فتشت في الاخبار وما وراء الاخبار للوقوف على اسباب ودوافع الاستقالات الحزبية. و الاخبار كما نشرت في الاعلام جاءت قصيرة ومقتضبة وكلماتها محدودة”.

واعتبر الكاتب ان خبر الاستقالات الحزبية “مثير للعطف والشفقة والالتباس”، موضحا انه ليس “مستغربا من اخبار استقالات احزاب الاردن، والاتي اظرف واشد غرابة”.

وكان رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي موسى شتيوي، قال أن التحدي الكبير بالنسبة للأحزاب هو البناء الفكري والسياسي للأحزاب.

وقال شتيوي عبر تصريحات سابقة، إن الحديث ليس عن أحزاب عقائدية بل أحزاب تعمل ضمن سياق براغماتي أكثر من أنه عقائدي، والأحزاب العقائدية في العالم انتهت تقريبا.

وأشار إلى أنه في الفترة السياسية الماضية كانت الأحزاب على هامش الحياة السياسية لأسباب كثيرة، لكن بعد خطة التحديث السياسي وقانون الأحزاب الجديد الذي نصّ على حق الأحزاب بالمشاركة في السلطة وتأليف الأحزاب دخل الأردن مرحلة جديدة.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: