“الأوقاف” تمنع الاعتكاف في الأقصى وجماعات “الهيكل” تحدد موعداً لـ”قربان الفصح”(فيديو)

“الأوقاف” تمنع الاعتكاف في الأقصى وجماعات “الهيكل” تحدد موعداً لـ”قربان الفصح”(فيديو)

البوصلة – محمد سعد

اصدمت دعوات مقدسية أطلقت لمواصلة الاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك حتى نهاية شهر رمضان المبارك، بقرار مدير المسجد الشيخ عمر الكسواني بمنع الاعتكاف واعتباره مقتصراً على العشر الأواخر من الشهر الكريم.

دعوات الاعتكاف لصد اقتحامات الصهاينة

وانطلقت هذه الدعوات في ظل حرمان سلطات الاحتلال الإسرائيلي للفئات الشابة والفتيّة من أهالي الضفة الغربية المحتلة من الوصول إلى القدس والمسجد الأقصى، كما منعت دخول من تتراوح أعمارهم ما بين 40 إلى 50 عامًا إلّا بتصريح منها.

وتأتي هذه الدعوات تزامنًا مع استمرار السماح للمستوطنين المتطرفين باقتحام الأقصى خلال أيام شهر رمضان، ودعوات “جماعات الهيكل” المزعوم لاقتحام المسجد في عيد “الفصح” العبري الذي يوافق 15-20 رمضان، وذبح “قربان” العيد في باحاته.

مقدسيون انتقدوا قرار الاوقاف مع تأكيدهم لعدم تقويض دورها على المقدسات في القدس، كما اوضح استاذ دراسات بيت المقدس الدكتور عبد الله معروف “ليس هناك أصل شرعي لمثل هذا السلوك، وأن قرار تحديد الاعتكاف نابع من إرادة الاحتلال أساساً.”

واضاف عبر حسابه على فيسبوك، “إن كانت شرطة الاحتلال تريد أن تمنع الاعتكاف فلتفعل ذلك بيدها، وليتُرَك للمرابطين أن يقرروا في الميدان موقفهم من ذلك”.

ووصف معروف “محاولة منع الاعتكاف بين يدي تهديدات صهيونية باقتحامات الفصح هو شكل من “التنسيق الأمني””؛مؤكدا أن “الأوقاف” والشيخ عمر في غنىً عن وضع أنفسهم في هذه الزاوية المرفوضة والمدانة.

الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص يقول ان قرار “الأوقاف” بحصر الاعتكاف في الأقصى خلال العشر الأواخرسيكون بعد أن يمر “عيد الفصح” العبري تقريباً باستثناء يوم واحد؛

واضاف ابحيص “التجربة التاريخية تقول إن الاعتكاف هو الطريق الوحيد لإفشال الاقتحامات الصباحية للصهاينة”.

وأضاف: تصر جماعات الهيكل المتطرفة على إحياء طقوس القربان باعتبارها تشكل إحياءً للهيكل المزعوم، فهي ترى أن القربان هو الطقس اليهودي المركزي الذي اندثر بـ”اندثار” الهيكل المزعوم؛ وأن إحياء طقس القربان تشكل إحياء معنوياً للهيكل بالتعامل مع الأقصى باعتباره قد بات هيكلاً حتى وإن كانت أبنيته ومعالمه ما تزال إسلامية.

وأشار إلى أن هذه الدعوة تأتي بعد “قمة حاخامية” عُقدت في الأقصى لمناقشة فرض طقوس “الفصح” العبري فيه، وبعد دعوات من حاخامات اليمين الصهيوني وتعهدات من قادة جماعات الهيكل المتطرفة بإدخال “قربان الفصح” إلى الأقصى مساء يوم الجمعة المقبل الذي يوافق الرابع عشر من شهر رمضان المبارك.

الدعوة

الاعتكاف في الأقصى حاربه الاحتلال تاريخيا

التضييق على حرية ممارسة العبادة في المسجد الأقصى بدأ منذ احتلال مدينة القدس عام 1967، حين وجهت الحكومة الإسرائيلية رسالة إلى مدير الأوقاف وقتها حسن طهبوب بضرورة وضع كافة وثائق مديريته تحت تصرف وزارة الأديان الإسرائيلية.

ومنذ ذلك العام أيضا مُنع الاعتكاف في المسجد الأقصى وكان يقتصر على ليلة القدر في شهر رمضان المبارك فقط.

الباحث في تاريخ القدس والمسجد الأقصى إيهاب الجلاد يذكر أن الاحتلال كان يمنع المصلين من الاعتكاف في الأقصى في غير ليلة القدر، وتراجع عن ذلك في أواخر التسعينيات عندما أصر المصلون على الصلاة والرباط في ساحات المسجد وعدم استسلامهم لاعتداء قوات الاحتلال عليهم، الأمر الذي دفع الاحتلال للنزول عن الشجرة والسماح بالاعتكاف في العشر الأواخر.

الأوقاف تحمل الاحتلال المسؤولية

وكان الشيخ عمر الكسواني حذر، امس الجمعة، من أن زيادة وتيرة الاقتحامات والتحريض من جماعات المستوطنين على تقديم القرابين في المسجد المبارك، سيزيد من حالة التوتر في القدس وفي كل فلسطين.

وقال الكسواني إن الاحتلال وجماعات المستوطنين يريدون من وراء هذه التوترات والتحريضات، استفزاز مشاعر المسلمين والتنغيص عليهم في شهر رمضان المبارك، الذي عادة ما يشهد توافدا لافتا من المسلمين إليه من كل فلسطين لأداء الصلاة في باحاته.

وحمل الكسواني حكومة الاحتلال كامل المسؤولية عن هذه الاستفزازات لمشاعر المسلمين سواء في القدس أو فلسطين عامة.

ويستهدف الاحتلال المقدسيين من خلال الاعتقالات والغرامات والإبعاد عن المسجد الأقصى، لأجل تركه لقمة سائغة أمام الأطماع الاستيطانية.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: