الاحتفاء بالتطبيع على أسوار القدس.. اعتراف بسيادة الاحتلال وإلغاء للحق الفلسطيني

الاحتفاء بالتطبيع على أسوار القدس.. اعتراف بسيادة الاحتلال وإلغاء للحق الفلسطيني

التطبيع على أسوار القدس

أثارت خطوة الاحتلال الإسرائيلي إضاءة أسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة بعلمي المغرب و”إسرائيل” احتفاءً بالتطبيع بينهما، موجة من الغضب والاستنكار الشديدين في صفوف المقدسيين، الذين اعتبروها تكريسًا للسيادة الإسرائيلية على المدينة المقدسة، وبيعًا لحق الفلسطينيين الثابت فيها.

ومساء الثلاثاء، وقعت المغرب و”إسرائيل” بالرباط، أربع اتفاقيات على هامش توقيع اتفاق استئناف العلاقات بين البلدين برعاية أمريكية، وسيتم افتتاح مكتب تمثيلي رسمي في “تل أبيب” بغضون أسبوعين تقريبًا.

واحتفاءً بتوقيع اتفاق التطبيع، أضاءت بلدية الاحتلال أسوار القدس القديمة مساء الأربعاء، بالعلمين المغربي والإسرائيلي، وتم كتابة كلمة “سلام” بثلاث لغات (العربية، العبرية والإنجليزية).

وقال رئيس بلدية الاحتلال موشيه ليون: “هذه خطوة سياسية مهمة وتاريخية أخرى لدولة إسرائيل، وأنا أهنئ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأشكره على اتفاق السلام هذا، أتمنى أن نتمكن من رؤية السائحين فور انتهاء أزمة كورونا”.

طعنة في خاصرة القدس

وتعليقًا على ما حدث، قال نائب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ ناجح بكيرات إن إضاءة أسوار القدس بعلمي المغرب والاحتلال شكل طعنة في خاصرة المدينة والمقاومة الفلسطينية، وعملية استدراج لسرقة القدس وتاريخها وحضارتها.

وأضاف بكيرات لوكالة “صفا” أن” اتفاقيات التطبيع تمثل أيضًا محاولة لاستدراج بعض الدول العربية نحو الهاوية، وهو بمثابة طُعم يقدمه الاحتلال لتلك الدول لأخذ ما يريده، وتوسيع نفوذه فيها، وبالإضافة إلى تحقيق هدفه بتضييع القضية الفلسطينية”.

وتابع “كنا نأمل أن تُضاء أسوار القدس بأعلام الدول العربية حاضنة المدينة وهي محررة من الاحتلال، وليست مُعزية لها، وأن تدخل من البوابة الحقيقية للمدينة، لا أن نشاهد تلك الأعلام تحت العلم الإسرائيلي”.

وأكد بكيرات رفضه القاطع للاحتفاء بالتطبيع على أسوار المدينة، معتبرًا أن ذلك يشكل خطورة كبيرة على قضية القدس، ويعطي الاحتلال ذريعة لأن يفعل ما يريد بحق المدينة وسكانها.

وأوضح أن التطبيع العربي مع “إسرائيل” دفعها للقيام بخطوات متسارعة واستباقية ضد القدس، وأن تتجرأ على سكانها، وشكل أيضًا تبرئة للاحتلال من جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، مبينًا أن الاحتلال ضرب بعرض الحائط كل القوانين الدولية.

وأما الباحث المختص في شؤون القدس زياد إبحيص، فاستنكر ما حدث، قائلًا: “هكذا يكون التطبيع إقرارًا بالسيادة الصهيونية على القدس، وبيعًا لحقنا الثابت فيها، وبيعًا للمسجد الأقصى المبارك”.

وأضاف أن “رئيس لجنة القدس يتخذ من الصهاينة وحدهم طريق إنارة راية المغرب على سور البلدة القديمة، ويكون كل ما قيل عن مصلحة فلسطين ومواصلة دعمها مجرد هراء”.

وتابع إن” لجنة القدس بذلك تكون قد باتت عمليًا لجنة لتسليمها، ولتكريس الراية الصهيونية على باب المغاربة المسلوب، والمفضي إلى حارة المغاربة المهدومة”.

وشكلت لجنة القدس التي يترأسها ملك المغرب محمد السادس، بتوصية من المؤتمر السادس لوزراء خارجية البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي عام 1975، بهدف حماية القدس الشريف، من خلال التصدي للمحاولات الإسرائيلية الرامية إلى طمس طابعها العربي الإسلامي.

تكريس للسيادة

ورأى الناشط المقدسي أمجد أبو عصب أن الاحتفاء بالتطبيع على أسوار القدس له أكثر من مغزى إسرائيلي، أولها إبراز السيادة الاحتلالية على المدينة، وتكريس شعار أن “الاحتلال هو صاحب الحق على الأرض”.

وأوضح أبو عصب في حديثه لوكالة “صفا” أن الاحتلال بهذا الإجراء، يستغل الانبطاح العربي ويسابق الزمن من أجل تهويد كل شيء بالمدينة وسلخها عن حقها العربي والإسلامي، ولتزوير التاريخ والهوية العربية.

وأضاف أن الاحتلال ينفق أموالا طائلة لتثبيت مشروعه بالمدينة عبر سلسلة إجراءات عنصرية، من بينهما حرمان الناس من دخول القدس، وتغيير أسماء الشوارع المقدسية وتهويدها وتغيير الواقع على الأرض، بالإضافة إلى تهويد سور القدس، ونصب كم هائل من الكاميرات والمجسمات لبث الدعايات المضللة حول المدينة.

استفزاز واضح

وأما الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب فيرى أن ما حدث يشكل استفزازًا لمشاعر المسلمين، وخاصة المقدسيين، كونهم يعارضون مثل هذه الخطوة وبشدة، وهي جزء من الحرب النفسية التي يشنها الاحتلال على القدس.

وأضاف لوكالة “صفا” أن الاحتلال يريد من خلال ذلك، إيصال رسالة مفادها بأن “هناك قبولا وتصريحا واضحا من الدول المطبعة، ومشاركة فعلية لإسرائيل على المقدسات بالمدينة، خاصة أن أسوار القدس عربية إسلامية وقريبة من المسجد الأقصى، كما يمثل تكريسًا للسيطرة على القدس، وكأنها لليهود وحدهم”.

بدوره، يرى المختص في شؤون القدس خالد زبارقة أن هذه الخطوة لها دلالات ورسائل، أولها أن” الاحتلال أراد إرسال رسالة بأن المغرب أصبح في الصف الإسرائيلي ومع الحقوق والإدعاءات الاحتلالية”.

وثانيًا: أرادت بلدية الاحتلال بإضاءة الأسوار بعلم المغرب، القول إن “المغرب تعترف بالسيادة الإسرائيلية على القدس وبلدتها القديمة، بما تحمله من معنى حضاري وديني وتاريخي وتراثي”.

وأضاف “كنا نتوقع أن تعود المغرب إلى القدس عودة الفاتحين المحررين للمدينة وحارة المغاربة التي هدمها الاحتلال بالكامل، لا باتفاقيات التطبيع المخزية”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: