البؤر الاستيطانية.. “وتد” المشروع الاستيطاني في الضفة

البؤر الاستيطانية.. “وتد” المشروع الاستيطاني في الضفة

منذ عام 2010 زاد عدد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية المحتلة بنسبة 42%، مع إضافة 75 بؤرة استيطانية على أراضي المواطنين الخاصة.

المعطيات التي أظهرتها دائرة الإحصاء الإسرائيلية بينت أن عدد البؤر الاستيطانية بلغت 150 بؤرة، بعد شرعنة حكومة الاحتلال 15 بؤرة جديدة.

ووفقًا لتحقيق أجراه مركز “بيتسيلم” لحقوق الإنسان، فإن عدد المستوطنين ارتفع في الضفة الغربية بنسبة 222% منذ عام 2000، بعد الحوافز التي تُقدّمها حكومة الاحتلال من أجل شراء منازل في المستوطنات.

التمسك بالبؤر

وقبل أسبوع استطاع مواطنون إزالة بؤرة استيطانية في منطقة جبل القوقرة شمالي قرية راس كركر غربي رام الله، بعد إقامة مستوطنين بيوتًا على الجبل.

ويقول رئيس مجلس قروي راس كركر راضي أبو فخيدة إن المستوطنين أقاموا قبل شهر ونصف بيوتًا على الجبل لتشكيل بؤرة استيطانية، وأمرت شرطة الاحتلال بإزالتها، إلا أن المستوطنين أعادوا بناءها قبل أن يقوم أهالي القرية بإزالتها قبل أسبوعين.

ويضيف أبو فخيدة لوكالة “صفا” أن المستوطنين أعادوا إقامة البيوت والتواجد في المكان على أعين قوات الاحتلال التي لم تحرك ساكنًا، ثم عاود أهالي القرية الجمعة الماضية إزالتها، وهو ما رد عليه جنود الاحتلال باحتجاز الأهالي.

ويشير أبو فخيدة إلى اقتحام قوات الاحتلال الليلة قبل الماضية منازل المواطنين الذين أزالوا البؤرة، واعتقال سبعة منهم، بينهم عضوان في المجلس القروي.

ويبين أن القرية محاطة بشبكة مستوطنات ولها منفذ وحيد من جهة الغرب، إلا أن المستوطنين أقاموا بؤرة على قمة جبل الريسان بحراسة قوات الاحتلال.

وبحسب أبو فخيدة، فإن إصرار المستوطنين على وضع بيوت في جبل القوقرة شمالًا، يهدف لمعرفة ردة فعل الأهالي، وبعدها سرقة المزيد من الأراضي لتوسيع البؤرة تمهيدا لإقامة مستوطنة.

أما الناشط محمد علوي من قرية دير جرير شرقًا فيقول إن المستوطنين أقاموا قبل أربعة أشهر بؤرة في منطقة الشرفة شرقا، ومنذ ذلك الحين شهدت القرية مسيرات ومواجهات إلى أن تم إزالة البؤرة من المنطقة قبل أيام.

ويكشف علوي لوكالة “صفا” أن المستوطنين بدأوا أمس بالعودة لإقامة بؤرة شرقي القرية تبعد عن الأولى أمتارًا قليلة، لضمان وجودهم في المكان والسيطرة عليه.

ويؤكد علوي أن منطقة الشرفة شريان القرية الرئيس من ناحية الزراعة والرعي والتنقل والتنزه.

لكنه يلفت إلى أن المنطقة تتبع لخزينة المملكة الأردنية وليست ملكًا شخصيًا، إلا أن المستوطنين يسعون جاهدين للسيطرة عليها بأي طريقة.

وينبه علوي إلى أن المستوطنين أصبحوا ينتهجون سياسة “الاستيطان الرعوي” باستغلال مئات الدونمات في رعي المواشي ومنع الأهالي من دخول مناطق شاسعة من الأراضي.

ويتطرق إلى قيام الأهالي بحراثتها وزراعتها إلا أن الاحتلال ينصب حواجز على بعد مئات الأمتار من المنطقة، كي يمنع المواطنين من دخولها وتبقى حكرا على المستوطنين.

لعب أدوار

ويعزز المستوطنون وجودهم في الضفة الغربية من خلال تشريعات حكومية وتنفيذ عسكري، ودعم جمعيات استيطانية.

ويقول الخبير في شؤون الاستيطان صلاح الخواجا إن الاحتلال زرع خلال الأشهر الأخيرة 28 بؤرة استيطانية تركزت في مناطق جنوبي نابلس وشرقي رام الله وسلفيت ومناطق أخرى من الضفة.

ويوضح الخواجا لوكالة “صفا” أن البؤر الاستيطانية خطة ممنهجة مدعومة بقرار حكومة الاحتلال ودور الجيش وجمعيات الاستيطان، إضافة إلى المحكمة الإسرائيلية لتشريع الاستيطان وتعزيزه “بالقانون”، وجميعها تلعب دورًا في دعم الاستيطان والمستوطنين بما فيه الكنيست الإسرائيلي.

ويؤكد الخواجا أن انتشار البؤر بشكل كبير مقدمة لضم المزيد من الأراضي وإحكام السيطرة على مناطق الضفة.

لكنه ينوه إلى أن المسيرات والهبات الشعبية أنهت كثيرًا من الظواهر والتمدد الاستيطاني، إلا أن حكومة الاحتلال تُجنّد كل الإمكانيات لتعزيز وجود المستوطنين، وفي كل مرة يحاول الفلسطينيون طرد المستوطنين يتم إعادة بناء البؤر بدعم جمعيات الاستيطان بحماية الجيش، ما يجعل الصراع مستمرًا.

ويرى الخواجا أن الوسيلة الوحيدة للرد على المستوطنين وإقامة البؤر هو بالكفاح واستمرار المواجهة واستغلال الأراضي والتواجد فيها.

صفا

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: