الخلل ليس بجسدي ولكنّه..!!

الخلل ليس بجسدي ولكنّه..!!

الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)

نشرة فاعتبروا (252)

  • يقول الدكتور ابراهيم الفقي: الخلل ليس بجسدي ولكنه بقلبي، فحينما أقف للعمل بالساعات الطويلة فإن جسدي يتحمل، وحينما أصلي أقرأ قصار السور لأنهي الصلاة، مع أنّ جسدي قادرعلى أن أقف وأصلي، لكنّ قلبي ليس بقادر،الخلل ليس بجسدي ولكنه بقلبي.
  • كم مرة سهرت على أتفه الأمور، ويمكنني قيام الليل ولكن قلبي لا يستطيع، لأنه نام من إرهاق السهر، وكم أيقظت أبنائي للمدرسة مبكرًا طوال مسيرتهم الدراسية، وفشلت بأن أوقظهم لصلاة الفجر، بل وقد فشلت في إيقاظ نفسي، فالخلل ليس بجسدي ولكنه بقلبي.
  • إن مشكلتي ليست أني لا أستطيع الاستيقاظ مبكرًا، بل إن قلبي فيه خلل، فهو لا يصحو لله ولكنه يصحو لأمور الدنيا، آه وألف آه!! كيف أعالج قلبي؟؟!! ها أنا أجلس الساعات الطوال لأطّلع على أخبار الدنيا وقيل وقال، وأعجزعن الجلوس نصف ساعة لقراءة القرآن.
  • حينما أحفظ دروسي جيدا وأذهب للامتحان لأنجح به، وأنسى أني في طريقي للامتحان قد أموت لِأُمُتحن بمادة أخرى، قصرت بها طوال حياتي، وقد خُلقت من أجلها ألا وهي طاعة الله، وحينما أجد وقتًا لأستحم وآكل وأعمل وأدرس وأتحدث وأضحك؛ فإن العلة ليست بأني لا أجد وقتًا للطاعات ولكن قلبي الخرب لا يمتلك وقتًا ليفكر بالطاعات.
  • المشكلة ليست أننا لا نستطيع، فالله لا يكلفنا إلا بما نستطيع، لكن قلوبنا لا تستطيع، لأن تعلقنا بالحياة والدوران حول مطالب أجسادنا قد أفسد قلوبنا، وحتى تصلح لا بد من إعادة التناغم بين إيمان القلب وعمل الجوارح، والقلب مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله.
  • ولإصلاح القلوب لابد من التوبة أولا والثبات عليها، وإعمارها بالتقوى والبعد عن الذنوب، وغسلها بدموع الندم، واستحضار المعبود، وتلمس أحسن المقصد؟ فليس كل مصلٍ متعبد، ولا كل صائمٍ بزاهد، ولا كل باكٍ بخاشع، ولا كل متصوفٍ بصاف. 

حديث شريف

  • قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا، وإنَّ مِن أبغضِكُم إليَّ وأبعدِكُم منِّي يومَ القيامةِ الثَّرثارونَ والمتشدِّقونَ والمتفَيهِقونَ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، قد علِمنا الثَّرثارينَ والمتشدِّقينَ فما المتفَيهقونَ؟ قالَ: المتَكَبِّرونَ”.

هل هذا هو الزمان المقصود؟؟!

  • يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “يأتي على الناس زمان لا يبقى فيه من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، علماؤهم شر مَنْ تحت أديم السماء، مِنْ عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود “.
Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: