عمّان – البوصلة
أكد الدكتور أحمد الشحروري في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّ “الاستقلال هو أن تنفرد الدول بإدارة نفسها بطاقاتها الذاتية سياسيا وثقافيا واقتصاديا وعسكريا، بعيدا عن هيمنة الأغيار، وعن الارتهان لمصالح المستعمر السابق أو سواه”، مشددًا في الوقت ذاته على أنّ المحافظة على أنّ الفرح باستقلالنا والمحافظة عليه من الواجبات الدينية.
ونوه إلى أنّه لا يخرق الاستقلال تعامل الدولة مع سواها من الدول لتحقيق مصالح مشتركة لا يؤدي تحقيقها إلى تبعية من أي نوع ولا يدفع ثمنها من الإساءة لحاضر الأمة أو مستقبلها على السواء .
وشدد على أنّ الاستقلال يكون حينما يكون كل مسؤولٍ في البلد مستعد للتضحية بكل مكتسباته الشخصية في سبيل ذلك.
ولفت إلى أنّ “الاستقلال أن تأكل مما تزرع وأن تلبس مما تصنع ، وألا يملك مفتاح سعادتك أحد سواك”، مشيرًا إلى أنّ “الاستقلال أن يكون رأيك من رأسك، وألاّ تكون يد غيرك فوق يدك، فإن صاحب اليد العليا عزيز”.وأوضح أنّ الاستقلال أن تربي جيلا يعتز بإرثه الثقافي ولا يستورد ثقافة الأغيار سعيا وراء تقليد المغلوب للغالب، مؤكدًا في الوقت ذاته على أنّ “الاستقلال أن لا تسجد إلا لله وألا تركع في محراب أحد سواه”.

وتابع الشحروري بالقول: من لا يفرح باستقلاله وحريته؟، ومن منا ليس من واجبه العمل على حراسة استقلاله من العابثين؟
وقال: نعم، الفرح بالاستقلال ليس مشروعا فحسب، بل هو واجب شعوري، وكل من يعبث باستقلال أمته خصم ، ولو كان يعبث جهلا بغير علم ، ومطلوب أن يؤخذ على يده حتى لا يكون ذريعة لغرق ثقافي أو اقتصادي أو وجودي.
وأكد أنّ “الوحدة بين المستقلين ذراع فاعل يدعم استقلالهم ويمنع تفسّخهم وغياب أثرهم الإيجابي في الحياة”.
هكذا نحمي الاستقلال
ووجه الشحروري عدة رسائل هامّة في ظل ذكرى الاستقلال مؤكدًا أنّنا نحمي استقلالنا عبر زرع المحبة في النفوس، وتمكين المفكرين من التعبير عما يجول في خواطرهم من غير فتح باب فتنة ولا إحياء لكراهية الذات.
ولفت إلى أنّ حماية الاستقلال تكون بتعرية العدوّ وعدم مجاملته وعدم الحرج من فضح مؤامراته، والحرص على اقتصاد قوي يحمي من التبعية لأحد صديقا كان أم عدوا ، حرصا على فكر حرّ ، فالتبعية الفكرية أخطر عدو للاستقلال.
وشدد على أنّ حماية الاستقلال تكون كذلك بالإيمان أن من حق غيرنا أن يخالفنا في سبيل حماية استقلالنا، فلا حماية للاستقلال من غير جهد فكري جمعي مستنير غير منغلق.
الأردن أملنا
وقال الشحروري: بتاريخ ١٩٤٦/٥/٢٥ ذكرى استقلال الأردن والمناداة به مملكة أردنية هاشمية، تم الإعلان عن استقلال شرق الأردن دون غربه، وبقي غرب الأردن تحت الانتداب البريطاني، ثم انتقل إلى مظلة احتلال آخر ،وما زال ينتظر استقلاله.
وأكد على أنّ “استقلال أي أرض عربية هو نصر للعرب، والمسلمين جميعا، يجب أن يحافظوا عليه جميعا”.
ولفت إلى أنّ “علاقة الأردن الحديث بالمحتل السابق ليست مرهونة بالضرورة بالفعل التاريخي المعتدي، وللأردن أن يبني من العلاقات السياسية والدبلوماسية ما شاء مع من شاء ما دام ذلك في مصلحته القطعية.
وأضاف الشحروري أنّ “الحديث عن الأمس القريب ليس استدعاء لعداوة أحد، لكنه استجلاب للعبر والدروس، وإطلاع للجيل الجديد على كل مفيد من دروس التاريخ والجغرافيا”.
وأشار إلى أنّ “التذكير بمبادئ احتلال المحتل زمن احتلاله ليس شتما له إنما هو توصيف لما كان عليه من حال، خصوصا إذا كانت سياساته المعاصرة لم تختلف عما كان”.
وأكد الشحروري أنّ “الأردن هو أملنا وهمنا وسندنا وأرضنا وعرضنا وحاضرنا ومستقبلنا، وهو الذي لا يكون قويا إلا بإخوانه، ولا عزيزا إلا بمدد جيرانه، ولا سيدا إلا بتأهيل أجياله”.
وختم حديثه لـ “البوصلة” بالقول: “مبارك لكل من فرح بالاستقلال، فالحُرّ لا يتردد في المحافظة على استقلاله فهي من الواجبات الدينية، والحمد لله في الأولى والآخرة”.
(البوصلة)