العكايلة يطالب الحكومة بـ “حظر منظم” مع تدابير صحية مشددة

العكايلة يطالب الحكومة بـ “حظر منظم” مع تدابير صحية مشددة

عمان – البوصلة

وجه رئيس كتلة الإصلاح النيابية الدكتور عبدالله العكايلة رسالة إلى رئيس الوزراء يطالبه فيها بالتراجع عن قرار فرض حظر التجول الذي فرضته الحكومة بشكلٍ مفاجئ قبل أن يتزود المواطنون باحتياجاتهم.

ودعا العكايلة في رسالته التي وصل “البوصلة” نسخة منها، الحكومة أن تعيد النظر وعلى عجل في قرار حظر التجول الذي بدأ يوم السبت 21، ليكون حظرا منظما يسمح بانسياب فردي من حيث كثافة التدفق البشري، ومن حيث التوقيت الملائم، ويمنع التجول الجماعي بأي شكل، مع التشديد على التدابير الصحية، ومنع التجمعات بكل أشكالها ومؤسساتها، والتزام المواطنين ارتداء الكمامات والعوازل الوقائية لليدين.

ونوه إلى أن “الآلية التي أعلنتها الحكومة لتزويد المواطنين بالحاجات الأساسية من الخبز والماء والحليب والمحروقات لن تكون فاعلة ولا كافية، فالناس يحتاجون قائمة طويلة من السلع الضرورية، ضرورة الخبز والماء، فالمنظفات والأوراق الصحية والمعقمات، تحتل نفس أهمية الخضار والفواكه واللحوم وبقية المواد الغذائية، فكيف للحكومة أن تزود كل بيت بكل مستلزمات معيشته، والتي تشكل قائمة طويلة اصبحت كلها اليوم ضرورية”.

وقال العكايلة مخاطبا رئيس الوزراء: لا ترهق أجهزة الدولة العسكرية والأمنية والصحية وكوادرها البشرية في مهمة لا يمكن لها أن تقدم فيها لعشرة ملايين مواطن احتياجاتهم وهم محبوسون في منازلهم.

ووجه الشكر للحكومة على الجهود المميزة التي قدمتها، وللقوات المسلحة والأجهزة الأمنية والكوادر الطبية وكل الهيئات والمؤسسات وجميع الذين هبوا للدفاع عن الوطن العزيز وعن هذا الشعب الأبي، كل حسب موقعه.

كما وجه رسالة للأردنيين قائلا: الشعب الأردني العزيز الأبي الصابر المحتسب، الذي اعتاد الأزمات منهجا في مسيرته، وضنك المعيشة نمطا طبيعيا في حياته، فأقول لهم ما قال ربنا رب العزة جل وعلا : ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) صدق الله العظيم، وأقول لهم ما أمرنا رسولنا الكريم باستحضاره : ( واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك ).

وتاليا النص الكامل للرسالة:

رسالة د. عبد الله العكايلة التي وجهها اليوم الى رئيس الوزراء     

 بسم الله الرحمن الرحيم

دولة رئيس الوزراء المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته … وبعد

في ظل هذه الجائحة التي تجتاح العالم بأسره ويتعرض لها بلدنا العزيز وشعبنا الأبي الصابر الذي أصبحت مواجهة الأزمات نهجا مستمرا في حياته، نجد أنفسنا ملزمين بالتعامل مع هذا الظرف الاستثنائي، بكل الوسائل الناجعة، لدرء خطر هذا الوباء ومحاصرته، والخروج من الأزمة بأقل الخسائر، لقد كانت جهود الحكومة في التعامل مع هذه الأزمة جهودا مشكورة، وفعالة على صعيد التدابير الصحية والاقتصادية، وكانت الأمور تسير سيرا محمودا، وفي الاتجاه الصحيح، إلى أن وقع الخطأ الفادح حين أعلنت الحكومة عن قرارها بفرض حظر التجول فجأة ودون منح الناس مهلة كافية، الأمر الذي دفع بالكتل البشرية إلى التزاحم غير المسبوق على محلات التسوق، للتزود بالمستلزمات الغذائية والصحية، وكل المستلزمات المعيشية، فوقع المحذور، الذي من أجله جاء قرار حظر التجول، حيث كانت التجمعات البشرية تتدافع على هيئة كتل متلاحقة متلاصقة، لتكون أجواء العدوى وانتقال الفيروس مهيأة على نطاق واسع.

إنني أدعو الحكومة وعلى عجل إلى إعادة النظر في قرار حظر التجول الذي بدأ يوم السبت 21/3/2020م، ليكون حظرا منظما يسمح بانسياب فردي من حيث كثافة التدفق البشري، ومن حيث التوقيت الملائم، ويمنع التجول الجماعي بأي شكل، مع التشديد على التدابير الصحية، ومنع التجمعات بكل أشكالها ومؤسساتها، والتزام المواطنين ارتداء الكمامات والعوازل الوقائية لليدين، والعينين إن لزم، ملتزمين بترك مسافات آمنة بينهم أثناء التسوق، والعودة مباشرة إلى منازلهم حين الانتهاء مباشرة من عمليات التسوق، وتكليف القوات المسلحة، والأجهزة الأمنية بمراقبة سير ذلك، بدلا من تكليفها بآلية مرهقة، وغير فاعلة في تحقيق هدف العزل وعدم الإختلاط، لا بل مستقطبة لاندفاع الناس، واختلاطهم أثناء تهافتهم وتزاحمهم على حافلات توزيع الخبز والماء في الأحياء، كما شاهدنا في منظر مرعب في عدد من الحالات في أول أيام التجربة، هذا مع استنفار الجمعيات الخيرية ولجان الزكاة ومؤسسات المجتمع المدني كافة، من اجل تقديم المعونات العينية والمادية الضرورية للأسر والعائلات كل حسب منطقته ودائرة إمكانية وصوله وبشكل يضمن مراعاة التدابير الصحية الصارمة، كما توسع المحلات التجارية ومراكز التسوق على اختلاف أحجامها خدمة التوصيل المنزلي إلى المواطنين.

إن الآلية التي أعلنتها الحكومة لتزويد المواطنين بالحاجات الأساسية من الخبز والماء والحليب والمحروقات لن تكون فاعلة ولا كافية، فالناس يحتاجون قائمة طويلة من السلع الضرورية، ضرورة الخبز والماء، فالمنظفات والأوراق الصحية والمعقمات، تحتل نفس أهمية الخضار والفواكه واللحوم وبقية المواد الغذائية، فكيف للحكومة أن تزود كل بيت بكل مستلزمات معيشته، والتي تشكل قائمة طويلة اصبحت كلها اليوم ضرورية.

إن خروج المواطن بشكل فردي وبانسياب سلس للتزود باحتياجاته، أكثر أمانا وأحوط للتدابير الصحية الوقائية من اندفاع الناس، وهجومهم بشكل جماعي على حافلات توزيع الخبز والماء في الأحياء واختلاطهم، وهدم كل التدابير التي قام حظر التجول من أجلها، ناهيك عن قصور هذه الآلية عن توفير هذا الحد الأدنى من الاحتياجات المعيشية، وإيصالها لكل المواطنين.

إن الحظر هو حبس للمواطن عن احتياجاته المعيشية التي لا يصبر على الحرمان منها طويلا، ناهيك عن الضغط النفسي الذي يجتاح المواطن في فترة الحظر، والذي له ما له من دور فاعل في زعزعة معنوياته، وبث القلق والخوف في نفسه، مما ينعكس سلبا على مناعته في مواجهة هذا الفيروس، أو مواجهة غيره من الميكروبات.

إن الحظر بهذه الطريقة وبشكل متواصل دون فترات انقطاع وفي غياب آليات فاعلة وكافية لإيصال حاجات الناس التي أشرنا إليها إلى منازلهم، إنما هو في واقع الحال حشد تراكمي، وتعبئة متنامية ومتواصلة، وتهيئة للاندفاع نحو الجمهرة، والتجمعات البشرية والانفلات الجماعي غير الواعي نحو حافلات توزيع الاحتياجات، إضافة إلى ظهور حالات كسر الحظر، والتمرد والخروج القسري تحت ضغط الحاجات، والافتقار إليها، وسعيا للاستحواذ عليها، تحت شعور استمرار الحظر، أو الحصار كما يحس به المواطن، وحدوث مالا تحمد عقباه من حالات السلوك العدواني بالسطو والتكسير والنهب لما في المحلات التجارية، من مخزون من مختلف السلع والاحتياجات، الأمر الذي سيحولنا لا سمح الله إلى مواجهة الدولة وأجهزتها للشعب، بدلا من اصطفافنا جميعا في مواجهة هذا الوباء.

دولة الرئيس ،،،،

لا ترهق أجهزة الدولة العسكرية والأمنية والصحية وكوادرها البشرية في مهمة لا يمكن لها أن تقدم فيها لعشرة ملايين مواطن احتياجاتهم وهم محبوسون في منازلهم، مهما كانت إمكانات الدولة وطاقاتها المالية والبشرية، فالقائمون على التزويد ستستنزف هذه المهمة طاقاتهم، والمتلقون للحاجات سيندفعون بلا هوادة ولا وعي نحو حافلات التزويد، الأمر الذي يفقد العملية باسرها والآلية بكل ما أعد لها الهدف الذي قامت من أجل تحقيقه، وهو الحيلولة دون الجمهرة والتجمعات التي تسهل عملية انتشار فيروس هذا الوباء بيسر وسهولة.

دولة الرئيس ،،،

وفي ثنايا شكري للحكومة على الجهود المميزة التي قدمتها وفق أقصى إمكاناتها وطاقاتها، فإنني أتوجه إلى قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية وكوادرنا الطبية وكل الهيئات والمؤسسات وجميع الذين هبوا للدفاع عن الوطن العزيز وعن هذا الشعب الأبي، كل حسب موقعه وطبيعة مهمته، وإمكاناته، ومساهماته، أتوجه لهم جميعا بالشكر والعرفان والإجلال، فجزاهم الله عنا وعن الشعب خير الجزاء الذي يستحقون.

أما الشعب الأردني العزيز الأبي الصابر المحتسب، الذي اعتاد الأزمات منهجا في مسيرته، وضنك المعيشة نمطا طبيعيا في حياته، فأقول لهم ما قال ربنا رب العزة جل وعلا : ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) صدق الله العظيم، وأقول لهم ما أمرنا رسولنا الكريم باستحضاره : ( واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك ) وعليه فإن المؤمن يستند إلى هذه القاعدة الربانية من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فلا يقلق، ولا يخاف، ولا يفزع، ولا يهلع، لا بل يشتد أزره بهذه القاعدة الربانية، وترتفع معنوياته ، وتعلو همته، ويقوى جهاز مناعته نفسيا وجسديا فيهزم هذا الفيروس، ويهزم ما هو أشد منه ضراوة واكثر خطورة، مع الأخذ بالأسباب والتدابير الوقائية الصحية، فهي لا تنفك لا بل تلتحم التحاما عضويا مع التوكل على الله، وكل التعليمات الرسمية الصادرة في هذا المجال تقع في دائرة انفاذ مقاصد شرع الله في مجال حفظ النفس.

حمى الله بلدنا وشعبنا وأمتنا والبشرية جمعاء من هذا الوباء، سائلين الله عز وجل بقدرته التي هي بين الكاف والنون أن يصرف هذا الوباء، وينزع منه سمة الداء والعلة والإيذاء، ويلهم المختصين في هذا المجال إلى سرعة الوصول للمصل الواقي منه والى العلاج الشافي له.

إنه نعم المولى ونعم المجيب وهو على ما يشاء قدير

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

د. عبدالله العكايلة

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: