العلماء يحذّرون.. الاستهانة بآثار التعدين في أعماق البحار عاقبتها كارثية

العلماء يحذّرون.. الاستهانة بآثار التعدين في أعماق البحار عاقبتها كارثية

قاع البحار

أعماق البحار والمحيطات التي تقل عن 200 متر، تشكل أكثر من 90% من المحيط الحيوي، وتؤوي النظم البيئية الأكثر بعدا وتطرفا على هذا الكوكب، وتدعم التنوع البيولوجي وخدمات النظم البيئية ذات الأهمية العالمية.

وتسعى ورقة بحثية جديدة عن آثار التعدين في قاع البحار العميقة، مقدمة من 13 من علماء الأحياء المتخصصين في أعماق البحار، نشرت في دورية “تريندس إن إيكولوجي آند إيفوليوشن” (Trends in Ecology & Evolution) في 31 يوليو/تموز الماضي، إلى تبديد المفاهيم العلمية الخاطئة التي أدت إلى سوء تقدير الآثار المحتملة لعمليات استخراج المعادن من قاع البحر.

استهانة ومفاهيم خاطئة

يقول قائد الفريق البحثي كريغ سميث أستاذ علم المحيطات بجامعة هاواي في مانوا (University of Hawaii at Manoa) -في البيان الذي أصدرته الجامعة- “كفريق من علماء بيئة أعماق البحار، شعرنا بالقلق من المفاهيم الخاطئة الموجودة في الأدبيات العلمية التي تناقش الآثار المحتملة للتعدين في قاع البحار”.

ويضيف “لقد وجدنا تقديرا أقل لآثار التعدين، وفهما ضعيفا لحساسية النظم الإيكولوجية في أعماق البحار والتنوع البيولوجي فيها، ولقدرتها على التعافي من آثار التعدين”.

ومن ثم، رأى المؤلفون أن من الضروري تبديد تلك المفاهيم الخاطئة وإبراز ما هو معروف وغير معروف عن آثار التعدين في قاع البحار.

وبالإضافة إلى آثار التعدين وأنشطة الاستخراج على النظم البيئية في المياه، كما هو مفصل في دراسة أخرى بقيادة جامعة هاواي نُشرت في يوليو/تموز الماضي، يؤكد سميث والمؤلفون المشاركون أن التعدين في قاع البحار العميقة سيؤدي إلى تدمير دائم لموائل ومجتمعات الكائنات.

نظم إيكولوجية حساسة

ويقول سميث “خلاصة القول هي أن العديد من النظم الإيكولوجية في أعماق البحار ستكون حساسة للغاية للتعدين في قاع البحر، ومن المرجح أن تتأثر على نطاقات أكبر بكثير مما تتوقعه اهتمامات التعدين، وأن خسائر التنوع البيولوجي المحلية والإقليمية محتملة، مع احتمال انقراض الأنواع”.

ومع ذلك، لن يتم فهم نطاق آثار التعدين بشكل جيد حتى يتم إجراء عملية تعدين واسعة النطاق لسنوات. ووفقا للمؤلفين، لا يمكن محاكاة النطاق الجغرافي وحساسيات النظام البيئي للاضطراب الناتج عن التعدين الذي يحدث بشكل مستمر لعقود، أو دراستها بفعالية على نطاق أصغر.

ويضيف سميث “جميع عمليات المحاكاة التي أجريت حتى الآن لا تقترب من تكرار النطاق المكاني، وكثافة ومدة التعدين على نطاق واسع. علاوة على ذلك، تستخدم النماذج الحاسوبية حساسيات النظام الإيكولوجي المستمدة من مجتمعات المياه الضحلة التي تعاني من مستويات أعلى من التعكر ودفن الرواسب في ظل الظروف الطبيعية، مقارنة بمجتمعات أعماق البحار المستهدفة للتعدين”.

منطقة بحجم إسبانيا

الاهتمام بالتعدين في قيعان البحار العميقة بحثا عن النحاس والكوبالت والزنك والمنغنيز والمعادن الثمينة الأخرى، كان قد زاد بشكل كبير في العقد الماضي، ومن المتوقع أن تبدأ أنشطة التعدين قريبا. وسيتركز جزء كبير من التعدين المخطط له في المحيط الهادي، بالقرب من هاواي، وبالقرب من جزر المحيط الهادي.

ومن المحتمل أن تعاني هاواي وجزر المحيط الهادي بشكل خاص من آثار بيئية سلبية، ولكنها قد تستفيد اقتصاديا من التعدين في قيعان البحار العميقة، مما يخلق الحاجة إلى فهم الآثار المختلفة لهذا التعدين.

يقول سميث “قد يؤثر التعدين في مناطق العُقيدات المتعددة المعادن (polymetallic nodules) في نهاية المطاف على 500 ألف كيلومتر مربع من قاع البحر العميق في المحيط الهادي، وهي منطقة بحجم إسبانيا، وربما ينتج عنها أكبر أثر بيئي لنشاط استخراجي واحد للبشر”.

في النهاية، يهدف الباحثون إلى العمل بشكل وثيق مع المنظمين والمجتمع للمساعدة في إدارة التعدين في قاع البحار العميقة، والتأكيد على الحاجة إلى التأني في التعدين في قاع البحار حتى يتم تقدير التأثيرات بشكل كامل.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: