الغنوشي يرد على دعوة قيادات طالبته بعدم الترشح لرئاسة “النهضة” مجددا

الغنوشي يرد على دعوة قيادات طالبته بعدم الترشح لرئاسة “النهضة” مجددا

رد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، على رسالة المائة قيادي التي دعته للإعلان رسميا وصراحة عن عدم نيته ترؤس الحركة في المؤتمر المقبل، بعد دورتين متتاليتين، وفق ما يقتضيه النظام الداخلي للحركة.

وذكر الغنوشي، بحسب الرسالة، أنه تسلم رسالة من عدد من قياديي حركة النهضة، تدعوه إلى الإعلان أنه غير معني بالقيادة، مبينا أن “الجيد في الرسالة أن نسيجها اللغوي جيد ومطرد بمفاهيم الديمقراطية والإسلام”، متسائلا: “هل من لوازم الديمقراطية تغيير القيادات بقطع النظر إن كانوا أصابوا أم لا؟”، مضيفا أن “هناك خلطا متعمدا بين مقتضيات مجالين مختلفين، وهما مجال الحزب ومجال الدولة. فتحديد المدة بدورتين معروف في رئاسة الدول الديمقراطية، أما ديمقراطية الأحزاب فالتداول المعروف فيها يتحقق بالتجديد الدوري أو عدمه لقياداتها، عبر عمليات انتخابية دورية نزيهة تبنى على تقويمات موضوعية للأداء، فيجدد للبعض دون حد إذا كان حكم المؤسسات على الأداء إيجابيا، فيدعى أو يعفى إذا كان الحكم على الأداء سلبيا”.

وأشار الرد إلى أن “الأحزاب تستثمر في قياداتها الناجحة، فتدفعها إلى الأعلى حتى تنتقل مقبوليتها من الأداء الحزبي إلى المستوى الوطني، وحتى أوسع”، مشيرا إلى أن “التداول يتم عبر التقييمات المستمرة للأداء وعبر الانتخابات الدورية، وهو أمر معروف في التجربة الحزبية وفِي المحاضن التاريخية للتجربة الحزبية الديمقراطية”.

وأفاد بأن “الذين يتغطون بالديمقراطية لفرض وصايتهم على المؤتمر 11 لحركة النهضة، بشروط إقصائية مسبقة لا ديمقراطية، لعله يتحقق بهذا ما عجزوا عنه في المؤتمر السابق من استبعاد زعيم الحركة، وفِي ذلك خلط شنيع بين مبدأ التداول عبر التجديد والانتخابات الدورية النزيهة”. 

وقال عضو المكتب التنفيذي في حركة النهضة، خليل البرعومي إن المكتب التنفيذي للحركة سيجتمع مساء اليوم لمزيد من التثبت ومناقشة الأمر، خاصة وأنه لم يردهم حد اللحظة رد رسمي على الرسالة، مبينا أنه سيتم مناقشة الرسالة التي نشرها الـ100 قيادي، مؤكدا أن “الرسالة الواردة من قبل عدد من قيادات حركة النهضة تتمثل في إطار حراك داخل الحركة، خاصة وأن هذا النقاش طرح وتعزز بعد انتخاب لجنتي الإعداد المادي والمضموني، والمنتخبة من مجلس شورى النهضة، والتي تعد لمؤتمر الحركة”.

وبين البرعومي أن “الموقعين على الرسالة اختاروا التعبير عن فكرة وحيدة، رغم أن هناك عدة أفكار تتعلق بتطوير الحزب وعصرنته، وتجديده على مستوى فكري وسياسي، وتقديم رؤية اقتصادية بعيدا عن الأشخاص ومعركة المواقع”، مضيفا أنه “بعد تحديد الخطوط العريضة لملامح الحزب خلال الأعوام القادمة، ساعتها يمكن الحديث عن القيادة ورئيس الحركة ورئيس مجلس الشورى”.

وأشار إلى أن “ما طرح رأي من الآراء، ويؤمل أن يناقش بعمق في لجنة الإعداد المضموني، بعيدا عن أن يكون وسيلة للضغط ومصادرة لحق المؤتمرين في تقرير مصيرهم، فالمؤتمر سيد نفسه، فيه تقدم الأفكار وتناقش، ويتم التصويت والتداول على الحركة عبر آلية الانتخاب”، مؤكدا أن “من حق مطلقي الرسالة التعبير عن رأيهم،  ولكنْ هناك أُطر رسمية لمناقشتها، وهناك عدة أفكار، بعضها ترى أنه لا بد من التجديد، وأخرى مع ضرورة التجديد في كل المواقع، وهناك من يدعو للمراكمة عبر تجارب  القيادات السابقة، وهناك من يرى أن المؤتمر يحسم، وبالتالي كل الأفكار مطروحة، وإخراج بعض المواضيع ومشاغل حركة النهضة للرأي العام دليل على أنها تدار تحت الضوء وفِي الرأي العام، وهو ما يجعل الحزب يتطور ويكون قريبا من مشاغل التونسيين، دون أن تكون هذه العرائض وسيلة للضغط أو التأثير أو مصادرة حقهم”.

وقال رئيس الكتلة البرلمانية لحركة النهضة، نور الدين البحيري، إن المسؤوليات داخل الحركة هي “نتاج عملية ديمقراطية وإرادة جماعية لأبناء الحركة”، مبينا أن “آخر مؤتمر للحركة شارك فيه نحو 1000 مناضل، ومتوقع أن يرتفع العدد في المؤتمر المقبل، والنهضة تبقى في حركيّة، ومن حق أي قيادي من الصف الأول أو أي موقع التعبير عن رأيه، ولكن ليس من حق أي عضو مصادرة حق المؤتمرين في الاختيار”، مشيرا إلى أن “أصحاب الرآي المخالف ليسوا بحاجة إلى توجيه رسائل، وكل القضايا من مشمولات لجان الحركة، وخاصة اللجنة المضمونية، لأن في ذلك محاولة لاستباق أعمال اللجان”.

وبين البحيري أنه “يجب انتظار المؤتمر، وهو سيد نفسه، وصاحب القرار والخيار في التعاطي مع هذا الأمر، مع الاستمرار في نهج التشارك والتعاون بين الجميع مهما كانت النتائج”، مبينا أن “خيار قيادة الحركة يكون عبر التوافق والتشاور، وأن “من حق أي عضو التعبير عن رأيه رغم توقيت لائحة  الـ100، والذي قد يسبب لبسا في هذا الظرف، ومع التجاذبات في مجلس نواب الشعب”، مؤكدا أن “النهضة خاضت العديد من المعارك، وواجهت عدة لوائح ضدها، وهي تتعامل بديمقراطية مع الرسالة، ولكن كل الآراء تحترم ولا تفسد للود قضية”. 

(العربي الجديد)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: