الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)
نشرة فاعتبروا (236)
- الوقف هو حبس عين المال وتسبيل منفعته؛ طلبًا للأجر، فمن آثار الرحمة في المجتمع التعاون بينهم، وإيجاد أوقاف مختلفة، مثل “وقف الزوجات الغاضبات”، وهو بيت يُعدُّ فيه الطعام والشراب، تذهب إليه الزوجة التي يقع بينها وبين زوجها نفور، وتظل آكلة شاربة إلى أن تصفو النفوس، فتعود إلى بيت الزوجية من جديد.
- وقف الأواني المكسورة، وهو شراء زبادي من الخزف الصيني، فكلُّ خادم كُسرت آنيته، يذهب إلى الوقف فيترك المكسور، ويأخذ صحيحًا، وبهذا ينجو من العقوبة.
- وقف الكلاب الضالة، وهو وقف يُنفق من ريعه على إطعام الكلاب التي ليس لها صاحب، استنقاذًا لها من عذاب الجوع، حتى تستريح بالموت. ثم وقف الأعراس وهو لإعارة الحلي في الأعراس للفقراء، ثم يعيدونها، حتى يكتمل الشعور بالفرح.
- ثم وقف مؤنس المرضى، وهو وقف يُنفق منه على أصحاب الصوت الرخيم وحسن الأداء، فيرتلون القصائد الدينية حتى مطلع الفجر، للتخفيف عن المريض الذي ليس له من يخفف عنه، وإيناس الغريب الذي ليس له من يؤنسه.
- وقف خداع المريض، ويتم من خلاله تكليف ممرضين أن يقفا قريبًا من المريض، بحيث لا يراهما، فيقول أحدهما إن طبيبه يقول: أنه لا بأس فيه، فهو مرجو البرء، ولا يوجد في علته ما يُشغل البال، وربما نهض من مرضه بعد يومين أو ثلاثة أيام.
العز في تقوى الله
- لما قدم الإمام الشافعي مصر، قالوا له: إن أردت أن تسكن البلد فليكن لك قوتُ سنةٍ ومجلسٌ من السلطان تتَعزَّز به، فقال لهم الشافعي: من لم تُعزه التقوى فلا عزّ له، ولقد وُلدت بغزة، ورُبيت بالحجاز، وما عندنا قوت ليلةٍ، وما بتنا بفضل الله جياعًا قط!
قد تجاوزنا الحد يا بني
- من العادات العثمانية القديمة؛ أنه عندما كان يسُأل كبار السن، الذين هم فوق سن 63 عن سنهم في زمن الدولة العثمانية، كانوا يعدّون عارًا أن يقولوا إن سنهم فوق سن النبي صلى الله عليه وسلّم، أدبًا واحترامًا وتعظيماً له فكانوا يجيبون: لقد تجاوزنا الحدّ يا بُنيّ.