بؤر مواجهات تتوسع لتحرك المياه الراكدة بالضفة

بؤر مواجهات تتوسع لتحرك المياه الراكدة بالضفة

على وقع مواجهات باتت تتكرر كل يوم، منذ الإعلان عن “صفقة القرن” على المدخل الشمالي لمدينة البيرة، يتجمع الشبان لمقارعة جنود الاحتلال على حاجز “بيت إيل”، ليعبروا عن حالة غضب شعبي متنامٍ.

مشهد الفتية والشبان الملثمين والإطارات المشتعلة أصبح مألوفًا عند تلك البؤرة، التي عادة ما كانت عنوانًا لشرارة اندلاع الاحتجاجات، وبداية المواجهات والحركات الشعبية لكل المحافظات.

ولا يختلف ما يجري في محيط “بيت إيل” عن حالة مواجهات يومية تشهدها بلدتا عزون وجيوس شرق قلقيلية، التي زادت فيها وتيرة الغضب مع إعلان ترمب، فيما يشتعل المدخلان الجنوبي والشرقي لمدينة قلقيلية بالمواجهات، التي باتت سحب الغاز المسيل للدموع ودخان إطارات المركبات والمتاريس جزءًا من حياة المكان.

وتتوسع خارطة المواجهات منذ إعلان ترامب المشئوم، ودخلت بلدة قفين شمال طولكرم على خط المواجهات عبر الشبان الغاضبين الذين اختاروا بوابة جدار الفصل العنصري عنوانا للمواجهات وبؤرة اشتعال جديدة، فيما عاد الحاجز الغربي لمدينة طولكرم عند تجمع جاشوري الاستيطاني للاشتعال مجددا بالمواجهات سيما كل يوم جمعة.

وتمتد خارطة المواجهات جنوبا، فبات مخيم العروب عنوانا للمواجهات جنوب الضفة، سيما عند البرج العسكري المقام أول البلدة، حيث ينخرط الطلبة والشبان في مواجهات يومية ويتلقون بصدورهم العارية الرصاص المعدني والغاز المسيل للدموع.

وفي مدينة بيت لحم، تحول محيط مسجد بلال بن رباح القريب من نقطة التماس مع جدار الفصل العنصري في المدينة لنقطة المواجهة المتقدمة في بيت لحم، فيما تشتعل بلدات الولجة وحوسان ونحالين بالمواجهات على الشارع الرئيسي الذي يسلكه المستوطنون.

التراكم والاستمرارية

ولا تستثنى القدس ومحيطها عن هذه القاعدة، فغدت بلدة أبو ديس عنوانا لمواجهات مستمرة، فيما زادت سخونة المواجهات في مخيم شعفاط، وأما في سلوان وبيت حنينا والمكبر وغيرها من الأحياء المقدسية فهي ساخنة لا تهدأ.

وفي ضوء الاستهداف المستمر للأغوار، فقد نقلت اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان والفعاليات الوطنية نقاط المواجهة إلى داخل الأغوار في المناطق الأكثر استهدافًا.

ودخلت في الأيام الأخيرة وضمن حملة “حماية الأغوار” مناطق وادي المالح، وخربة سمرة، والشق، وغيرها إلى دائرة الفعل الجماهيري المواجه لصفقة القرن.

ويشير الناشط في الأغوار علي صوافطة لـ”صفا” أن الفعل الشعبي يجب أن يستمر بشكل تراكمي حتى يعطي نتائج للمرحلة المقبلة، مؤكدا أن الضفة لم تعد هادئة، ولكن الأهم هو التراكم الكمي والنوعي للعمل الشعبي حتى تتحول إلى حالة مواجهة شعبية مع الاستيطان والاحتلال بكافة أشكاله.

وأضاف أن ما يجري من موجات غضب عقب الإعلان عن صفقة القرن تتطلب أن تتحول إلى استراتيجية وطنية واضحة للمواجهة مع الاحتلال، وأن تتوازى مع حملات المقاطعة الاقتصادية والسياسية وألا تكون هبات موسمية.

وتُظهر خريطة- نشرها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لـما تسمى بـ”فلسطين الجديدة” ضمن ترتيبات خطة التسوية الأمريكية المعروفة إعلاميًا بـ”صفقة القرن”- محافظات وبلدات الضفة الغربية المحتلة على شكل جزر منفصلة، تقطعت فيها الأرض على شكل “أرخبيل”، ولم تعد بقعة جغرافية واحدة.

صفا

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: