عمّان – البوصلة
أكد الباحث المختص في شؤون القدس زياد ابحيص، اليوم الثلاثاء، أنّ أكثر من 1,800 مقتحم من المستوطنين الصهاينة دنسوا ساحات المسجد الأقصى حتى الساعة 11:00 صباحاً.
ولفت ابحيص إلى أنّ عملية الاقتحام أشرف عليها وقادها وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن جفير، وشارك فيه عضو الكنيست عن حزب الليكود عميت هليفي.
وأشار إلى أنّ عشرات المقتحمين أدوا طقس الانبطاح “السجود الملحمي” على ثرى الأقصى تحت رعاية شرطة الاحتلال.
ونوه ابحيص إلى أنّه لأول مرة يجري “السجود الملحمي” الجماعي مقابل قبة الصخرة من الجهة الغربية في توسيع لمساحة فرض الطقوس التوراتية.
وأوضح أنّ شرطة الاحتلال رفحت حجم الفوج الواحد من المقتحمين إلى 200 مقتحماً، ومع سماحها بوجود 3 مجموعات متزامنة فإن عدد المقتحمين داخل الأقصى زاد عن 600 مقتحم في اللحظة الواحدة، أي أنهم أكثر من عدد حراس الأقصى والسدنة والموظفين والمرابطين الذين تمكنوا من الوصول للأقصى صباحاً، وهي سياسة تكرسها قوات الاحتلال منذ شهر 5-2023.
كما أشار الباحث بشوؤن القدس إلى أن وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن جفير ظهر في مقطع فيديو يغني مع مرافقيه في المسجد الأقصى: “شعب إسرائيل حي”.
وشدد على أن التركيز المتكرر على هذا الشعار أثناء الاقتحامات يوضح المعنى الذي بات اقتحام الأقصى يحمله في عقل الصهيونية الدينية بعد هبّات وحروب تصدت لمحاولتهم لتبديل هويته وحسم مصيره؛ فقد بات العدوان على #الأقصى محطة لاستجماع المعنويات واستعادة الثقة بقدرة المشروع الصهيوني ومستقبله، فما دمنا نعتدي على الأقصى فنحن أحياء!
وقال ابحيص: اليوم وإذ يجدد الصهاينة محاولة المضي قدماً في حسم مصير المسجد الأقصى رغم الطوفان، وإذ يسعون إلى مغالبة عقدة الثقة التي فرضتها عليهم المواجهات المتتالية من بوابة الأقصى، وإذ تقف المـقـاومة من موقعها لهم بكل ما تستطيع في غزة، فإن التحدي الأول أمامنا كفلسطينيين وعرب ومسلمين هو أن يستجمع المسجد الأقصى قدراً أكبر من القوة العابرة للحدود داخل فلسطين وخارجها لتتخذ منه رمزاً لمعركة وجودية مع الكيان الصهيوني، فمختلف مكونات المعادلة التي استجابت لتحدي الإحلال الديني في الأقصى كانت من داخل فلسطين المحتلة في غالبيتها المطلقة حتى الآن: من العمليات ذات الدافع الفردي إلى الاندفاع الشعبي العفوي في هباتٍ متتالية وانخراط فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948 ثم التحام المـ.ـقـ.ـاومة من قطاع غزة في مواسم العدوان على المسجد الأقصى.
وتابع بالقول: اليوم إذ يعود المسجد الأقصى عنواناً لمعركة الحسم على أرض فلسطين، فإن التحدي الأهم هو كيف تُستجمع عناصر القوة من حول الأقصى كمقدس لتنهي أوهام الحسم الصهيونية، ولتؤكد ما بدأت المـقـاومة تكريسه بأن الأقصى لن يكون هيكلاً، وبأن القدس لن تكون أورشليم، وأن هناك الحسم ممكن في اتجاه واحد هو أن تعود هذه الأرض إلى أهلها وأصحابها وهويتها الأصيلة، وأن المسجد الأقصى والقدس تستطيع أن تكون عنواناً لإعادة تثوير فلسطين بأسرها، ولتجسير الهوة المذهبية وتجاوز ما بُني من جدران الدم، واستعادة وحدة قوى الأمة رغم الجراح في مواجهة الصهيونية وقوى الاستعمار الغربي التي تقف من خلفها.
(البوصلة)