عمّان – البوصلة
أكد الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص أنّ المقدسيين ومن خلفهم أهل فلسطين والمقاومة والدعم الشعبي العربي والإسلامي يمكنهم فرض معادلة جديدة تجعل الاحتلال يتكبد خسائر كبيرة تهدد هيبته وتضع قدرته على استمرار الاحتلال في القدس والضفة الغربية أمام اختبارٍ كبيرٍ.
وقال ابحيص في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّ المقدسيين لم يخرجوا يومًا ومن خلفهم المقاومة يومًا لتحقيق هدفٍ ومنع عدوانٍ إلا وتمكنوا من فرض تراجعٍ على الاحتلال.
ولفت إلى أنّه في كلّ مرة كانت فلسطين تخرج في معركة موحدة كان المسجد الأقصى عنوان هذه المعركة.
وقال ابحيص: في كل مرة خرجنا ندافع فيها عن الأقصى استطعنا إضافة عنوانٍ للدفاع عنه، حتى باتت هذه المعادلة تتكون من خمسة مكونات: من العملية ذات الدافع الفردي، من الإرادة الجماهيرية التي تتجلى في الاعتصامات والتظاهرات والاشتباكات، من الدعم الخارجي والتفاعل الشعبي الخارجي الذي تجلى عبر الحدود وفي عواصم العالم العربي والإسلامي وإن كان خجولاً ويحتاج إلى متابعة وزيادة، ومن تدخل المقاومة في قطاع غزة في الوقت والطريقة التي تراها مناسبة لتغير من حقائق المعركة.
وأشار إلى أنّ “اليوم هناك مقاومة مسلحة علنية تتجلى على أرض الضفة الغربية وتحاول أن تتواجد فيها وهي مرشحة لتصبح عنصر القوة الخامس في هذه المعادلة”.
وقال ابحيص: اليوم وإذ يتصاعد العدوان وإذ تخطط جماعات المعبد لزيادة عدد المقتحمين أربعة مرات، وهذا إن حصل من شأنه أن يحول المسجد الأقصى من مقدسٍ إسلاميٍ تحت العدوان إلى مقدسٍ مشتركٍ بالممارسة، وهذا سيزيد من إلحاح المعركة على المسجد الأقصى وهويته وسيزيد من حضورها، وسيزيد من الواجبات الشعبية والرسمية التي يجب أن تتحضر وتجتمع في هذه المعركة، وبالتالي فإنّ المتوقع أن تتقارب محطات المواجهة على المسجد وتصبح أكثر حدة وأكثر إلحاحًا وتقاربًا، وهذا ما علينا جميعًا أن نستعد له.
وأضاف أنّ المسجد الأقصى بالنسبة لنا ليس مجرد تحدٍ نريد الدفاع عنه، بل إننا إذا ما تصدينا للدفاع عنه فإنّ المعركة تنقلب من واجبٍ وتحدٍ إلى فرصة، فصحيح أننا أمام خطر تصفية ونريد أن نمنع هذه التصفية، وقادرون على منعها إذا تواجدنا كما يجب.
واستدرك بالقول: لكنها تحمل في طياتها فرصة لتتحول إلى معركة تفرض تراجعات على الاحتلال، واليوم إذا ما كانت هذه المعادلات قد تجلت في مواجهات متتالية لكنّها لم تتجلى في مواجهاتٍ كبرى تجمع كل هذه الإمكانات، فإنها إذا ما تجلت ستضع الاحتلال أمام سؤال الجدوى: هل يستطيع أن يحتفظ بالمسجد الأقصى أم لا.
وأوضح ابحيص: هنا ربما نضعه في مأزق لم يتوقعه من قبل، وأن يكون المسجد الأقصى والقدس أول نقطة تتحدى وتهدد هيبته وقدرته على مواصلة الاحتلال في الضفة الغربية لا آخر تلك النقاط كما يتمنى.
وشدد على أنّ الاحتلال أثبت في التجارب السابقة أنّه كلما استنزفت نقطة فإنّه يضطر للانسحاب منها، واليوم تستنزفه القدس وهي مركز أيدولوجيته وتعبئته ومركز كل الأسطورة التي يتنبّاها ولذلك هو يتأخر في التنازل عنها، وكلما تأخر أكثر كلما تكبد خسارة أكبر من أجلها.
وختم ابحيص حديثه بالقول: اليوم معركتنا على القدس من موقع إجماعنا ضد العدوّ الصهيوني، وموقع إجماعنا كأمّة النصر التي تنتصر بالحق، ومن موقع هزيمة الاحتلال حينما نضعه أمام التحدي الأكبر في القدس التي أسس عليها أسطورته، فهل سيصمد فيها أم لا، فهذا واجبنا الذي يجب أن نضعه أمامه.
مرابطون على أبواب الأقصى
من جانبها أكدت المرابطة المقدسية خديجة خويص، أن الإبعادات وقرارات الاحتلال لن تثنيها عن الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك والرباط على أبوابه حتى الدخول إلى أعتابه.
وأوضحت خويص في تصريح صحفي، أنها ستبدأ إبعادًا جديدًا عن المسجد الأقصى قد يصل إلى 6 أشهر، في إصرار من الاحتلال على استمرار إبعادها عن المسجد لمدة سنة كاملة، منوهة إلى أن إبعادها السابق من المفترض أن ينتهي اليوم.
وقالت: “فليفعل الاحتلال ما شاء وليصدر ما شاء من القرارات، فليبعدنا عن الأقصى وليبعدنا عن الضفة الغربية، وليمنعنا من السفر، حتى ولو صادر أرواحنا فإنه لن يصادر عقيدتنا، وسنظل على أبواب الأقصى حتى نبلغ أعتابه، والاحتلال يقينا إلى زوال”.
ودعت إلى ضرورة شد الرحال إلى الأقصى وتكثيف التواجد والرباط فيه خلال فترة اقتحامات المستوطنين الصباحية والمسائية طوال فترة “الأعياد” اليهودية.
وأضافت: “علينا أن نسد هذا الثغر العظيم، أعظم ثغور الإسلام والمسلمين، المسجد الأقصى، حماية له وصيانة له وصدا للاقتحامات ودفعا للعدوان عنه، عليكم بالرباط وشدوا الرحال إلى أقصاكم”.
جماعات الهيكل تواصل الحشد
وتحشد جماعات “الهيكل” المتطرفة المستوطنين لاقتحام واسع للمسجد الأقصى، خلال ثلاثة “أعياد” يهودية، تبدأ الأحد القادم 17 سبتمبر وحتى منتصف أكتوبر.
وتتواصل التحذيرات المقدسية من خطورة الطقوس الاستيطانية في المسجد الأقصى ومدينة القدس، خلال “الأعياد” اليهودية المرتقبة.
وأكدت الدعوات الفلسطينية ضرورة شد الرحال إلى “الأقصى” في هذا الوقت، لإفشال مخططات المستوطنين ومساعي التهويد المستمرة بحق المسجد المبارك ومدينة القدس المحتلة، إضافة إلى دعم المقدسيين والمرابطين الذين يتعرضون لمضايقات متكررة من جيش الاحتلال.
(البوصلة)