الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)
نشرة فاعتبروا (247)
- سنكون جميعًا تحت الأرض، وسيكون مصيرنا الأبدي قد أصبح واضحًا، وسيسكن بيوتنا أناس غرباء، وسيؤدي أعمالنا أشخاص آخرون، لن يتذكروا شيئًا عنا. سنكون مجرد سطر في ذاكرة بعض الناس، أسماؤنا وأشكالنا سيطويها النسيان كليًا.
- فلماذا نطيل التفكير بنظرة الناس إلينا، وبمستقبل أملاكنا وبيوتنا وأهلنا، كل هذا ليس له جدوى أو نفع بعد مائة عام، إنّ وجودنا ليس سوى ومضةٍ في عمر الكون، ستُطوى وتنقضي في طرفة عين، وسيأتي بعدنا عشرات الأجيال، كل جيل يودع الدنيا على عجل ويسلم الراية للجيل التالي قبل أن يُحقق ربع أحلامه، فلنعرف إذًا حجمنا الحقيقي في هذه الدنيا.
- حينها وسط الظلام والسكون سنُدرك كم كانت الدنيا تافهة، وسنتمنّى لو أمضينا أعمارنا كلها في عزائم الأمور وجمع الحسنات، وخاصة الصدقات الجاريات، وسيُطلق بعضنا صرخات استغاثة لا طائل منها، كما قال تعالى: “رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ”، وقال على لسانه “يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي”.
- v وطالما لا زال في أعمارنا بقية، فلنعتبر ونغير، فإلى متى ستستمرهذه الغفلة!، “بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا”، درس لي ولك ولمن بعدنا! اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة.
- إبليس كان صريحًا معنا منذ البداية، وأخبرنا بأنه سوف يضلنا في الدنيا، ويتخلى عنا في الآخرة! ولكننّا نحن صمٌ بكمٌ عميٌ، “وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي َصْحَابِ السَّعِيرِ”، كلام يُحزن القلب في زمن الحضارة الزائفة!، والتخلف الممقوت في الدين!
سُنن يومية
- الاستنشاق ثلاثًا بعد الاستيقاظ من نوم الليل، فإن استيقظ العبد وأراد الوضوء كفاه ذلك، وإن لم يرد الوضوء فاتفق الجمهورعلى استحباب الاستنشاق بعد القيام من نوم الليل، لحديث أبى هريرة رضى الله عنه المتفق عليه: أن النبى صلّ الله عليه وسلم قال: إِذا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِن مَنامِهِ فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلاثَ مَرّاتٍ؛ فإنَّ الشَّيْطانَ يَبِيتُ على خَياشِيمِهِ.
أسباب سقوط الدولة الأموية
- يروى ان أبو جعفر المنصور سأل أحد حكماء بني أمية، عن سبب زوال دولتهم، فقال: “أمورٌ كبيرة أوليناها للصغار، وأمور صغيرة أوليناها للكبار. وأبعدنا الصديق ثقةً بصداقته، وقرّبنا العدو اتقاءً لعداوته، فلم يتحوّل العدو صديقًا وتحوّل الصديق عدوًا“.