عمليات التجميل لن تعيد الأطفال المحروقين الثلاث الى حضن امهم المحروقة قلبا وقالبا، ولن تشفي قلب الاب والام حتى ولو شفيت جلودهم من أثر الحريق… فالجرح عمييييق.
نهانا الرسول عليه الصلاة والسلام عن اللعن، ولو لا ذلك للعنتكم جميعا، ولدعوت الله أن يلعنكم ويلعن إصلاحكم السياسي والاقتصادي والإداري حكومة ونوابا، ولكن الرسول الحبيب منعنا من اللعن.
ما الذي اوصل هذا الرجل إلى هذا الحال ليستخدم ابشع أشكال القتل والانتحار فيسكب الوقود على أطفاله الثلاث، وعلى امهم، وعلى نفسه ثم يشعل النار بهم جميعا…كيف اوصلوه الى هذا الحال؟؟؟
هذا ما أصبحنا عليه اليوم، على هذا الخبر استيقظنا لنصلي الفجر… استشهد الأطفال الثلاث وبقي الاب المقهور والأم الثكلى في العناية الحثيثة… اسأل الله ان يغفر لهما ويدخلهما الجنة…
فهل اهتزت الشوارب على وقع هذا الخبر الصاعق؟؟؟ لا والله ما اهتزت، وما عادت تهتز لشيء… فقد تبلدت احاسيسنا ورجولتنا ومشاعرنا وانسانيتنا … واصبحنا امواتا نسير على الأرض…
كل كلامكم المنمق، وكل أيامكم الجميلة التي لم تأتِ بعد، وكل اغلبيتكم الكبيرة التي توافق وتبصم بحافرها على كل شيء، لن تنفعكم أمام رب العزة… ولن تنفعكم كل محاولات التجميل عندما تقفون أمام رب العزة فيسألكم: لماذا احرق أطفاله الثلاث وزوجته ونفسه أمام أعينكم وانتم تحكمونه وتتحكمون بكل تفاصيل حياته… كيف اوصلتموه الى هذه الدرجة من القنوط واليأس وانتم تتجملون بسياراتكم الفارهة، وبدلاتكم الأنيقة وساعاتكم الثمينة وهواتفكم الغالية …
وتكذبون وتكذبون وتكذبون، وانتم تقولون (كله تمام يا بيه)… اتمنى ان العنكم انتم وارصدتكم في البنوك المحلية والعالمية… اتمنى ان العنكم انتم وعقاراتكم الممتدة على امتداد مساحة وصول طائراتكم الخاصة… اتمنى ان العنكم ولكن الرسول الحبيب منعنا من اللعن…
يقول الكتاب الاحصائي السنوي الذي انتجته أيديكم ان حالات الانتحار خلال السنوات العشر الماضية ارتفعت من 86 ضحية انتحار عام 2012 الى 186 ضحية انتحار عام 2021 اي انها تضاعفت وانتم تنظرون… فماذا فعلتم ؟؟؟ تفتق ذهنكم عن ابشع ما يمكن… معاقبة من ينجوا من الانتحار ولا يموت وتشديد العقوبة عليه … وليس مهما ان نعرف أو نعالج الأسباب ف (كله تمام يا بيه)… تبا لكم ولما تعبدون من دون الله… تبا لكم
بدل البحث في الأسباب، ذهبتم تبحثون عن أفضل طرق الخداع حتى تستطيعوا القول (كله تماما يا بيه)… كل جراحات التجميل التي تمارسونها على أرقام احصائياتكم لن تنفعكم امام رب العزة، مهما رفعتكم أمام ربكم الذي تعبدون من دونه… كل أيامكم التي لم تأتِ بعد لن تحيي هؤلاء الأطفال الثلاثة ولن تشفي حرقة قلب والدهم عليهم وهو يرى ان النار ارحم عليهم منكم… تبا لكم
لعبة الإحصاء، لعبتكم:
عام 2015 ارتفعت نسبة الجرائم قليلا ومعها نسبة جرائم المخدرات… وبدلا من قرع ناقوس الخطر وتعليق الجرس وتنبيه الامة الى الخطر المحدق بها، قرروا ان يحافظوا على طريقتهم الأولى: (كله تمام يا بيه) فتمكنوا من خفض معدل الجريمة على الورق ليصبح 25 جريمة لكل 10 آلاف مواطن عام 2015 بعد ان كان 40 جريمة عام 2014… انخفاض هائل لو انه كان صادقا… ولكنه كان انتصار على الورق… فقد ازالوا 10592 جريمة مخدرات من الاحصائية العامة للجرائم ووضعوها (لأول مرة) باحصائية خاصة ليقولوا انهم تمكنوا من خفض معدل الجريمة العامة زورا وبهتانا…
عام 2014 كان لدينا 10592 جريمة مخدرات بمعدل 16 جريمة مخدرات لكل 10 آلاف نسمة وبقدرة قادر انخفض معدل جرائم المخدرات ليصبح 12 جريمة لكل 10 آلاف نسمة عام 2015 مع ان عدد جرائم المخدرات ارتفع في تلك السنة فبلغ 11062… بالله عليكم أليس هذا الانخفاض الكبير بمعدل ارتكاب الجريمة سحرا في ظل ارتفاع عدد الجرائم ؟؟؟
هذا الانخفاض الكبير بمعدل جرائم المخدرات تحلم بتحقيقه كبريات الدول وتضع له خططا خماسية ولا تستطيع تحقيقه… أما نحن ف بجرة قلم حققناه… كل ما فعلناه اننا أضفنا 3 مليون نسمة على عدد السكان فانخفض معدل ارتكاب جرائم المخدرات على الورق فورا دون أن ننفق فلسا واحدا أو نبذل اي جهد … وأصبح (كله تمام يا بيه) واصبحنا دولة الأمن والأمان والسوس ينخرنا…
السوس ينخرنا حتى اوصلنا احد الاباء الى ان يحرق أطفاله الثلاث وزوجته ويحرق نفسه ليرتاح منا ومن أيامنا الجميلة التي لم تأتِ بعد…. واستيقظنا على هذه الفاجعة التي تفل الحديد… ولم يهتز شعر شواربنا… واحتسينا قهوة الصباح.
السوس ينخرنا، والمخدرات تخطف المجتمع كله وما زالت احصائياتنا الرسمية تقول ان معدل عدد المتعاطين للمخدرات في الأردن خلال 5 سنوات الماضية بلغ 95 متعاطي للمخدرات سنويا… وأنهم كانوا 49 متعاطي للمخدرات فقط عام 2020!!!! وأنهم 135 متعاطي فقط عام 2021!!!!
السوس ينخرنا ولكن : (كله تمام يا بيه)
تبا لكم… تبا لكم بكل ما في الكلمة من معنى وعلى الطريقة السودانية…
ملاحظة:
في المرفقات لاحظ قفزة التحسن الاحصائية الهائلة بين 2014 و 2015… و (كله تمام يا بيه).


