الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)
نشرة فاعتبروا (227)
- بعض الإخوة لا يشعرون بالراحة إلّا عند تنفيذ عمل وإنجازه، عندها يُصبح الطعام أشهى والنوم أريح. فيسألني كثيرٌ من الشباب: كيف تستطيع المواظبة على جدول أعمالِك اليومية؟ في وسط المصائب والحوادث، وعنايتك بأخبار المسلمين، كيف؟، ألا تتأثر؟!
- قلتُ: أما التأثُّر فإنه قوي وشديد، وأمّا أن يُقعدني عن العمل أو يبعثَ في نفسي اليأس والقنوط فبالعكس، إنما يزيدُ همّتي اشتعالا، فإذا لم يعملِ الإنسان في تلك الأوقات الحرجة فمتى يعمل؟
- إن أمر المسلمين لهو أعظمُ ما يشغلني في هذه الحياة الدنيا، وبه أفرح وعليه أحزنُ، وله أعملُ، وإن قلبي ليمتلىء حُزنًا وغيظًا، ويذهبُ نَومي، ولا أجدُ طعمًا للأكل ولا مُتعةً، وأنا أعلمُ أن عددا من أحبابي وخيرة المسلمين مُعذّبون في سجون الظالمين، يُهانون ويُقهرون.
- وأرى عددا من شباب الإسلام ناقمًا على دينه أو خارجًا عنه، قد اتّبع شياطين الإنس والجن، ولكني أعلم أن الله تعالى رقيب وبكل شيء مُحيط، ولن يُفلت منه الظالمُ، فهو يُمهل ولا يُهمل، وأن ذلك ابتلاء يُستخرَج به معاني الإيمان والصبر وتُكفّر به الخطايا.
- وكم يوسوس الشيطان لي بترك أعمالي، ولكن لا؛ فلو لم يكن فيها سوى أنّي مشغول بالخير، وبنشره وساعٍ فيه، وأني لستُ جزءا من الباطل لكفى. فلستُ مسؤولا عن فساد العالم، بل مسؤول عما بين يدي مما أستطيعه، وكلُّ تلك المحن وأشدُّ مرّت بمن قبلنا من الصالحين، فما كانت تُقعِدهم عن الخير، بل لا تزيدُهم إلّا إيمانا وعملا وتسليمًا.
استمع لكثيرين وتكلّم مع قليلين
- لا تكن اليوم من الشّامتين فتصبح غدًا من المُبتَلين….. لسانك لا تذكر به عورة امرئٍ فكلّك عوراتٌ وللنّاس ألسن….. إذا أردت أن تعرف خلق الإنسان فانظر إلى كيفيّة تعامله مع من هو أقل منه وليس تعامله مع رؤسائه….. استمع لكثيرين وتكلّم مع قليلين….. لا تهتم لما يُقال عنك فأنت تعرف من أنت، ولا تُقلّل من قيمتك، فسرُّ الفشلِ هو محاولة إرضاء الجميع….. عندما يُخطئ سهمك لا تفكّر ما سبب الخطأ، ولكن اسحب السّهم الثّاني وفكّر كيف تصيب بطريقةٍ صحيحة…… إذا ركلك أحد من خلفك فاعلم أنّك في المقدّمة.
ذِكْرُ الله في كل مكان
- قال ابن القيم رحمه الله: “إن في دوام الذكر في الطريق والبيت، والحضر والسفر، والبقاع؛ تكثيرًا لشهود العبد يوم القيامة، فإن البقعة والدار، والجبل والأرض، تشهد للذاكر يوم القيامة“.