كاظم عايش
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

حين نتخلى عن السلاح

كاظم عايش
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

سلاحنا كمجتمع مدني هو ما نملكه من أدوات البناء والتنمية والتصويب والاصلاح، والذي لا يجوز بحال من الاحوال أن نتخلى عنه لأي سبب من الاسباب، وهو بالتالي مخرجنا من الأزمات التي تعصف بنا وتتهدد وجودنا، ومعلوم أنه إذا تسلط على مجتمع ما طبقة الأثرياء الفاسدين وتحكموا بقرارات الدولة، فذلك نذير الانهيار والدمار والهلاك (واذا اردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا)، ومظاهر الفسوق والخروج عن جادة الصواب تتزايد في مجتمعنا بدون رادع من قيم أو أخلاق (وانما الامم الاخلاق ما بقيت، فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا)، والأسوأ من ذلك أن يكون الفساد محميا بالقانون، وأن تكون الرذيلة مصدرا للدخل، وأن تصبح الحياة قائمة على المصالح المجردة من معاني الخير والكرامة، وأن نطلب الرزق والمال دون النظر الى مشروعيته الاخلاقية والقيمية، وأن تصبح حياتنا كمجتمع له تاريخ وقيم وعادات وأخلاق نهبا للتقليد، ومباحة لمن هب ودب من شذاذ الآفاق وطلاب المتعة وعباد الدرهم والدينار، وأن نقلد الغرب المعادي لنا حضاريا في أسوأ ما عنده من أخلاق وعادات وسلوكات، هي في الاصل تنخر في وجوده، ونريدها أن تكون لنا منهجا ومسلكا، إنه الخيار البائس المظلم، الذي لا يبشر بخير ولا يهدي الى سواء السبيل، وأسوأ من ذلك، أننا نعادي كل مظاهر التمسك بالقيم والاخلاق والدين، التي هي عاصمنا من التدهور والهلاك والاندثار، تحت شعارات صنعها لنا الغرب الذي لا يريد بنا خيرا، ويعمل جاهدا على إبقائنا في دائرة التخلف والتبعية، شعارات سماها تعصبا وتطرفا وتزمتا، حتى يتمكن من تسويقها بيننا، وصدقها المغفلون والمتسلطون والنفعيون والهاربون من أنفسهم، الذين تم تمكينهم من مؤسساتنا التربوية والاعلامية والتوجيهية، وصدقوا الكذبة الكبيرة التي جاء بها الغرب من تطوير وتحديث، وتمويل مشروط لهذه العناوين البراقة الزائفة، وصرنا نردد وراءهم معزوفة الحقوق الضائعة، وظننا أننا نحسن صنعا، وفي الحقيقة نحن هدمنا حصوننا من الداخل وخربنا بيوتنا بأيدينا، ولا زالت الماكينة المجرمة تفعل فعلها رغم التهديدات الخطيرة التي تواجهنا كل يوم، ورغم مؤشرات الخطر التي تنطلق كل ساعة، ولكن، يبدوا أن الخصوم قد تمكنوا منا بطريقة لا يمكن التصدي لها بالطرق التقليدية والوعظ والتحذير ورفع الصوت، بل لا بد من موقف حقيقي وعميق وجاد للوقوف أمام هذا السيل المرعب الذي يهدد بالويل والثبور وعظائم الامور، ومن لا يرى حقيقة الخطر وجديته، فهو أحد أثنين، إما ضالع في المؤامرة، وإما جاهل غبي سفيه لا بد من الحجر عليه وكف يده عن أي مسؤولية في المجتمع .

إن مصير أي مجتمع يتخلى عن مسؤولياته تجاه أفراده، ويتنكر لأسباب القوة ويستبدلها بأدوات خصومه التي صممت أصلا لإضعافه، هو مصير مظلم، فلا بد من العودة الى مصادر القوة وحماية المجتمع من أسباب الوهن، وقوتنا كانت دائما في وحدتنا وديننا وأخلاقنا وقيمنا، وتلك هي الاسلحة التي تخلينا عنها منصاعين لتوجيهات اعدائنا،و لا يصلح هذا الامر الا بالعودة اليها والتمسك بها من جديد، وإلا فإن النتيجة معروفة سلفا ( وان تتولوا يستبدل قوما غيركم، ثم لا يكونوا أمثالكم).

أغرب ما في المشهد أن الطريق معلوم وواضح، ولكن الناس لا يسلكونه، خوفا من وهم وطمعا في سراب لا يتحقق، والمسألة بانتظار قيادة رشيدة، وراي سديد.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts