خبراء إسرائيليون يحذرون من تنامي النشاط التركي في القدس

خبراء إسرائيليون يحذرون من تنامي النشاط التركي في القدس

أشار كاتب إسرائيلي إلى الجهود المبذولة من قبل سلطات الاحتلال في سبيل تغييب أي نفوذ تركي في القدس، وذلك بعدما عملت تركيا سنوات طويلة في القدس دون إزعاج.

وقال الصحفي المتدين مردخاي غولدمان، في مقاله على موقع المونيتور، ترجمته “عربي21” إن وزارة الخارجية الإسرائيلية قررت العمل على تخفيض هذه الأنشطة التي تمس بدور الأردن.

وأورد ما يعتقد به خبراء إسرائيليون بأن “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى لإحياء الإمبراطورية العثمانية، بهدف تحوله مع مرور الوقت سلطانا لكل المسلمين”.

وأوضح “من يتجول هذه الأيام في شوارع المدينة المقدسة لن يفاجأ من رؤية المزيد من الأعلام الحمراء مع الهلال والنجمة، وهو علم تركيا، وهي متناثرة في جميع أنحاء الجانب الشرقي من المدينة، وهذه الأعلام تعبير لعملية كبيرة تقوم بها الحكومة التركية في القدس”.

وذكر غولدمان، الذي يعمل في السنوات الأخيرة محللا سياسيا وعسكريا في عدة مجلات دينية، وينشط في المؤسسات الدينية اليهودية، أن “تحقيقات صحفية إسرائيلية أجريت في السنوات الأخيرة كشفت عن تمدد هذه الأنشطة، وتشمل: ترميم منازل، إعمار مساجد، تعميم الثقافة التركية على سكان القدس، دورات تعليمية للغة التركية، وزيادة التدخل في المسجد الأقصى”.

كما ويزعم رئيس منظمة “اذهب إلى القدس”، ماؤور تسيمح ، الذي يتابع النشاط التركي في القدس، عن كثب وبكل التفاصيل، أن “القدس تشهد نشاطا للدعوة الإسلامية، ومن يتجول فيها اليوم يشعر أنه في مدينة تركية، فهناك كميات كبيرة من الأعلام والملصقات واليافطات، بجانب أنشطة الصدقة والزكاة، وفي فصل الشتاء يوزعون الملابس الدافئة ووجبات من الطعام”.

وأشار أن “شهر رمضان الأخير وزعت المؤسسات التركية مائة دولار على جميع أصحاب المحال التجارية في القدس، بجانب الدور المتزايد في العملية التعليمية، وتنظيم رحلات مجانية متبادلة من تركيا إلى الأقصى، هذا يعني أننا أمام عملية كبيرة”.

وكذلك الخبير في الشؤون التركية بجامعة تل أبيب، حاي إيتان كوهين قال: “إننا أمام سياسة عثمانية واضحة يخوضها أردوغان منذ سنوات، وهدفها النهائي هو تقوية النفوذ التركي في القدس، ولكن لأن العثمانيين حكموا في هذه المدينة، فهم ليسوا أغرابا عنها، رغم أنه يزعزع السيطرة الإسرائيلية في المدينة، تمهيدا لاحتلال ناعم لها”.

ويعتبر المستشرق الإسرائيلي في معهد القدس للشؤون العامة والدولة، بنحاس عنبري، أن “تركيا تسعى لتجديد الإرث العثماني في القدس، عبر ترميم المباني التي كانت مملوكة في قرون سابقة للعثمانيين، لكن من يقلق فعليا مما يحصل هو ملك الأردن عبد الله الثاني، الذي يحظى بمكانة متقدمة في الأماكن المقدسة في القدس”.

وأضاف أنه “لم يكن غريبا أن تشير وزارة الخارجية إلى الأردن، لأنه وفق اتفاق السلام معه، فإن له ولاية خاصة على الأماكن المقدسة في القدس”، مؤكدا بأن “تل أبيب لن تسمح لأردوغان بالمس بمكانة الأردن، كما يحصل اليوم”.

ويرى بأن “الأتراك يسعون لإزاحة أقدام الأردن من القدس، لأنه منذ 2015 نرى تناميا بحضور وزارة الأوقاف الدينية التركية في الحرم القدسي”.

وأشار إلى أن “الأتراك يضخون أموالا طائلة في القدس، وشعبية أردوغان بين الفلسطينيين في ذروتها، والأردن ليس لديه الإمكانيات لمجاراة حجم الإنفاق التركي في المدينة، كما أن السياسات الأردنية المتبعة تجاه الفلسطينيين تتراجع أمام المواقف التركية”.

وختم بالقول إن “أردوغان يسعى لتنصيب نفسه سلطانا للمسلمين، وبعكس إيران التي لا تملك نفوذا في القدس، فإن تركيا نشاطها واضح، وهدف أردوغان تجديد الحكم العثماني بإعادة سيطرته على الأماكن المقدسة التابعة للإمبراطورية، ليس فقط في الشرق الأوسط، وإنما في البلقان والقوقاز، كل ذلك ينطلق بدوافع إسلامية، صحيح أن إسطنبول مدينة تاريخية، لكنها ليست مقدسة، القدس فقط هي المكان الأكثر ملاءمة لتطلعاته”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: