عمّان – رائد صبيح
حذّرت الخبيرة التربوية بشرى عربيات في تصريحاتها لـ “البوصلة” من تسلل الممارسات السلبية التي يمارسها الكبار في المجتمع إلى أبنائنا وطلابنا في صروح العلم والمدارس، وذلك بعد تسرب فيديوهات وأخبار تتحدث عن استخدام “المال الأسود” في انتخابات المجالس البرلمانية الطلابية، وتقليد الطلاب الصغار لما يشاهدونه من مظاهر سلبية في انتخابات المجالس البلدية والبرلمان.
وأشارت عربيات إلى أن تجربة المجالس البرلمانية الطلابية فكرة رائدة، لكنها للأسف لم تحقق المأمول حتى اللحظة، لأنها “انعكاسٌ حقيقيٌ للمجتمع الأكبر، لذلك فإن كثيرًا من الطلبة ضحية للمارسات السلبية في المجتمع!”.
أوضحت المستشارة التربوية أنّ المجالس البرلمانية الطلابية كانت فكرة، بدأت منذ حوالي عشر سنوات، لافتة في الوقت ذاته بالقول: كانت لي تجربة حضور انتخابات إحدى المدارس الحكومية قبل حوالي ثماني سنوات، التقيت من خلالها الطالبات المترشحات، ومديرة المدرسة، وحضرت جزءاً من عملية فرز الأصوات، كان الوضع هادئًا وروتينيًا بشكلٍ لافت، فرأيت أنها عملية خالية من الزخم، فقد كانت معظم المترشحات من الأوائل أكاديمياً، الأمر الذي يُلزم الباقي بالتصويت دون إحداث ضجة أو صوت، وبذلك مضى الوقت ومرَّت هذه السنوات خاليةً من الهدف المنشود من وراء هذه المجالس للأسف الشديد!
خيبة أمل للمجتمع
وتابعت بالقول: اليوم وبعد مرور كل هذه السنوات، نطالع في الأخبار عملية شراء أصوات، هي بلا شك دراهم معدودة، لكنها في المقابل خيبة أمل مردودة على المجتمع بأكمله، حتى لو فرضنا أن هذا الخبر غير صحيح، كما ورد، لكن هناك فيديوهات تبين كثير من الممارسات السلبية في المدارس أثناء عملية انتخاب مجلس البرلمان الطلابي، ربما بسبب تسلُّل المزاج التقليدي من المجتمع إلى مدارسنا، ليعتقدَ هؤلاء الطلبة أنه بدون تلك الممارسات لن يتمكنوا من الفوز!

“لست مهتمة بعشرة دنانير تم توزيعها على شكل قطع نقدية معدنية، لكني مهتمة بأن مجموعة من القيم تمَّ تفتيتها بشكلٍ يصعب إعادة تشكيلها من جديد! ذلك لأنها وزارة التربية والتعليم، بل إنَّ هدف التربية أقوى، وهنا تكمن المشكلة، لأن فكرة العشرة دنانير قد تكون على شكل وجبة غذاء، أو قالب من الحلوى أو أي شيء يخطر في بال هؤلاء! لكن المصيبة الكبرى أن تتسلل الممارسات السلبية إلى صروح العلم، وبين أجيالٍ فتيَّة نبني عليها الآمال!”، على حد تعبير المستشارة بشرى عربيات.
وأضافت، لقد سألتُ مجموعة من الطلبة من مختلف المراحل الدراسية ومن مدارس حكومية وخاصة للتأكد مما يحدث، وكانت الصدمة أن قال لي أحدهم أنه دفع يوماً أربعة دنانير لأحد الطلبة مقابل حجز مقعد له في الغرفة الصفية لأنه يكتب باليد اليسرى ويتطلب أن يجلس في زاوية معينة، وهذا في إحدى المدارس الخاصة، وبذلك لم يستفيد من وجود برلمان طلابي! وقال لي آخر أنه شيء طبيعي، أن يحضر المرشحون من الطلبة هدايا لبقية الطلبة لكسب “ثقتهم”، أقصد “أصواتهم”! إذاً هناك سوسٌ ينخر في بناء الجيل منذ زمن بعيد، وهذا ليس بجديد!
ممارسات شكلية ولا تطبيق واقعي
واستدركت عربيات بالقول: “ليس هذا فحسب، بل الأهم من ذلك أنه لا توجد فائدة تُرجى من هذه المجالس، إذ لا يتمكن معظمهم من التحدث للإدارات المدرسية بأي مشكلة تتعلق بالطلبة، ولا يمكنهم تحقيق مطالب زملائهم! ومن يقول غير ذلك ليس مخطئاً، ولكن لا بد من وجود أشخاص يتم انتقاءهم بعناية فائقة لتجميل المشهد، لكنه في حقيقة الأمر ليس جميلاً!”.
وشددت على أنّه “مما لا شك فيه أن تجربة المجالس البرلمانية الطلابية فكرة رائدة، لكنها للأسف لم تحقق المأمول حتى اللحظة، لأنها كما أشرت انعكاسٌ حقيقيٌ للمجتمع الأكبر، لذلك فإن كثيرًا من الطلبة ضحية للمارسات السلبية في المجتمع!”.
وأضافت قائلة: أيضاً، كيف ينتخب طالب آخر، ومعلمه أو ولي أمره لا ينتخب! وكيف يقتنع وقد فقد القدوة؟ إضافة إلى أن مشاركة المرأة في الأحزاب ضعيف، ليس لأنه لا توجد نساء قياديات، لكن حقيقة الأمر أننا مجتمع ذكوري لا يعطي الفرصة للسيدات أن تتصدر المشهد، وبالتالي من الصعب على أي معلمة أن تكون سفيرة لفكرة إقناع الطالبات بالمجالس البرلمانية الطلابية! والحديث يطول.
نفي رسمي وتحذيرات حقوقية
بدوره نفى الناطق الإعلامي باسم وزارة التربية والتعليم الدكتور أحمد المساعفة، وجود شراء للأصوات خلال انتخابات البرلمان المدرسي.
وقال المساعفة لبرنامج نبض البلد على قناة رؤيا، اليوم الأحد، إنه لم يتم شراء أو بيع أصوات الطلبة في الانتخابات، مشيرا إلى أنها شائعات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضح أنه تم إرسال تقارير للوزارة عن سير العملية الانتخابية في المدارس، مؤكدا أنها جرت بشكل منظم، لافتا إلى وجود لجان مشرفة على العملية الانتخابية التي شارك بها 2,250,000 طالب وطالبة.
وشدد المساعفة على أن جميع التقارير الواردة إلى الوزارة لم تتحدث عن وجود مخالفات خلال انتخابات البرلمان المدرسي، مبينا إن في حال حدوثها يتم التعامل معها وفقا للتعليمات والأنظمة.
بدوره قال رئيس لجنة الصحة والتربية في المركز الوطني لحقوق الإنسان الدكتور إبراهيم البدور، إن فكرة البرلمان المدرسي رائدة في غرس القيم وتأسيس الطلبة.
وأضاف البدور أن انتخابات البرلمان المدرسي شهدت سلوكيات خاطئة، من خلال تجمعات عائلية وعشائرية ونشر لافتات تأجيل حصص مدرسية خلال وقت الانتخابات وتجمعات الأصدقاء.
واعتبر أن ما حدث يعد مرآة للمجتمع وتقليد بعض السلوكيات في الانتخابات النيابية البلدية واللامركزية، واصفا إياها بـ”تسلل المزاج التقليدي على التنشئة”، والخطيرة جدا.
تفاعل على مواقع التواصل
وتفاعل نشطاء مواقع التواصل مع صور التي بثتها المدارس الحكومية والخاصة للحظات إجراء الانتخابات للمجالس الطلابية وفتح صناديق الاقتراع وعد الأصوات، باعتباره مظهرًا إيجابياً يعلمهم على العملية الديمقراطية وروح التنافس الحر الشريف منذ الصغر.
وحذر نشطاء التواصل من المظاهر السلبية التي تقتصر الترشيح على الأوائل في التحصيل العلمي أو فرض بعض الأسماء في الصفوف وغيرها ممّا يجعل العملية تتماهى مع ما يحدث في انتخابات الكبار من “صور شكلية” لا تقدم ولا تؤخر في الحقيقة شيئًا.
يوم شبية بواقعنا وقد يحمل أمل جديد.
— Sohaib Shwyat (@SohaibShwyat) October 13, 2022
في عملية بسيطة شاهدة انعكاس واقعنا في السياسية وبارقة أمل.
هناك أطفال لديهم فكر يمتلكون القياده الواعدة. #انتخابات_البرلمان_الطلابي #الأردن pic.twitter.com/5Ff5ZB3Ksw
بعد إعلان نتائج إنتخابات البرلمانية الطلابية، طلبة إحدى مدارس لواء ذيبان [مدرسة برزا بني حميدة الثانوية للبنين] يقدمون وليمة الغداء أحتفالاً بالفوز .
— Mohammad Hazem (@Mohammadhazem97) October 14, 2022
الطيب والكرم من الصغر ❤️#البرلمان_الطلابي pic.twitter.com/f4NZDiOovd
في أجواء حماسية و شفافة.. تمت عملية انتخاب البرلمان الطلابي لمدرستنا… نبارك للناجحين وحظ اوفر لمن لم يحالفه الحظ ..
— معتصم البزور (@samalbzour) October 13, 2022
وننوه ان عملية الانتخابات كانت نزيهة وتخلو من المال الاسود والمؤامرات 😜😅😂.. وأي اتهامات بأن سعر الصوت (شلن او بريزة) او (بكيت عصير) لا اساس لها من الصحة pic.twitter.com/Ozs29NwRrY
وظيفة البرلمان الطلابي
— الياسمين 🌼🌼 (@Toto15937717) October 14, 2022
بس المعلمات يقعدن يفطرن ويشربن شاي
طالبات البرلمان يوقفن عند الطالبات لضبط النظام
ويستقبلو الضيوف ع بوابة المدرسة يوم فيه احتفال او مناسبة
أتذكر بأن يوما مدرسيا كان في تفشيش على المدرسة ولازم فقط يكون رئيس البرلمان الطلابي مع التفتيش.
— Suhaib Alquraan (@Suhaib17323524) October 13, 2022
وفجأة صرت انا رئيس البرلمان وممنوع احكي اشي قدام التفتيش.
من يومها وانا بحب الديموقراطية .
وزارة التربية تهدد بشطب عضوية اي طالب يثبت شراؤه للأصوات في #انتخابات_البرلمان_الطلابي في #الأردن!!!
— جاد الأول (@JadTheFirst_) October 13, 2022
هذا الوجه الأول، أما الوجه الآخر للعملة فهو طلبة يحملون مرشحهم تحت شعار #خاوة!
بالك، معهم خبر انه فيه "تحديث سياسي"؟
(البوصلة)