البوصلة – محمد سعد
دعا الخبير الإقتصادي منير دية، السبت إلى رحيل حكومة بشر الخصاونة في خطوة اعتبرها جزء من حل أزمة إضراب الشاحنات.
وقال دية في تصريحات وصلت “البوصلة“، أن استشهاد العقيد الدكتور عبدالرزاق الدلابيح رحمه الله نقطة تحول خطيرة في مسيرة الاحتجاجات التي تدخل اسبوعها الثاني دون وجود حلول حقيقية.
وشيع الأردنيون، الجمعة، جثمان الدلابيح في بلدة الكفير في محافظة جرش، والذي تعرض لإصابة بعيار ناري بمنطقة الرأس أثناء تعامله مع “أعمال شغب كانت تقوم بها مجموعة من المخربين والخارجين عن القانون في منطقة الحسينية في معان”، وفق تصريحات الامن العام.
وأضاف الخبير الإقتصادي، “بقاء حكومة الخصاونة صامتة دون تحرك سريع على الأرض وإيجاد حلول ومتابعة ما يحدث في الجنوب من قبل رئيس الوزراء شخصياً لمنع تفاقم الاحداث ووقف الخسائر المادية اليومية التي سيتحملها المواطن في النهاية جراء توقف حركة الشحن والنقل وسلاسل الامداد تكون المسؤولية عما يجري هي الحكومة ممثلة برئيسها وطاقمه الوزاري” .
إقرأ أيضا: وزير الداخلية يعلن عن إجراءات أمنية مشددة في “مناطق الشغب”
ومنذ ايام تشهد محافظات في المملكة إحتجاجت وإضرابات سلمية في الغالب، احتجاجا على ارتفاع أسعار المحروقات، بدأت بسائقي الشاحنات قبل أيام وصولا الى إغلاق الأسواق والمحلات التجارية الأربعاء في كل من معان، والكرك ومحافظة مادبا.
واشار دية إلى أن المواطن الفقير والمتوسط لم يعد قادراً على تحمل المزيد من تبعات ازمة كورونا وما تلته من أزمات تسببت بازدياد الفقر والبطالة وغلاء المعيشة وتضخم الأسعار وارتفاع المحروقات وتآكل الدخول ورفع الفائدة على القروض، “وخاصة ان الحكومة لم تأخذ قرارات اقتصادية جريئة لمواجهة تلك الاثار والتخفيف على المواطن بل استمرت في رفع الأسعار وخاصة أسعار المحروقات التي وصلت لارقام قياسية لم يعد معها المواطن قادر على تأمين اساسيات الحياة”، وفق قوله.
وتقارب أسعار المحروقات ضعف ما كانت عليه العام الماضي خصوصا السولار الذي يشكل الوقود الأساسي للشاحنات والحافلات، والكاز الذي يعد وقود التدفئة الرئيسي للفقراء.
وقدمت الحكومة بعض الحلول بينها زيادة أجور الشحن، وتوزيع مبالغ مالية كدعم للأسر الأكثر تضررا، إلا إنها يبدو أنها لم تكن مرضية بشكل كاف للمضربين.
ولفت دية إلى أنه كان بإمكان الحكومة مواجهة الازمة منذ البداية والتوقف عن رفع أسعار المحروقات وخاصة ونحن على أبواب فصل الشتاء وحاجة المواطن لمادة الكاز لتدفئة اطفاله والتوجه بدل ذلك لتحرير الاقتصاد وجلب الاستثمارات وتخفيض النفقات غير الضرورية للهيئات الحكومية وتسهيل عمل القطاع الخاص ليقوم بدوره الحقيقي في دعم الآقتصاد الوطني وتشغيل العاطلين عن العمل ورفع نسبة للنمو ليشعر المواطن البسيط بتلك الإجراءات ويلمس آثار تلك الخطط الاقتصادية التي لم يلمس آثارها حتى الان.
إقرأ أيضا: “الإفتاء” يتقدم إجماع الأردنيين على تأكيد حرمة الدم ورفع السلاح
واكد أن رحيل حكومة الخصاونة جزء من الحل، داعياً، إلى”تكليف حكومة جديدة قادرة على مواجهة التحديات التي تعصف بالوطن واتخاذ قرارات اقتصادية يرضى عنها الشارع وتعمل على اجراء انتخابات برلمانية وفق التعديلات الدستورية وقانوني الأحزاب والانتخاب ليكون لدينا مجلس نيابي يحظى بأغلبية شعبية و قادر على العمل مع حكومة جديدة قادرة على مواجهة التحديات و تطبيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية والإدارية وتفرز نتائجها سريعاً لنصل بالوطن لبر الأمان “
وطالب الخبير، بالوقوف” صفاً واحداً لحماية وطننا وامتنا مع ضرورة محاسبة المقصرين و المذنبين والدم الأردني غالي علينا جميعاً وجيشنا العربي و اجهزتنا الأمنية سياج الوطن وحماته وتوجيه السلاح نحوهم جريمة لا تغتفر”.