لا يحتاج الأمر إلى تأكيد عند الحديث عن نوايا الإرهابي نتنياهو أو غيره من المسؤولين الصهاينة تجاه فلسطين والفلسطينيين، ومع ذلك فإنه يأبى إلا أن يعلن عن أجندته على الملأ.
نتنياهو الذي تجاهل القضية الفلسطينية في جل خطاباته في الأمم المتحدة محبذاً التركيز على ما يصفه بـ”الخطر الإيراني”، قرر هذه المرة أن يتناول القضية الفلسطينية ولكن من منظوره ومنظور كيانه.
نتنياهو تجاهل وجود فلسطين ومضى أكثر من ذلك حين رفع خريطة لفلسطين لكنها تظهر كيانه فقط ولا وجود لأي كيان فلسطيني صغر أم كبر.
نتنياهو كما كل الزعماء الصهاينة بكل تلاوينهم السياسية لا يعترفون بوجود كيان للفلسطينيين، وإنما فقط مجرد سكان فلسطينيين، والحل النهائي لقضيتهم يتمثل في خيارين لا ثالث لهما: الترحيل أو حكم ذاتي بسيط يدير شؤونهم اليومية الحياتية، أما السيادة على الأرض وجوفها وسمائها فهي للكيان الصهيوني.
بالطبع ذلك ليس قدرا، ولكن مواجهة المخططات الصهيونية تحتاج إلى تصميم وتخطيط وصمود وتضحيات، والواقع يشير هذه الأيام إلى أن الشعب الفلسطيني وحدهم المستعدون لتقديم التضحيات، فالآخرون يبدو أنهم قد ملّوا أو يئسوا أو انهزموا أمام التعنت والصلف والعربدة الصهيونية.
إن أي مساومات على القضية الفلسطينية لا تعيد حق الفلسطينيين وعودتهم وسيادتهم الكاملة على أراضيهم ومقدساتهم؛ سواء كان المساوم رسميا فلسطينيا أو عربيا، فإنما هي طعنة نجلاء في ظهر القضية الفلسطينية تضاف إلى الطعنات التي نالتها طيلة قرن من الزمان.
أما سياسيا فواهم من يظن أن أي حلول مشوهة أو وعود زائفة أو حتى تسهيل حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية سيجلب الاستقرار للمنطقة، وهو الاستقرار الذي يبحث عنه الجميع للتفرغ لمشاريع الانتعاش والازدهار.
باختصار “صفقة السلام مقابل السلام” أو “السلام مقابل الاستقرار” أو “الاستقرار مقابل الازدهار” صفقة خاسرة لأنه بوجود الكيان الصهيوني وأطماعه التي لا حد لها لن يكون هناك سلام ولا استقرار ولا ازدهار حقيقي يصب في صالح الشعوب.
(السبيل)