خيانات المجالس

خيانات المجالس

الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)

نشرة فاعتبروا (204)

          من الشباب مَن يتحدث معك فى الهاتف ويفتح الصوت دون علمك، حتى يسمع الحاضرون كلامك؛ وقد يكون فيه أسرار؛ أو يكون ذلك للوقيعة مع أحدهم؛ فيكون بمثابة الساعي بالنميمة، وبكل أسف لقد استهون كثير من الناس خيانات المجالس فى هذا الزمان.

          فتجد منهم من يجلس ويتكلم معك، وإذا به يُصورك أو يُسجل كلامك دون أن تدرى؛ وهو يعلم أن ذلك مِن خيانة المجلس؛ فقد جاء في الأثر: “إنّما المجالس بالأمانة”.

          ومنهم مَن تُرسل له رسائل على الواتساب ثم يقوم بإرسالها لبعض الناس؛ أو يتداولها عبر وسائل الاتصال الاجتماعى دون استئذانك؛ وهو يعلم أن ذلك مِن خيانة المجالس.

          وفى يوم كنت أتحدث هاتفيا مع أحد الشباب؛ الذي أحسنت به الظن؛ فوجئت بعد ذلك بمَن يقول لى أنه قام بتسجيل المكالمة الهاتفية؛ فلما اتصلت وسألته عن سبب ذلك قال لي: أنه يسجل لكل مَن يتكلم معه؛ حتى إذا أخطأ أحدهم ساومته ماديًا من أجل مسح تلك المكالمة.

          فقلت: ما تفعله مع الناس خيانة، فقال: هي هواية!، فقلت: بئست الهواية بل إنها خيانة، هنا تذكرت قول النبى وهو يَصِف أيام الهرج والفتن بقوله: “حِينَ لَا يَأْمَنُ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ”.

          وفي هذا الزمان ضاعت الأخلاق، وانتشرت خيانة المجالس بين أكثر الناس، وكثر الهواة والنمامون، فخذوا حِذركم، وزنوا كلامكم مع الناس، بل قولوا خيرا أو اصمتوا.

من صفات الأنبياء

          قال سيدنا موسى: “وأخي هارون هو أفصح مني”، ما أجمل الاعتراف بمزايا الآخرين، فهي من مزايا الأنبياء، وإنكارها من مزايا الشيطان وأعوانه “قال أنا خير منه”. 

          طلب ابراهيم ابنه للذبح فامتثل، وطلب نوح ابنه للحياة فأبى، فالبعض بارٌ بوالديه حد الذُّهول، والبعض عاقٌ حد العجب!! نرجو الله أن نكون من البارين بوالديهم.

          قالوا للنبي هود: “إنا لَنَراكَ في سَفاهةٍ”، فأجابهم: “يا قَومِ ليس بي سفاهَةٌ”، ولم يقل بل أنتم السفهاء!، ما أجمل رقي الأخلاق في تعامل الأنبياء، ليتنا نقلد أخلاقهم!

سامح أخاك

          يقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: “سامح أخاك.. وما ينفعك أن يعذب الله أخاك المسلم بسببك”، قال تعالى: “والكاظِمِينَ الغيْظَ والعافِينَ عن الناس واللهُ يُحِبُّ المُحْسنين”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: