البوصلة – عمّان
أثار قرار سلطات الاحتلال السماح باستئناف اقتحام المسجد الأقصى، من قبل المستوطنين، الخميس، تساؤلات حول توقيت القرار، خصوصا وأنه جاء بعد أيام قليلة من انتهاء شهر رمضان المبارك.
وشهد مطلع الشهر المبارك، توترات كبيرة، حيث قامت قوات الاحتلال باقتحام المسجد المبارك، والاعتداء على المصلين والمعتكفين، ووصلت الأوضاع في المسجد إلى حافة الانفجار، إزاء الاقتحامات والانتهاكات والممارسات الاستفزازية.
لكن حدة تلك الانتهاكات تراجعت وشهد المسجد المبارك في النصف الثاني من شهر رمضان المبارك اقبالا كبيرا من قبل المصلين والمعتكفين ووصل عددهم في ليلة السابع والعشرون نحو ربع ملون مصل وهو عدد لم يكن متاحا خلال السنوات الماضية.

وفيما رضخت حكومة الاحتلال، وأوقفت الاقتحامات خلال النصف الثاني من شهر رمضان المبارك، أعادت السماح للمتطرفين باقتحام المسجد بعد أيام قليلة من انتهاء رمضان، الأمر الذي يثير تكهنات حول التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.
التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى فكرة طرحها اليمين الإسرائيلي بقيادة حزب الليكود تمهيدا لتهويد المسجد، من خلال تكريس سياسة اقتحامه والاعتداء على المرابطين داخله.
والمخطط اليهودي يشمل فرض تقسيم ساحات الأقصى زمانيا بين الفلسطينيين والمحتلين الإسرائيليين في غير أوقات الصلاة في إطار مرحلة أولية يتبعها تقسيم مكاني، ثم السيطرة الكاملة عليه لاحقا، وتغيير هويته ببناء ما يسميه الاحتلال الإسرائيلي “الهيكل الثالث” مكان قبة الصخرة.
هذا المخطط ظهر جليا في القرار الأخير الذي سمح باستئناف اقتحام المسجد المبارك وسط تحذيرات من خطورة هذه المخططات على المسجد، وهويته العربية والإسلامية.
ومن أجل فرض ذلك، قررت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية نشر الآلاف من عناصر الشرطة في القدس وجميع المدن، اعتباراً من الليلة، فيما تستعد إسرائيل لإمكانية إطلاق صواريخ من قطاع غزة.
ويأتي ذلك الاستنفار، على خلفية التهديدات التي أطلقتها فصائل فلسطينية باندلاع تصعيد جديد، عقب سماح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين باستئناف اقتحام المسجد الأقصى، الخميس، معتبرة القرار بمثابة “لعب بالنار ونذير تصعيد عسكري جديد”.

ووفق وسائل إعلام عبرية من المتوقع أن يصل المئات من المستوطنين إلى المسجد الأقصى الخميس”، فيما تستعد الشرطة لاندلاع مواجهات مع الفلسطينيين، فيما أفادت وسائل إعلام عبرية بأن المؤسسة الأمنية تستعد أيضاً لاحتمال إطلاق صواريخ من غزة، ووقوع عمليات داخل المدن الإسرائيلية.
وذكرت قناة عبرية أن “المؤسسة الأمنية تأخذ تهديدات الفصائل الفلسطينية على محمل الجد فيما يتعلق بنوايا المستوطنين اقتحام الأقصى.
وانطلقت دعوات للنفير العام للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك أمام موجة الاقتحامات المتوقعة، حيث دعت فصائل فلسطينية مقاومة إلى الدفاع عن المسجد بكافة السبل المتاحة لافشال المخططات الساعية إلى فرض أمر واقع جديد في المسجد.
بدأت إجراءات الاحتلال الفعلية لتقسيم المسجد الأقصى مع سقوط الجزء الشرقي من مدينة القدس في قبضة الاحتلال، إذ هدم جيش الاحتلال حينها حي المغاربة الملاصق لحائط البراق في الجهة الغربية من المسجد الأقصى، واستولى على باب المغاربة بدواع أمنية جاعلا منه مدخلا للجنود والمستوطنين إلى ساحات المسجد.
في عام 1969 أضرم متطرف مسيحي أسترالي النار في المسجد الأقصى، واعتقله الإسرائيليون بزعم أنه يعاني من مرض عقلي، وتم ترحيله بعد سنوات.
وبدأ الاحتلال منذ ذلك الوقت حفرياته تحت المسجد الأقصى بزعم البحث عن آثار الهيكل الثاني، وقد تطورت هذه الحفريات عبر 10 مراحل مختلفة حتى عام 2000.
واقتحم آنذاك الجنرال الإسرائيلي مردخاي جور المسجد مع جنوده، ورفع العلم الإسرائيلي على قبة الصخرة، وحرق المصاحف ومنع الصلاة فيه، كما صادر مفاتيح أبواب المسجد وأغلقه أسبوعا كاملا، حيث مُنعت فيه الصلاة ولم يرفع فيه الأذان.