البوصلة – محمد سعد
مع وصول عدوان موسم الأعياد اليهودية الطويل على المسجد الأقصى المبارك إلى نهايته، وما شهده المسجد الأقصى فيه من عدوان، ومحدودية الرد والاشتباك دفاعاً عن المسجد الأقصى وهويته الإسلامية المهددة وجهت نداءات للحشد والرباط في المسجد فيما وجهت مؤسسة القدس الدولية نداء إلى الأمة العربية والإسلامية لإعادة الاعتبار إلى الأقصى على أنه العقدة المركزية للصراع مع الصهيونية على أرض فلسطين.
وقالت مؤسسة القدس في بيان لها وصل”البوصلة“، “لقد شهد المسجد الأقصى في هذا العدوان أسوأ محاولة لتغيير هويته الدينية منذ احتلاله، بالسعي العملي لتحويله إلى مقدس مشترك عبر فرض الطقوس التوراتية فيه، تمهيداً للإحلال الديني فيه وتحويله إلى هيكل يهودي خالص كما يتوهم الكيان الصهيوني”.
وجاء في البيان، “شهد الأقصى نفخ البوق فيه علناً مرتين، وإدخال القرابين النباتية إليه، واقتحامه بالزي الكهنوتي الأبيض، وفرض الطقوس العلنية داخله، وفرض تلك الطقوس على أبوابه من كل الجهات شمالاً وغرباً وجنوباً بصلوات موسيقية في القصور الأموية، بحيث كانت لا تسمع إلا الصلوات التوراتية في ساحاته ومصلياته على مدار ساعات، وهذه السيطرة الصوتية على المسجد تقصد طمس هويته الإسلامية، وإحلال هوية توراتية في مكانها، وهي عدوان لم يسبق أن شهده المسجد الأقصى منذ احتلاله”.
وأكد البيان أن “شرطة الاحتلال كانت رأس حربة تهويد الأقصى، ففرضت أطواقاً على البلدة القديمة ومداخل الأقصى، واعتدت على الثلة القليلة من المرابطين في باب السلسلة، ومنعت دخول من هو دون السبعين عاماً إليه، وأغلقته في وجه المصلين منذ ما قبل الفجر وحتى الساعة الثالثة مساء”.
ونوه البيان ان مشروع تهويد المسجد الأقصى وتبديل هويته ليس مشروع جماعات استيطانية، بل هو مشروع الكيان الصهيوني بحكومته ومختلف أجهزته التي تكرس له كل إمكاناتها.
وأشار إلى “حرص الاحتلال على خنق صوت الأقصى بتواطؤ من شبكات التواصل الاجتماعي الغربية، وعلى إخماد كل نقطة اشتباكٍ من حوله حتى من الثلة القليلة من المبعدين على باب السلسلة، بالعدوان الهمجي والاعتقال والإبعاد، ليظهر أن هذا الإحلال الديني الذي يمارسه محل تسليم وقبول”





ودعت مؤسسة القدس الفلسطينيين الى تجديد روح الرباط الذي “بات تحدياً واجباً”، مؤكدة إن “المد البشري من المرابطين قادر على كسر الحصار عن الاقصى، وإن الإرادة الشعبية هي بوابة المعركة وسلاح النصر فيها”، وأوضحت أننا أمام محطات عدوان قريبة قادمة في شهر ديسمبر/ كانون الأول نهاية هذا العام، وفي شهر آذار/مارس متزامنة مع الأسبوع الثاني من شهر رمضان.
وحذرت المؤسسة النظام الرسمي العربي بأن التطبيع والمسؤولية عن المقدسات لا يجتمعان، فكيان الاحتلال يخوض معركة طمس وإحلال ديني في الأقصى، في تصعيد لحربه الإحلالية ضد فلسطين بجغرافيتها وشعبها ومقدساتها، والتطبيع مع مثل هذا المشروع الإحلالي محكوم بالفشل.
“الأعياد لن تغير هوية المسجد الإسلامية”
بدوره دعا خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، لشدِّ الرّحال إلى المسجدِ الأقصى المبارك، وإلى أداء صلاة الجمعة غدا فيه بحشودٍ مهيبةٍ، في ظل ما يتعرضُ له من أخطار ومخططات تهويدية.
وقال صبري، “شد الرّحال قائم ما دامت الأخطار قائمة وبالتالي فإن كل فلسطيني يعتبر نفسه مخاطبًا لشدِّ الرّحال، وأما من لا يستطيع الوصول فعليه بالصلاة على أعتاب مناطق المنع وله الأجر إن شاء الله”.
وأوضح أن هذه الأعمال العدوانية لن تكسبهم أي حق في المسجد، معتبرًا أنها محاولة لتكميم الأفواه وتأكيد على أن “الاحتلال غير قادر على ضبط الأمن لأنه بمثابة السارق”.
“البصق” على الحجاج المسيحيين.. ظاهرة عنصرية تمنح حكومة الاحتلال غطاءً لمرتكبيها (شاهد)
ونوه إلى أن الأقصى هو حقنا الشرعي من الله وقرار رباني من سبع سماوات، وليس من مجلس الأمن ولا من هيئة الأمم، لذلك لا تنازل عنه”.
وتابع: “الأقصى للمسلمين جميعا في أرجاء المعمورة، وهو أمانة في أعناقهم، والله سبحانه سيحاسب كل من يقصر في حق القدس والأقصى”.
“حرب دينية تشنّها حكومة الاحتلال الفاشية على الأقصى“
أكد الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة أن التوسّع في الاقتحامات وتكثيفها لن يزيد شعبنا الفلسطيني إلا إصراراً على التمسّك بمقدّساته، ومقاومة كل محاولات الاحتلال لفرض سيطرته عليها، مبيناً أنها لن تغير في هوية القدس والأقصى، وأن شعبنا سيواجهها بكل قوة.
وأشاد حمادة في تصريح صحفي،اطلعت عليه “البوصلة” بكل فخر واعتزاز بأهلنا المرابطين في القدس والمسجد الأقصى المبارك، داعياً إياهم وكل أبناء شعبنا إلى تكثيف الحشد والرباط في باحاته، مؤكداً أن شبابنا الثائر في كل مكان، سيجد طريقه لإيلام هذا العدو المجرم ومعاقبته على جرائمه المستمرة.
وبيّن أن “استمرار سياسة الاقتحامات لباحات المسجد الأقصى المبارك من قِبَل قطعان المستوطنين، وما تتضمنه من أداء لصلوات تلمودية، وسط حماية من قوات الاحتلال، هو سلوك صهيوني استفزازي، يصب الزيت على النار”.
وأشار حمادة إلى أن هذه السياسة تمثل إمعانا في الحرب الدينية التي تشنّها حكومة الاحتلال الفاشية ضد شعبنا الفلسطيني ومقدّساته، ومُضِيّ في محاولات الاحتلال لتقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً وتغيير هويته العربية والإسلامية.