سربت معلومات “سرية للغاية”.. مترجمة بالجيش الأميركي تتجسس لصالح حزب الله

سربت معلومات “سرية للغاية”.. مترجمة بالجيش الأميركي تتجسس لصالح حزب الله

تجمع لأنصار حزب الله في بيروت (رويترز)

اتهمت السلطات الأميركية مترجمة بالجيش عملت في العراق بتزويد حزب الله اللبناني الموالي لإيران بمعلومات سرية للغاية، وفق ما أفاد تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.

وقال ممثلو الادعاء إن المتهمة، وتدعى مريم طه طومسون (61 عاما)، كثفت أنشطتها التجسسية لصالح إيران في الفترة الأخيرة خاصة مع تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وطهران.

وذكرت الصحيفة -نقلا عن مصادر قضائية- أن المترجمة التي تقطن بولاية مينيسوتا زودت لبنانيا ذا صلة بحزب الله بأسماء مخبرين أجانب وتفاصيل المعلومات التي زودوا بها أجهزة الاستخبارات الأميركية.

وأشارت إلى أن هويات المخبرين تعد من أكثر المعلومات سرية، وأن تسريبها تسبب في وضع حياتهم ومتعاقدين عسكريين أميركيين آخرين في خطر.

واعتبر مسؤولون أميركيون أن تسريب هذه المعلومات السرية يشكل سابقة خطيرة، ويعد إحدى أخطر قضايا مكافحة التجسس التي شهدوها السنوات الأخيرة.

ولعل ما يؤشر على أهمية وخطورة هذه القضية -وفق الصحيفة- هو حضور العديد من كبار المدعين العامين للأمن القومي، فضلاً عن تيموثي شي المدعي العام لمقاطعة كولومبيا، أمام المحكمة خلال جلسة الاستماع الأولى التي ظهرت فيها طومسون أول أمس الأربعاء.

وقال جون سي ديمرز المدعي العام المساعد للأمن القومي، في بيان “هذا السلوك يشكل وصمة عار لشخص يعمل متعاقدا مع الجيش الأميركي.. هو خيانة للوطن تستوجب العقاب”.

وذكرت نيويورك تايمز أن تجنيد طهران لمتعاقد عسكري لديه إمكانية الوصول إلى أسرار ومعلومات بالغة الحساسية يدل على قوة العمليات الاستخباراتية لإيران والجماعات الموالية لها، وهو أمر لطالما حذر مسؤولون أميركيون من الاستهانة به والتقليل من شأنه.

وخلال مقابلات مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) اعترفت المتهمة للمحققين بأنها قامت بشكل غير قانوني بمشاركة معلومات سرية مع مواطن لبناني، وفقًا لما ورد في وثائق المحكمة.

وقالت أيضا إنها قدمت معلومات سرية عن طريق حفظها عن ظهر قلب وتدوينها لاحقا، ثم عرض ما كتبته على ذلك اللبناني خلال مكالمة فيديو من هاتفها المحمول.

وتواجه المتهمة -التي أمر قاضي التحقيق ببقائها رهن الاعتقال حتى جلسة استماع يوم 11 من الشهر الجاري- ثلاث تهم متصلة بانتهاك قوانين التجسس.

وقد تعاقب بموجب القانون بالسجن مدى الحياة، وربما الإعدام إذا تسببت المعلومات التي كشفت عنها في مقتل أحد المخبرين الذين سربت بياناتهم.

وقد عملت طومسون مترجمة متعاقدة مع الجيش الأميركي في محافظة أربيل العراقية، واكتشف المحققون أنها زادت نشاطاتها ذات الصلة بالمعلومات المصنفة، بعد تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وتم اكتشاف أنشطتها المشبوهة في 30 ديسمبر/كانون الأول، أي بعد أيام من ضربات جوية أميركية استهدفت مواقع لحزب الله العراقي، وقبل وقت قصير من اغتيال قائد “فيلق القدس” الإيراني الجنرال قاسم سليماني في هجوم بطائرة مسيرة خارج مطار بغداد الدولي.

وتمكنت طومسون، خلال الأسابيع الستة التالية، من الوصول إلى ملفات حكومية سرية تضمنت أسماء وصوراً حقيقية لمصادر للمخابرات الأميركية والمراسلات الحكومية التي حددت المعلومات التي قدموها إلى موظفي التنسيق.

واكتشف المحققون، خلال تفتيش مكان إقامتها في 19 فبراير/شباط الماضي، مذكرة مكتوبة بخط اليد بالعربية تضم أسماء مخبرين، وتحذيراً موجها لهدف عسكري تابع لحزب الله -لم يذكره الادعاء- وطلبا بمراقبة هواتف المصادر الذين تم كشف هوياتهم.

وقد أعرب مسؤولون قانونيون ورجال مخابرات سابقون عن دهشتهم من السهولة التي تمكنت من خلالها المتعاقدة من جمع تفاصيل ومعلومات حول المخبرين، خاصة وأن “إف بي آي” ووكالة الاستخبارات المركزية “سي آي أي” يحرصان على جعل الوصول لمعلومات من هذا النوع أمرا معقدا للغاية.

ولم يكشف المدعون العامون مستوى الأهمية التي يكتسيها المخبرون الذين تم كشف هوياتهم، لكن نيويورك تايمز أكدت أن أي مصادر، حتى الأقل تصنيفا، تكتسي أهمية بالغة في فهم أنشطة وخطط المجموعات والأذرع الموالية لإيران.

وإذا مكنت المعلومات المسربة من تعريض شبكة المخبرين المتعاونين مع الولايات المتحدة للخطر، فإن هذا قد يؤدي -بحسب الصحيفة- إلى تعقيد قدرة الجيش الأميركي على حماية عناصره ووقف الهجمات التي قد تستهدف المصالح الأميركية بالمنطقة.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: