سرحان: التباعد الجسدي ضرورة للوقاية من وباء كورونا

سرحان: التباعد الجسدي ضرورة للوقاية من وباء كورونا

أكد أنه ثقافة جديدة ولا يعني  تباعد القلوب وهو تعبير عن حب الآخرين وتمني الخير لهم

عمان – البوصلة

قال مدير جمعية العفاف مفيد سرحان في تصريحاتٍ إلى “البوصلة”: إن انتشار وباء كورونا أدى إلى اتخاذ عدة إجراءات بهدف منع أو الحد من انتشار هذا الوباء الذي يجتاح معظم دول العالم وقد تراوحت هذه الإجراءات بين الإغلاق والحظر الشامل وتوقف العمل، والحظر الجزئي وتوقف الدراسة في المدارس والجامعات وإجراءات العزل الصحي، والانتقال إلى التعليم عن بعد والعودة إلى العمل ضمن شروط وتقليص ساعات حظر التجول إضافة إلى الدعوات لاتخاذ الاحتياطات الوقائية الشخصية كاستخدام المعقمات وعدم المصافحة والابتعاد عن أمكان التجمعات، وترك مسافة أمان وعدم الاقتراب من الآخرين. 

وأكد سرحان أن الحظر الشامل والإغلاقات وتوقف العمل كان له أثر كبير على الاقتصاد حيث طالب القطاع الاقتصادي وغالبية المواطنين بالعودة إلى العمل، كما أن تعطيل الدراسة والتحول إلى التعليم عن بعد واجه انتقادات وملاحظات كثيرة.

ونوه إلى أنه وبعد فرض الحظر الشامل يومي الجمعة والسبت لاسبوعين متتاليين أبدى عدد كبير من المواطنين والمؤسسات تذمرهم من هذا الإجراء نظرا لاثارة الكبيرة على الجميع، مشيرًا إلى أن الجهات ذات العلاقة تتحدث عن احتمالية اللجوء إلى الحظر الشامل لأسبوعين أو  أكثر في حال استمر تزايد أعداد  الاصابات.

وشدد سرحان على أن اتخاذ القرارات والمواءمة بين الحاجات الصحية والاقتصادية والاجتماعية ليس بالأمر السهل خصوصاً مع تزايد عدد الحالات المسجلة يومياً وانتشارها في عدد من المحافظات، 

وأضاف سرحان أن الدولة مسؤولة ومن واجبها الموازنة في إتخاذ القرارات فإن المواطن مسؤول أيضاً، بغض النظر عن درجة المسؤولية وهو في كثير من الأحيان شريك في إنجاح القرارات.

خبرة متراكمة.. التباعد أمان

وتابع حديثه بالقول: الآن وبعد مرور أكثر من سبعة أشهر على بدء إنتشار الوباء في الأردن واتخاذ عدة إجرءات فإن هذه التجربة تؤكد أهمية التباعد الجسدي بين الأشخاص وعدم التقارب والالتزام بترك مسافة أمان، وهو ما أوصت به منظمة الصحة العالمية منذ بدء الجائحة كإجراء فعال للحد من إنتشار الوباء ونقله للآخرين.   

وأوضح بالقول: في مجتمعنا الأردني إعتاد الناس على الجلوس جنبا إلى جنب وعدم ترك مسافة بينهم خصوصاً في المناسبات التي يحضرها أعداد كبيرة. وكذلك في الاجتماعات والنشاطات العامة.  والتقارب في الأماكن العامة ومراكز التسوق.

وبين أن الواقع الصحي يتطلب من الجميع أخذ نصائح المختصين بعين الاعتبار والالتزام بها وعدم الاستهتار والتهاون الذي يدفع الكثيرين ثمة هذه الأيام حيث تزايد أعداد الإصابات. 

وأعاد التأكيد على التباعد الجسدي لا يعني تباعد القلوب أو عدم المحبة أو تسجيل موقف من شخص ما، بل هو ضرورة تمليها على الجميع الظروف الصحية وهو مسؤولية الجميع ،  وهذا الإجراء بحاجة إلى قناعة شخصية للالتزام به إذ أن أي  رقابة أو قانون في العالم لا يمكن أن يضمن الالتزام بهذا الإجراء إذا لم تتوفر القناعة والإرادة والالتزام الذاتي.

التباعد ثقافة جديدة غير مكلفة

ونوه سرحان إلى أن الالتزام بالتباعد الجسدي غير مكلف ماديا ويمكن التحكم به ويمكن تنظيمه في أماكن العمل والمكاتب وأماكن الانتظار ووسائل النقل وأماكن التسوق والمخابر وفي البنوك وغيرها. 

وأشار إلى أن ممارسة الدعاية الإنتخابية للمترشحين لمجلس النواب بحاجة الى الحذر والانتباه واخذ الاحتياطات اللازمة، خصوصا مع اقامة اللقاءات الانتخابية في البيوت والدواوين والتي لا يتحقق فيها التباعد الجسدي.  كما لا يلتزم فيها الحضور في الاغلب بارتداء الكمامات.

وأكد ان التباعد الجسدي بحاجة إلى أن نتذكر دائماً إننا بهذا الالزام البسيط نساهم في حماية أنفسنا ومجتمعنا من وباء ينتشر بسرعة وإن الإصابة به إن لم تؤدي إلى الوفاة لا سمح الله فإنها تزيد من الأعباء على الجهاز الصحي. 

وأضاف سرحان ان انتشار الوباء سيؤدي إلى توقف عمل الشخص وحجره ومن خالطهم لأسبوعين وأكثر،  وقد يؤدي إلى عزل منطقة إلى حي أو مدينة وهذا يسبب المشقة وتعطيل مصالح الآخرين. 

وشدد على أن التباعد الجسدي ثقافة جديدة وممارسة يجب أن نلتزم بها وننشرها في المجتمع والحرص على الالتزام بها وتوجيه الآخرين إليها. 

وقال: في المساجد حيث كان التوجيه برص الصفوف في الصلاة والتقارب بين المصلين فإن المصلحة تستوجب التباعد الجسدي بين المصلين حفاظاً على صحة الجميع، وعدم التزمت عند الرأي الشخصي بل وحث الآخرين على هذا السلوك. 

“التباعد الجسدي في هذه الظروف يحمل معاني عديدة منها، تحمل المسؤولية والشعور مع الآخرين وتقديم المصلحة العامة وهو تعبير عن حب الآخرين والمجتمع وتمني الخير لهم”، على حد تعبيره. 

وختم سرحان بالقول: ليقدم كل منا ما يستطيع ويلتزم على المستوى الشخصي بالإجراءات الوقائية وفي مقدمتها التباعد الجسدي وارتداء الكمامات واستخدام المعقمات، مطالبا في الوقت ذاته بأن نساهم في عدم الوصول الى الإغلاق الشامل لاسابيع، وما في ذلك من اضرار كبيرة على الجميع.

 (البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: