عمّان – البوصلة
بعد ما أثاره انحباس الأمطار لفترة وجيزة عن الأردن متزامنا مع مربعينية الشتاء من مخاوف بأن يكون الموسم المطري ضعيفًا، الأمر الذي يترتب عليه مزيد من المعاناة في توفير مياه الشرب والزراعة وغيرها من الاحتياجات الكبيرة للأردنيين، عادت أمطار الخير لتعمّ أرجاء المملكة مجددًا بما تحمله من خير وبركة وبما يدفع النفوس نحو مزيدٍ من الخير والعطاء وبث السعادة بين أبناء المجتمع الواحد المتكافل المتعاضد لا سيما بإسناد الطبقة الفقيرة التي تكون بأمس الحاجة لتقديم يد العون حتى يقضوا فصل الشتاء وأيام البرد دون معاناة.
بدوره قال الخبير الاجتماعي ومدير جمعية العفاف مفيد سرحان في تصريحاته لـ “البوصلة” إنّ الماء من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا. وهو أساس الحياة للكائنات الحية. فوجود الماء يعني وجود كائنات حية من إنسان وحيوان ونبات. ونقصان الماء يعني المعاناة وانعدامه يعني الموت.
واضاف سرحان: نسبيا يعد مناخ الاردن معتدلا حيث أربعة فصول في السنة: الصيف والخريف والشتاء والربيع- وإن كنا كما العالم نشهد تغيرا مناخيا أصبحت آثاره واضحة وملموسة، وهذا التنوع له إيجابيات كثيرة على طبيعة الحياة والنفسية. فالتنوع يتيح المجال لتنوع المزروعات. وهو ايضا يساعد على مزيد من إنجاز المشاريع.
وتابع بالقول: فصل الشتاء يتميز بقصر ساعات النهار، مما يعطي الإنسان قدر أكبر من الراحة مما يغير نفسيته نحو الافضل، حيث أن طول ساعات النهار عند الكثيرين يعني إستمرار العمل والحركة.
وقال: منذ القدم فإن فصل الشتاء ينتظره الفلاحون والمزارعون ومربي الماشية لأنهم الاكثر إدراكها لاهمية سقوط الأمطار وأثرها الإيجابي على خصوبة الأرض ونمو المزروعات وإنتشار المراعي وتوفر المياه لري المزروعات.
وإزدادت أهمية الشتاء مع تناقص كميات المياه في كثير من مناطق العالم ومنها بلادنا. فتساقط الأمطار يساهم في زيادة كمية المياه الجوفية ومياه السدود.
وبين سرحان أن الكثيرين يستمتعون بفصل الشتاء لأنه يحمل معه الخير والعطاء ويغسل الارض وينعش القلب ويشعر بالراحة والسعادة والأمل، لافتًا إلى أنّه يمهد للربيع الذي تكتسو به الأرض بالخضرة، وكذلك الاستمتاع برائحة المطر وشروق الشمس من بين الغيوم والوان قوس قزح.
أجواء أسرية وحد أدنى من الاحتياجات
وأشار إلى ما يحمله فصل الشتاء من أجواء حميمية خصوصا داخل الأسرة، منوهًا في الوقت ذاته إلى أنّ الاستمتاع بفصل الشتاء يتطلب وجود الحد المناسب من الاحتياجات التي تؤهل الشخص والاسرة والمجتمع للتعامل مع طبيعة هذا الفصل والاستفادة من ميزاته الكثيرة دون وجود اضرار صحية او مادية وهي مسؤولية فردية وجماعية. وقال سرحان إن زيادة استهلاك الوقود من كاز وغاز لاستخدامات التدفئة للأسر الفقيرة اضافة الى زيادة فاتورة الكهرباء في هذا الفصل تعني مزيدا من الارهاق لميزانية الأسرة المتعثرة والتي تعاني من العجز عند الغالبية.
وأكد سرحان أن فصل الشتاء فصل الخير بحاجة الى مزيد من التكافل والتعاون من الجميع لمساعدة الاسر الفقيرة على تأمين إحتياجات الشتاء ومساعدتها لكي تتمكن من قضاء هذا الفصل دون معاناة.
ولفت إلى أنّ الشعور مع الآخرين خلق رفيع وقيمة سامية وتشعر الغني بالالتزاماته تجاه الآخرين، وتسعد الفقير وتجعله أكثر انتماء وحرصا وحبا لمجتمعه.
وختم الخبير الاجتماعي حديثه بالتأكيد على أنّ “إدخال الفرح والسرور على قلوب الآخرين من أعظم الأعمال عند الله تعالى في جميع الظروف”.
(البوصلة)