البوصلة – رصد
واجه المذيع التونسي محمد كريشان ضيفاً إسرائيلياً على الهواء، ضمن تغطية قناة الجزيرة لاقتحامات المسجد الأقصى، بعدما أصر على تسمية الأمور بمسمياتها.
ودفعت طريقة إدارة مذيع الجزيرة للحوار، وتسمية الأمور وفق الحقائق والمعطيات، الكاتب والمحلل الإسرائيلي إيلي نيسان، للانسحاب من مداخلة على الهواء.
انسحب الكاتب والمحلل الإسرائيلي إيلي نيسان، على الهواء مباشرة، وذلك أثناء مداخلته للتعليق على عملية إلعاد والاقتحامات التي تتم من قبل المستوطنين بشكل مستمر للمسجد الأقصى.#الجزيرة#فلسطين#إسرائيل pic.twitter.com/0g82xrHwCV
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) May 6, 2022
وأعرب الكاتب والمحلل الإسرائيلي، عن رفضه وصف المذيع محمد كريشان اقتحامات المسجد الأقصى بكلمة “اقتحام”. وفي وقت أصر الضيف الإسرائيلي على استخدام “زيارة” أثناء مداخلة للتعليق على تنفيذ فلسطينيين لهجوم مسلّح في إلعاد، في فلسطين المحتلة، واجهه المذيع المخضرم كريشان أن الزيارة لا تتم بجيش مدجج بالأسلحة.
وبينما كان المحلل الإسرائيلي يقول إن هناك زيارة رسمية من المستوطنين، قاطعه كريشان بلغة صريحة ومباشرة وأسلوب قوي، أن الزيارة كما يقول المشرفون على المسجد الأقصى وهم الأردنيون، أنه يتم تنسيقها، ولا تأتي هكذا، مدججاً بقوات الأمن والجيش والأسلحة وتدعي أنك تزور بيت العبادة.
وأضاف كريشان مخاطباً إيلي، أن الزيارة لا تأتي بهذه الصيغة، وأصر على اعتبار تلك المحاولات اقتحاماً.
وحينما حاول مذيع الجزيرة طرح سؤاله بشكل منطقي، رفض المحلل الإسرائيلي هذه الحقيقة، وقال إنه لا يريد أن يكمل المقابلة.
ومباشرة أخبر محمد كريشان الضيف الإٍسرائيلي، أنه لا يريد أن يكمل معه المقابلة.
وأضاف على الهواء مباشرة “خلاص والسلام عليكم، نحن أيضاً لا نريد أن نكمل معك المقابلة”.
واستطرد مذيع الجزيرة في توضيح الموقف للمشاهدين، وشرح ملابسات الأمر، والتأكيد أن الأمر يتعلق باقتحامات، وليس زيارات مستوطنين مثلما يريد الجانب الإسرائيلي الإيحاء بها.
وقال بعد انسحاب الضيف الإسرائيلي، إن المقابلة فيها أخذ وعطاء، ويشرح قائلاً إن الزيارة لا تتم بجيش مدجج بالأسلحة.
وأشاد مغردون بموقف المذيع التونسي الذي يمتلك في رصيده خبرات واسعة، ويعتبر من وجوه الجزيرة البارزة.
بصدق المقاومه ليست فقط بالسلاح ونرى اليوم المقاومه من السيد كريشان بالمناظره والاسأله المنطقييه ورد العجرفه الصهيونيه علي ناطقيها ورد الروايات الكاذبه الملمقه لقول روايتهم وتغطية جرائمهم. شكراَ للجزيره ولللعلامي المخضرم الفذ. فعلا الجزيره منبر ل لا منبر له ♥️
— ראשיד אל בוריני (@Albouriny81) May 9, 2022
رحم الله من ولدتك يا سيدنا الفاضل محمد كريشان و الله ما عقرت تونس و أنت أحد أبنائها.
— مكي (@GuerfiMekki) May 8, 2022
وحول الموقف، والذي كان محل تفاعل واسع من الجمهور، وإشادتهم بقدرته على إدارة الحوار بكفاءة مع ضيف إسرائيلي.
قال كريشان إن “الجمهور يريدنا أن نناقش الضيف الإسرائيلي في كل صغيرة وكبيرة، وهذا أمر صعب، لأنه سيخبر بأشياء كثيرة، ولا يمكن أن نتوقف معه في كل جزئية”.
واستطرد المذيع والمحاور المتمرس، الذي قابل شخصيات سياسية وفكرية مرموقة، أن القناة طالما استضافت ضيفاً سيحاول أن “يخبرنا أفكاراً إسرائيلية، ويدافع عنها، والمحاور يمكنه أن يوقفه عند حده حينما يدّعي ويزيف الحقائق على أحداث واضحة”.
وأشار كريشان إلى أنه كان يجب عليه أن يوقف الضيف الإسرائيلي عند حده حينما حاول أن يصف الاقتحامات بالأسلحة والجيش وعناصر الأمن لمكان عبادة بأنها “زيارة”.
وأضاف أن ما يريد قوله هو “أن أغلب الناس لا تريد سماع الرواية الإسرائيلية وأتفهم الموقف، لكن أستطيع القول إنه لا يمكن التوقف عند كل جزئية، وأطلب من الناس بعض سعة الصدر لتحمّل كلام قد لا يستسيغونه، حتى نعرف ما يفكرون فيه ورؤيتهم”.
واستشهد المذيع التونسي باستضافته في قناة الجزيرة مؤخراً ضيفاً إسرائيلياً شرع في كيل اتهامات وشتائم لقائد حركة “حماس” في غزة يحيى السنوار.
واختتم حديثه: “الخلاصة أنه أحياناً من الجيد الاستماع لوجهة نظرهم، ومتى كان هناك تزييف لابد من إيقافهم”.