البوصلة – عمّان
واجه مشروع نظام تنظيم العمل الحزبي في الجامعات الذي جرى نشره عبر وسائل اعلام محلية، انتقادات كبيرة، لما يحمله من تناقض مع ما صرحت به الحكومة مؤخرا حول العمل الحزبي، ومع ما سيطبق على أرض الواقع.
وانتقد المنسق العام للحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة “ذبحتونا” فاخر دعاس ما نشر عبر وسائل الإعلام حول مشروع نظام تنظيم العمل الحزبي في الجامعات، معتبرا أنه قزم العمل الحزبي داخل الجامعات.
وقال “دعاس” إنه جرى “اليوم نشر مشروع نظام تنظيم العمل الحزبي في الجامعات .. مشروع يفرغ فكرة السماح للعمل الحزبي في الجامعات من هدفها المعلن وهو انخراط الشباب في العمل الحزبي، ويقزمها لمجرد طلب اقامة نشاط، وهو الامر الذي كنا في حملة ذبحتونا قد حذرنا منه”.
واعتبر أن “النظام قام بتحويل عميد شؤون الطلبة الى حاكم اداري له الصلاحيات المطلقة بالسماح والمنع لاي نشاط حزبي بل والتدخل في تفاصيل النشاط والتعديل عليه من حيث المكان والزمان والأسماء المشاركة ومحتوى النشاط نفسه (المادة ٦/ج)”.
لكن الأهم بحسب دعاس هو أن “مشروع النظام لم يقم بإلغاء انظمة التأديب التي تجرم العمل السياسي داخل الجامعات وتقيده، كما انه لم يفرض على الجامعات وجود اتحادات طلابية منتخبة”.
وكان الملك عبد الله الثاني بن الحسين طالب رؤساء الجامعات الأردنية الرسمية خلال لقائه بهم يوم الثلاثاء 26 تموز/ يوليو 2022، بضرورة إفساحهم المجال أمام الأنشطة الحزبية في جامعاتهم. وأكد خلال اللقاء الذي حضره في قصر الحسينية ولي عهده الأمير الحسين بن عبد الله، على أهمية دور الجامعات في إنجاح تنفيذ مخرجات التحديث، بخاصة في المجال السياسي.
ودعا الشباب الجامعي إلى أن يكونوا جزءاً أساسياً من عملية التحديث السياسي، والانخراط في العمل الحزبي البرامجي.
وأكد بأن إنجاز نظام ينظّم الأنشطة الحزبية في الجامعات الرسمية والأهلية ضرورة قصوى تحمل صفة الاستعجال، وكذلك العمل بشكل مؤسسي لمنع وضع أي حواجز أمام الشباب الراغبين المشاركة بالحياة السياسية، لافتاً في هذا الصدد، إلى أهمية توفير بيئة جامعية إيجابية تساهم في التحديث السياسي المنشود.
وركّز الملك خلال اللقاء على أهمية مواكبة التطور التكنولوجي لتعزيز تميّز الموارد البشرية الأردنية، وإعداد جيل جديد قادر على الاستفادة من الفرص المتاحة ضمن اختصاصات يتطلبها سوق العمل.
وحذر مراقبون من إقرار مجلس الوزراء لمشروع تنظيم العمل الحزبي في مؤسسات التعليم العالي في الشكل الذي جرى تسريبه ونشره عبر وسائل الإعلام لما له من انعكاسات سلبية على بيئة العمل الطلابي، ويتناقض مع تصريحات رسمية أشارت إلى عدم التضييق على الطلاب.
وبحسب تقريرٍ للمركز الوطني لحقوق الإنسان، فإن عدد المنتسبين للأحزاب في الأردن بلغ 34957 منتسبا، بينما لا يتجاوز عدد الشباب المنتسبين للأحزاب في الأردن 12748 شابا، بنسبة 36.47 في المئة من عدد المنتسبين.
للإطلاع على مشروع النظام أنقر هنا