اشتعلت موجة من الغضب في أوساط الكثير من المستخدمين بمن فيهم رئيس الوزراء الماليزي بسبب توسع شركة «ميتا» في ملاحقة المحتوى الفلسطيني على شبكاتها، بما في ذلك عبارات النعي والتعزية باستشهاد قائد حركة حماس اسماعيل هنية الذي اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلي في هجوم استهدف مقر إقامته بالعاصمة الايرانية طهران.
وانتقد ناشطون ومسؤولون حول العالم الرقابة الممنهجة التي تفرضها شركة «ميتا» الأمريكية على المحتوى، كما انتقدوا استهداف المحتوى الفلسطيني على المنصة.
ورداً على هذه الرقابة، حجبت تركيا، صباح الجمعة تطبيق «إنستغرام» من دون إعطاء تبرير، وأفاد العديد من مستخدمي الإنترنت في تركيا عبر منصة «إكس» بأنه لا يمكنهم الدخول إلى صفحاتهم على «إنستغرام» وهو ما لاحظه صحافيو وكالة «فرانس برس» أيضاً.
ونشرت هيئة الاتصالات التركية على موقعها الإلكتروني قراراً يفيد بأنه «تم حجب إنستغرام.كوم بقرار صادر في الثاني من آب/أغسطس» من دون أي تفاصيل إضافية.
وكان رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون انتقد المنصة بشدة يوم الأربعاء الماضي في أعقاب اغتيال هنية، مؤكداً أنها «تمنع الناس من نشر رسائل تعازي» برئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بعد اغتياله. وكتب ألطون عبر «إكس»: «إنها محاولة رقابة واضحة وجلية».
الى ذلك، اتهم رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم شركة ميتا بـ«الجُبن» وبكونها «أداة للنظام الصهيوني القمعي» بعد حذف منشور له على «فيسبوك» بشأن اغتيال إسماعيل هنية.
وفي منشور على «فيسبوك» انتقد رئيس الوزراء الماليزي شركة «ميتا» بعد أن حذفت مرة أخرى مقاطع فيديو ورسائل تعزية وانتقادات بشأن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وكتب: «إنه من غير المعقول اعتبار منشورات وسائل التواصل الاجتماعي التي تكرّم مناضلاً يناضل من أجل تحرير وطنه من القهر والمعاناة أمراً خطيراً».
وأضاف في منشوره: «لتكن هذه رسالة واضحة لا لبس فيها إلى ميتا: توقفوا عن مثل هذا الجُبن، وتوقفوا عن التصرف باعتباركم أداة للنظام الصهيوني القمعي الإسرائيلي».
وكان أنور قد نشر مقطع فيديو مسجلاً لاتصال هاتفي مع قيادي في حركة حماس لتقديم التعازي في استشهاد إسماعيل هنية، لكن الشبكة حذفته في وقت لاحق. وكشف فحص على حساب رئيس الوزراء الماليزي على موقع إنستغرام أن ثلاثة منشورات له، يدين فيها اغتيال هنية في إيران، بالإضافة إلى صور للقائهما، قد تم حذفها أيضاً من تطبيق التواصل الاجتماعي، وكانت إزالة المنشورات مصحوبة بعبارة «أفراد ومنظمات خطرة».
كما أدان مكتب رئيس الوزراء الماليزي قيام «ميتا» مرة أخرى بحذف منشور لاجتماع أنور مع قادة «حماس» في قطر في أيار/مايو الماضي من «إنستغرام». وذكرت شعبة الإعلام والاتصال الاستراتيجي في مكتب رئيس الوزراء الماليزي، في منشور لها على «فيسبوك» أن هذا الإجراء يظهر بوضوح التمييز ضد الوضع في فلسطين وقياداتها. وجاء في البيان الذي نشر أيضاً على الحسابات الرسمية لرئيس الوزراء على مواقع التواصل الاجتماعي: «نطالب بتوضيح بخصوص هذا الأمر، ونحث ميتا على الاعتذار».
وصرح وزير الاتصالات الماليزي فهمي فاضل بأنه جرى طلب توضيح من «ميتا».
وتصنف «ميتا» حركة حماس بأنها «منظمةً خطيرةً» وتحظر المحتوى الذي يشيد بالحركة، كما تستخدم مزيجاً من الرصد الآلي والمراجعة البشرية لإزالة أو وضع علامات على المحتوى المرئي.
وكانت ماليزيا قد تقدمت بشكوى قبل ذلك لشركة «ميتا» بسبب حذف محتوى، بما في ذلك تغطية إعلامية محلية لاجتماع أنور الأخير مع هنية، والتي جرت استعادتها في وقت لاحق.
(القدس العربي)