في مالي.. الإمام ديكو يوحد المعارضة ضد الرئيس

في مالي.. الإمام ديكو يوحد المعارضة ضد الرئيس

الإمام محمود ديكو يلوح لأنصاره في باماكو عاصمة مالي

قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن الوساطة ومحاولات الحوار لم تنجح في تخفيف التوتر في مالي، حيث يواصل الشارع حشده وتتوالى المظاهرات موحدة المعارضة للمطالبة باستقالة الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا.

ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الحركة ليست جديدة، حيث نشطت في خريف عام 2017، ثم تبلورت من جديد على أساس مطالب غاية في التنوع يوم 5 يونيو/حزيران في ساحة الاستقلال، متخذة من هذا التاريخ اسمها “إم 5”.

يحرك هذه المظاهرات ما يجتاح مالي من عوامل السخط، كالهزائم العسكرية في وجه الجهاديين والتوترات المجتمعية الناتجة عنها والركود الاقتصادي أو الشعور بعجز الدولة التي تبدو غائبة ومتهمة بالفساد.

ومع أن عوامل السخط كثيرة ومطالب “إعادة التأسيس” غامضة جدا، كما تقول الصحيفة، فإن زعيم الحركة واضح للغاية، حيث تولى الإمام محمود ديكو رئاسة إم 5 بشكل يبدو طبيعيا تماما.

وقد رفض هذا المتدين الصارم والمؤثر -كما وصفته الصحيفة- بحركة من يده كل التنازلات التي قدمها الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا في اليوم التالي للمظاهرة الأولى، ودعا إلى احتجاج ثان في 19 يونيو/حزيران، قائلا عن الرئيس إنه “لم يتعلم الدرس، لا يستمع إلى الناس، ولكن هذه المرة سيفهم”.

اتحاد المعارضة

وفي يوم الجمعة الماضي، تجمع عشرات الآلاف من الناس بعد الصلاة للمطالبة مرة أخرى بمغادرة الرئيس، في ما عد انتصارا لحركة إم 5 التي أعيدت تسميتها بمناسبة دخول العديد من قادة المعارضة فيها، حيث أطلق عليها اسم “حركة 5 يونيو-تجمع القوى الوطنية”.

وقال أحد الدبلوماسيين إن هذه الحركة “قوة خطرة تكتسب زخما متزايدا، في وقت كان فيه الرئيس يأمل في أن تهدِّئ الانتخابات التشريعية التي نظمت في أبريل/نيسان الماضي من المناخ المضطرب في بلاده، إلا أن الاقتراع عمليا كان تأثيره عكسيا.

وقد زاد من الاستياء الشعبي قرار المحكمة الدستورية إبطال حوالي 30 نتيجة، بالإضافة إلى تهم التزوير التقليدية، وهو ما دعا دول الجوار إلى إرسال بعثة مصالحة لإيجاد مخرج من الأزمة، طالبت السلطات بتنظيم انتخابات فرعية وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

ودون مفاجأة -كما تقول الصحيفة- أعلنت الحركة رفض هذه العملية قبل أن ترد عليها الحكومة، وأكدت “تصميمها على استخدام جميع الوسائل القانونية والمشروعة” من أجل رحيل الرئيس “الذي يستطيع اليوم وحده إنقاذ مالي”.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإمام ديكو بقي صامتا بكل ذكاء، بعد التأكد من أن الاحتجاجات جرت بسلام، محتفظا بسمعته وبالشرعية التي بناها على مر السنين.

وقالت الصحيفة إن هذا الإمام (66 عاما) -وهو أستاذ لغة عربية من منطقة تمبكتو بشمال مالي، تلقى تعليمه في المملكة العربية السعودية- قد أصبح شخصية مركزية في السياسة المالية، حيث أكسبته وطنيته وصرامته الدينية واستقامته ولاء كثير من الناس.

الجهاديون الأجانب غير المتمردين المحليين

وقد ظهر ديكو في عام 2009 عندما نظم -وهو على رأس المجلس الإسلامي الأعلى بمالي- احتجاجات ضخمة ناجحة ضد قانون إصلاح الأسرة الذي دعت إليه السلطة آنذاك، كما أفادت الصحيفة.

وبعد 3 سنوات من تلك الأحداث، دعم هذا الإمام علانية تقريبا ترشيح الرئيس الحالي للرئاسة، قبل أن تجتاح الحرب البلاد وتتدخل فرنسا عسكريا ضد الجهاديين، مع أنه لم ينتقد ذلك التدخل كما أنه لم يساند الدعوة الانفصالية لأزواد، إلا أنه -كما تقول لوفيغارو- لم يتبن قضية الحرب على الإرهاب.

ويجب بحسب رأي ديكو -كما تنقل الصحيفة- التمييز بين الجهاديين الأجانب الذين جاؤوا لشن حرب في مالي، والمتمردين المحليين الذين قد تجلب مفاوضتهم إمكانية حقيقية للسلام، لاعتباره أن الجنسية لها الأسبقية على الأيديولوجية.

وختمت الصحيفة بأن هذا المسار العملي الذي درج عليه الإمام ديكو ولم يحد عنه طول مسيرته، هو الذي وجّه مسيرته وعلاقاته في السنوات الأخيرة، وهو الذي جعل علاقاته بالرئيس تتدهور بسرعة، خاصة بعد تعيين سليمان بوبي ميغا المناهض للمفاوضات رئيسا للوزراء، قبل أن يقال في أبريل/نيسان 2019 من أجل استعادة الفكرة.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: