كورونا يتقدم وترامب يتراجع في ولايات حاسمة للفوز بولاية ثانية

كورونا يتقدم وترامب يتراجع في ولايات حاسمة للفوز بولاية ثانية

سيواجه ترامب منافسه من الديمقراطيين جو بايدن

على وقع السباق المحتدم بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب -الذي يسعى للفوز بولاية رئاسية ثانية، ومنافسه مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن، يبدو أن فيروس كورونا دخل بقوة إلى حلبة السباق ليعيد تشكيل خارطة الولايات التي يسعى كل مرشح للفوز بها.

وتلعب جغرافيا انتشار فيروس كورونا المستجد عاملا مهما في تحديد هوية الرئيس القادم للولايات المتحدة، من خلال تأثيراته على حظوظ المرشحين في عدد من الولايات المتأرجحة التي تشهد خارطتها تغيرا قبل نحو 100 يوم من الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وشهدت 33 ولاية أميركية زيادة في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد هذا الأسبوع، مقارنة بالأسبوع الماضي.

وبحسب إحصاءات جامعة جونز هوبكنز، فإن عدد المصابين بالفيروس بلغ حتى مساء أمس الأحد 3.4 ملايين شخص، ووفاة 138 ألفا آخرين.

وما زالت الولايات المتحدة تسجل أرقاما قياسية في عدد الإصابات الذي ظل أعلى من حاجز 60 ألف إصابة يوميا على مدار الأسبوع الماضي.

جغرافيا الفيروس والسباق

وتخطت ولاية فلوريدا أرقام الإصابات المرتفعة التي سجلتها ولاية نيويورك في ذروة انتشار الفيروس فيها خلال أبريل/نيسان الماضي.

وانتقل مركز انتشار الوباء في الولايات المتحدة خلال الأشهر الأربعة الأخيرة من ولايات الشمال الشرقي -خاصة نيويورك ونيوجيرسي وبنسلفانيا وكونيتيكت في مرحلته الأولى- إلى ولايات الوسط الغربي في مرحلتها الثانية في ولايتي ميشيغان وأوهايو.

ثم انتقلت ذروة انتشار الفيروس إلى الغرب في ولايات واشنطن وأوريغون وكاليفورنيا، إلى أن أستقر في ذروة الانتشار الحالية في ولايات الجنوب، خاصة فلوريدا ولويزيانا وتكساس وأريزونا وبعض مناطق ولاية كاليفورنيا.

فلوريدا تحقق السبق

وتعد ولاية فلوريدا مثالا واضحا لتأثير جغرافيا انتشار الفيروس على حظوظ المرشحين بالفوز في السابق الرئاسي.اعلان

وتمتلك فلوريدا 29 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي، ويستحيل حسابيا أن يفوز ترامب بالرئاسة حال خسارته هذه الولاية التي تأرجحت بين الحزبين خلال السنوات الأخيرة.

وسجلت ولاية فلوريدا أمس الأحد 15 ألفا و299 حالة إصابة جديدة، وهو ما يعد رقما قياسيا بالنسبة للولايات، في الوقت ذاته ارتفعت نسبة الحالات الإيجابية المصابة بالفيروس إلى 19.6% من بين إجمالي من يخضعون لفحص الإصابة به في الولاية طبقا لجامعة جونز هوبكنز.

وفي الوقت الذي قرر فيه حكام عدة ولايات متأرجحة من الديمقراطيين -مثل ميشيغان وبنسلفانيا- تمسكهم باستمرار فرض إجراءات منع التجمعات الكبيرة المفروض منذ بداية أزمة الكورونا، لم يلتزم رون دي سانتوس حاكم ولاية فلوريدا، ولم يطبق الإجراءات الاحترازية للسيطرة على انتشار الفيروس في مرحلة مبكرة، ويرجع ذلك لقربه الشديد من الرئيس ترامب وتنسيقه مع البيت الأبيض بشأن الإغلاق.

مؤتمر ترامب الحاسم

في الوقت ذاته، من المقرر أن تستضيف مدينة جاكسونفيل بشمال فلوريدا المؤتمر العام للحزب الجمهوري في الأسبوع الثالث من أغسطس/آب القادم.

لكن نسبة الإصابات المرتفعة في فلوريدا خلال الأسابيع الأخيرة تجدد الشكوك في إمكانية عقد المؤتمر بالطريقة التقليدية.

وأعلنت مدينة جاكسونفيل الأسبوع الماضي قرارا يلزم الاشخاص بارتداء كمامة الوجه في الأماكن المغلقة وأثناء المناسبات العامة، مع ضرورة الحفاظ على التباعد الاجتماعي.

ولا يبدو ترامب مرحبا بقبول ترشيح الحزب الجمهوري أمام ساحة غير تقليدية غير مكتظة بـ20 أو 30 ألف جمهوري متحمس.

ودفعت دعوة عشرات الأطباء وخبراء الصحة العامة من مدينة جاكسونفيل إلى تأجيل المؤتمر أو تقليص حجمه بدلا من خطط جذب الآلاف إلى المدينة من أجل انطلاقة إعادة انتخاب ترامب، إلى تزايد الشكوك في فوز ترامب بالولاية المتأرجحة المهمة.

وتقليديا يدفع استضافة ولاية ما لمؤتمر أحد الحزبين الرئيسيين إلى زيادة حظوظ هذا الحزب في الفوز بتلك الولاية، وإذا لم يعقد الجمهوريون مؤتمرهم العام في فلوريدا، فستزيد احتمالات فوز جو بايدن الديمقراطي بأصوات الولاية.

ترامب في ورطة في 3 ولايات

وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة “سي بي إس نيوز” (CBS NEWS) بالتعاون مع مؤسسة يوجوف في منتصف الشهر الماضي، أن الرئيس دونالد ترامب في ورطة في 3 ولايات فاز بها عام 2016، وهي أريزونا وفلوريدا وتكساس.

ويتساوى ترامب مع بايدن في ولاية أريزونا بنسبة 46% لكل منهما، وهي الولاية التي فاز بها بـ4 نقاط عام 2016.

وتقدم بايدن على ترامب في ولاية فلوريدا بنسبة 48% إلى 42%، على الرغم من فوز ترامب بها عام 2016 بفارق نقطة واحدة على هيلاري كلينتون.

أما ولاية تكساس -أهم وأكبر الولايات الجمهورية التقليدية- فيتقدم فيها ترامب بنقطة واحدة على بايدن، على الرغم من فوزه بها عام 2016 بفارق 9 نقاط.

من ناحية أخرى، تأمل حملة ترامب في الفوز بـ3 ولايات فازت بها هيلاري كلينتون بنسبة أصوات قليلة في انتخابات 2016، وهي نيوهامبشير ومينيسوتا ونيو مكسيكو.

كورونا يهدد سباق التجمعات

وتتطلع حملة ترامب إلى الخروج وعقد تجمعات انتخابية حاشدة، وهو ما لا يقدر عليه المرشح جو بايدن نظرا لاعتلال صحته وغياب كاريزميته، إلا أن الانتشار الكبير لفيروس كورونا يضرب هذه الآمال في مقتل، خاصة بعد الكشف عن الكثير من الإصابات بين من حضروا المؤتمر الانتخابي للرئيس ترامب بولاية أوكلاهوما الشهر الماضي.

ولا يتحرك بايدن كثيرا، وهو يقوم بإجراء حملات جمع التبرعات بانتظام عبر الإنترنت وفعاليات الحملة من غرفة حولها لأستوديو مؤقت في منزله، يجري منها مقابلات تلفزيونية عن بعد مع الكثير من المحطات المحلية في الولايات المتأرجحة.

ومع عودة ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات الناتجة عن فيروس كورونا المستجد، ووصولها لمستويات قياسية خاصة في ولايات متأرجحة صوتت للرئيس ترامب عام 2016، يثار الكثير من التساؤلات عن حظوظ ترامب في الانتخابات القادمة.

وحقق الرئيس دونالد ترامب انتصاره في انتخابات 2016 اعتمادا على حساب أصوات المجمع الانتخابي، حيث فاز بأصوات 304 مندوبين، مقابل 227 مندوبا لمنافسته هيلاري كلينتون، وهو ما ضمن له الانتصار في الانتخابات على الرغم من تصويت 48.2% من الناخبين (65.9 مليون ناخب) لهيلاري كلينتون، في حين لم يحقق ترامب إلا 46.1% من الأصوات (64 مليونا).

وطبقا لتقديرات الجغرافيا، تقل حظوظ ترامب وتتزايد حظوظ بايدن، إلا أنه وقبل أكثر من 100 يوم على موعد إجراء الانتخابات، من المبكر الحكم على هوية الرئيس الأميركي القادم.


Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: