عبد الله المجالي
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

لا تتشاءموا كثيراً

عبد الله المجالي
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

خلال بحثي عن الخطاب الرسمي لتبرير توقيع اتفاقية وادي عربة مع الكيان الصهيوني استوقفتني تغطية صحيفة الرأي لما سمي باحتفالية توقيع الاتفاقية.

لقد جاء في افتتاحية الصحيفة صبيحة توقيع الاتفاقية أنه “دائمًا ما تشرق الشمس، لكن شمس هذا اليوم أجمل”!!

مضيفة: “ذلك لأنها حملت للأردن والأردنيين فجرًا جديدًا مضمخًا بالطمأنينة وحافزًا على البذل والعطاء لإعلاء صرح الوطن النموذج وإضافة فصول جديدة لملحمة الإنجاز والبناء في شتى المجالات والميادين”!!

ثم تتابع: “إنه فجر أردني جديد إذن، يحمل للإنسان الأردني كل بشائر الحلم في مستقبل مشرق، تبقى الهامات فيه مرفوعة كما كانت مثلما يكون هذا الإنسان النواة الطيبة للإنسان العربي الحر على كامل الخارطة العربية”!!

أما صحيفة الدستور فقالت في افتتاحيتها: “نعم ستشرق نهاية اليوم شمس جديدة طال انتظارها منذ عشرات السنين، وستفتح بوابات كانت موصدة أمام حلم السلام والأمن والاستقرار، وتنداح من على الطريق كل تلك المصاعب والعقبات التي حالت دون تمكن شعبنا من إطلاق كامل طاقاته في البناء والتقدم ومن مواصلة مسيرته المكللة بكل ما يدعو إلى الفخر والاعتزاز”!!

وتضيف: “وفي ذلك كله، فإننا نسجل لجلالة الملك الحسين ونعيد إلى مقامه السامي الفضل في ما تحقق، ونرد إليه هدية السلام الثمينة بما هو أحسن منها من وفاء واعتزاز وإخلاص لهذه القيادة التي نذرت نفسها لكل ما فيه صالح الأردن وصالح الأمة وصالح الأجيال المقبلة”!!

احتوى عدد صحيفة الرأي يوم 26/10/1994 على 41 مقالا وتقريرا كلها تمجد وتمدح وتشيد، إلى جانب أربع صفحات تأييد وتجديد ولاء للملك الراحل الحسين بن طلال وولي عهده الأمير الحسن بن طلال. إلى جانب قصائد ومشاركات القراء التي صبت كلها في ذات الاتجاه. وحملت إحدى إعلانات الولاء والتأييد للملك الحسين عنوانًا يقول: “لو لم يكن السلام لله، لكان أنت”!!

ترى ماذا يقول الأردنيون اليوم بعد 25 عاما على توقيع تلك الاتفاقية؟ وماذا رأوا مما بشرت به الصحف آنذاك؟ وأين هو المستقبل المشرق؟ وأين هو الازدهار؟ وأين وأين وأين؟

أجزم أن الرئيس المصري أنور السادات لقي ذات الترحيب والتمجيد من ذات النخبة الطفيلية، التي لا ترى وظيفتها في هذه الدنيا سوى التصفيق للحاكم أيا كان، حين أقدم على فعلته بزيارة الكنيست الصهيوني في قلب القدس المحتلة. وأجزم أن قصائد شعر دبجت تشيد ببطولته وجرأته وشجاعته حين أقدم على فعلته بتوقيع معاهدة كامب ديفيد مع العدو الصهيوني ومزق الأمة العربية!!

فأين هي مصر الآن بعد أكثر من أربعين عاما من المعاهدة المشؤومة؟ وأين هم المصريون؟

النخب الطفيلية التي لا ترى وظيفتها في هذه الدنيا سوى التصفيق للحاكم أيًّا كان، موجودة في كل زمان ومكان، وهي غثاء كغثاء السيل، ولن تستطيع طمس الحقيقة التي ستظهر ولو بعد حين.

(السبيل)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts